لا يمكن لأي منا تجاهل أهمية وضع الخطط والاستراتيجيات البناءة في تحقيق النجاح المرجو من الأعمال، ولكن هل يمكن للاستراتيجية السليمة التغلب على الأزمة المالية العالمية؟ 94% من المديرين التنفيذيين في قطاع الأعمال على المستوى الإقليمي يرون أن ذلك ممكن وأجابوا بـنعم على هذا السؤال، وذلك وفقًا لاستبيان أجرته مؤسسة "ليدرز بريزنتس"، الشركة المنظمة لمنتدى بطاقات قياس الأداء المتوازن لعام 2009. كما أفاد الاستبيان بأن 64% من المديرين التنفيذيين على المستوى الإقليمي يرون أن 80% من نجاح الشركات إنما يُعزى إلى تطبيق الاستراتيجية الصائبة.
يعكس هذا الاستبيان آراء قرابة 60 شركة من الشركات الرائدة في مجال الأعمال وأهم صناع القرار في المنطقة، مما أكد على ايمان المديرين التنفيذيين على المستوى الإقليمي بأن اتباع استراتيجية صائبة من شأنه انتشال المؤسسات والشركات من الأزمة المالية الحالية، مؤكدين على أهمية الجانب التنفيذي فيما يتصل بتمكين تلك المؤسسات والشركات من تنفيذ الاستراتيجيات الصائبة.
بشكل عام ، يتعذر تحقيق الأهداف الاستراتيجية المنشودة في حال غياب التخطيط المنظم والدقيق على المستوى التنفيذي ، غير أن استحداث رابط منطقي كهذا يشكل تحديًا هائلاً أمام الإدارة والموظفين على السواء. لكن إلام تميل كفة الأهمية لدى الحديث عن إدارة تنفيذ الاستراتيجية، المديرون أم الموظفون؟ اتفق معظم المشمولين بالاستبيان أن كلا من الإدارة (87.5%) والموارد البشرية (81%) يحظيان بأهمية بالغة فيما يتعلق بتنفيذ الاستراتيجيات، نظرًا لأنه "ليس بإمكان الموظفين المضي قدمًا إذا لم يتحمل المديرون أعباء القيادة".
وفي هذا السياق، أفاد الدكتور روبرت كابلان – كبير المتخصصين العالميين في علوم الإدارة – قائلاً: "يتطلب التنفيذ المناسب للاستراتيجيات التزامًا حقيقيًا من جانب الموظفين تجاه مساعدة الجهات التي يتبعونها على تحقيق الأهداف الاستراتيجية المنشودة. ولضمان إسهام الموظفين في هذا الجانب، لا بد للقادة من التواصل معهم وتثقيفهم، وربط أهداف الموظفين الشخصية وحوافزهم بالاستراتيجية المنشودة، علاوة على تحقيق التوافق بين التدريب الشخصي وبرامج التنمية التطوير من أجل تزويد الموظفين بالمعارف والمهارات والملكات التي يحتاجونها للإسهام في تنفيذ الاستراتيجية".
ومن المقرر أن يقدم الدكتور كابلان – ومعه الدكتور ديفيد نورتون – توجيهات وتوصيات لها صداها الواسع إلى الشركات المحلية المعنية بالآثار الاقتصادية السلبية، وذلك خلال مؤتمر "بطاقة الأداء المتوازن 2009" الذي تنظمه مؤسسة "ليدرز بريزنتس".
تجدر الإشارة إلى أن "بطاقة الأداء المتوازن" هي عبارة عن نظام معني بالتخطيط الاستراتيجي والإدارة، وقد استحدثه الدكتور كابلان والدكتور ديفيد نورتون ليكون إطار عمل لقياس الأداء، غير أن ما يميزه هو قدرته على قياس المقاييس الاستراتيجية غير المالية تم اضافتها إلى المقاييس المالية التقليدية، وذلك بغية توفير منظور أكثر "توازنًا" للمديرين والتنفيذيين للتعاطي مع الأداء في إطار مؤسساتهم وشركاتهم.
ووفقًا للاستبيان المذكور آنفًا، أفاد أكثر من 69% من الشركات العاملة في المنطقة بأنهم يستخدمون بطاقات قياس الأداء المتوازن لقياس الأداء، فيما أفاد 81% بأن استخدام هذه النظام قد ساعد كثيرًا في تحقيق النمو المنشود في أعمالهم.
جدير بالذكر أن هيئة كهرباء ومياه دبي من المؤسسات التي دأبت على الأخذ بهذا النظام منذ 8 أعوام وحتى الآن ، وسيتم مناقشة قصة نجاح الهيئة في تطبيق هذا النظام خلال مؤتمر "بطاقة الاداء المتوازن" والذي سيعقد في فندق ماريوت بدبي في الفترة من 28 مارس الى 2 ابريل 2009.
وفي هذا الاطار ، صرح سعادة سعيد محمد الطاير - عضو مجلس الإدارة المنتدب والرئيس التنفيذي للهيئة – بأن نظام قياس الأداء المتوازن ساعد الهيئة على تطبيق إطار عمل استراتيجي دقيق وبعيد المدى.
وأضاف سعادته أنه ينبغي أن تستفيد الشركات الكبرى من الأزمة الحالية بأن تتوقف لحظة لإعادة التفكير في كفاءتها التشغيلية وترجمتها إلى مبادرات استراتيجية بعيدة المدى. ونحن في الهيئة نركز على زيادة الكفاءة والارتقاء بعملياتها من خلال اختيار المؤشرات الصحيحة ودعمها بالمبادرات الاستراتيجية المناسبة.
يشار الى ان المنتدى هو برعاية "بالاديوم"، "اديما"، مايكروسوفت، ايكون: "كيو بي ار" و"لوجيك" للاستشارات الادارية، اضافة الى جريدة التايمز والصنداي تايمز.
© 2009 تقرير مينا(www.menareport.com)