توقع مصدر خليجي مطلع في قطاع السياحية أن تستحوذ السعودية على قرابة 70 في المائة من السياح الخليجيين هذا العام، بسبب الاضطرابات التي تواجهها عدد من الدول العربية التي كانت تمثل وجهة سياحية لكثير من الخليجيين، وذلك لتميز السعودية في جانب السياحة الدينية خلال شهر رمضان، وكذلك الفعاليات التي تقام في عسير.
فيما تسعى شركات قطرية إلى عقد شراكات مع نظيرتها السعودية في المجال نفسه. وقال عبد الله مال الله البدر مدير إدارة السياحة في الهيئة العامة للسياحة في قطر، إن أكثر من 70 في المائة من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي يستهدفون السعودية لقضاء إجازة الصيف هذا العام, خاصة بعد الأحداث السياسية التي تشهدها حاليا غالبية الدول العربية كمصر وسورية ولبنان، التي كان لها النصيب الأكبر من مواطني دول الخليج خلال الأعوام الماضية, مضيفا أن غالبية السياح الخليجيين يفضلون "مكة والمدينة" كسياحة دينية ثم الطائف وأبها بحكم طبيعة الجو، ثم المنطقة الشرقية لموقعها الجغرافي وقربها من دول الخليج.
وبيّن أن السعودية احتلت المركز الأول خلال العامين الماضيين بين دول الخليج في نسبة السياح, مضيفا أن الأزمة التي تشهدها الدول العربية ساهمت بشكل كبير في تغيير الوجهة السياحية إلى السعودية والإمارات والكويت وقطر وعمان, وذلك لتميز دول الخليج بالخصوصية والعادات والتقاليد, إضافة إلى الاستقرار السياسي, مؤكدا أن الأسر السعودية مستهدفة من قبل الشركات السياحية والفنادق القطرية لجذب أكبر عدد ممكن في فصل الصيف, مشيرا إلى أن أكثر الخليجيين زيارة لقطر هم السعوديون, ثم الإماراتيون فالعمانيون والكويتيون.
وبيّن مال الله، خلال اللقاء الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة في قطر أخيرا مع عدد من المكاتب السياحية في المنطقة الشرقية في فندق موفنبيك الخبر، أن إحصائيات الربع الأول كشفت زيادة عدد السياح القادمين من دول الخليج بنسبة 22 في المائة، وشكّل السائحون السعوديون الجزء الأكبر من مجموع السياح الخليجيين، حيث بلغ عددهم في الربع الأول نحو 162 ألف سائح، أي بزيادة بلغت 25 في المائة, متوقعا أن يصل العدد إلى 400 ألف خلال الشهرين المقبلين, مضيفا أن دولة قطر تتطلع إلى تحقيق نمو بمعدل 20 في المائة في قطاع السياحة على مدى الأعوام الخمسة المقبلة, مشيرا إلى أن الشركات السياحية في قطر تبحث عن شركات سعودية بهدف التحالفات والتسويق للسياحة في السعودية وقطر, إضافة إلى أن هناك مشاريع عملاقة قائمة ومستقبلية تنفذها شركات سعودية قطرية, لافتا إلى أن هناك جدولا تنسيقيا للتعريف بالمرافق والفنادق والمناطق الأثرية والمعالم التراثية في قطر لتروجيها في السوق السعودية، وتبدأ حملة الترويج من الخبر ثم الرياض فالكويت ومسقط وأبو ظبي ودبي.
وراهن مدير السياحة على تنافس دولة قطر على مشاطرة الدول المتخصصة في السياحة خلال الفترة المقبلة, خاصة في مجال السياحة التراثية والأثرية والطبية والرياضية, مضيفا أن قطر جذبت عددا كبيرا من سياحة الأعمال والمؤتمرات خلال الفترة الماضية، وستواصل المنافسة على هذه الصناعة التي تسهم في صناعة المؤتمرات وجذب الشركات العالمية المتنوعة إلى السوق القطرية.