40% نمو قطاع التلفزيون المدفوع في الشرق الأوسط سنويا

تاريخ النشر: 06 ديسمبر 2005 - 02:13 GMT

تقف صناعة التلفزيون في الشرق الأوسط أمام مفترق طرق بعد ما حقّقته من نمو متسارع وما استقطبته من اهتمام عالمي بالغ، بحسب دراسة أصدرتها اليوم الشركة الاستشارية بوز ألن هاملتون.  

تشير الدراسة، وهي الدراسة الشاملة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، إلى أنّ سوق التلفزيون المدفوع شهد نمواً سنوياً نسبته 40% على امتداد الأعوام القليلة الماضية، يرافقه ازدهار ملحوظ في قطاع التلفزيون المجانيّ، ارتفع معه عدد القنوات الفضائية المجانية إلى 150 قناة.  

وبحسب إفادة كريم الصبّاغ، الشريك ونائب الرئيس قطاع الاتصالات والإعلام والتكنولوجيا في بوز ألن هاملتون، ومقرّه دبي والرياض، إنّ صناعة التلفزيون في الشرق الأوسط "تقف اليوم أمام مفترق طرق، مع ما يلوح من تغيّرات في الأفق".  ويضيف إنّ "الاستثمارات الضخمة، وكثرة القنوات الفضائية المجانية، وتمسّك المساهمين وسلطات الأسواق المالية بالموضوعية والشفافية المالية في المراحل التالية لعمليات الإصدار العام، إضافة إلى التطورات الجذرية المتوقعة في التكنولوجيا والتشريعات المنظّمة لها، عوامل سوف تحمل في ثناياها تغيّرات جوهرية في المناخ العام والجدوى الاقتصادية".  

الواقع أنّ العالم مدرك لحجم صناعة التلفزيون في المنطقة، وخير شاهد على ذلك تصنيف قناة الجزيرة الإخبارية في قائمة العلامات التجارية الخمس الأقوى عالمياً بجانب Apple وGoogle وIKEA وStarbucks، بحسب المسح الاستطلاعي للعلامات التجارية (BroadChannel Readers’ Choice  ) الذي تم إجراءه في ديسمبر عام 2004.  إضافة إلى ذلك، تتّجه الأنظار محلياً وإقليمياً ودولياً إلى صناعة التلفزيون في المنطقة في انتظار عمليات الإصدار العام لأسهم قناة الجزيرة وقناة روتانا الموسيقية وشبكة قنوات Showtime.

وتشير دراسة بوز ألن هاملتون التي تتناول العالم العربي، وتحديداً كبرى الأسواق العربية في مصر والمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة، إلى أنّ عدد مشتركي التلفزيون المدفوع يصل إلى مليون مشترك، تستحوذ Showtime وأوربت و ARTعلى القسط الأكبر منهم.  علماً بأنّ نسبة التلفزيون المدفوع بلغت 5% من السوق الإجمالية، فهي تتراوح بين 3% في مصر و29% في الإمارات العربية المتحدة. 

ويؤكّد غابريال شاهين، وهو مدير وعضو في مجموعة الاتصالات والإعلام والتكنولوجيا العالمية في بوز ألن هاملتون، ومقرّه الإمارات العربية المتحدة، إنّ "توقعات التلفزيون المدفوع في المدى الطويل وقف على مجموعة من العوامل الجوهرية المحفّزة، منها النمو الاجتماعي والاقتصادي واكتمال الوعي والمهارات الإدراكية لدى الفئات السكانية الشابة، وازدياد قدرة التمييز لدى مشاهدي المواد والبرامج التلفزيونية". مضيفاً إنّ أمام محطات التلفزيون المدفوع فرص نمو هائلة في أسواق لم تُستغل نسبياً حتى الآن، شأن المملكة العربية السعودية، والشرائح الاجتماعية الاقتصادية المتوسطة ومحدودة الدخل في المنطقة التي عادةً ما تشكّل نواة مشتركي التلفزيون المدفوع في الأسواق المتقدّمة.    

وبحسب التقرير، تضمّ سوق التلفزيون في الشرق الأوسط نحو 190 مليون مشاهد، ومن أبرز ميزاتها أنّ معدلات الاستهلاك التلفزيونيّ فيها أعلى بكثير منه في أسواق البلدان الأكثر تقدماَ.

إلاّ أنّ لوران فيفييه، وهو مدير وعضو في مجموعة الاتصالات والإعلام والتكنولوجيا العالمية في بوز ألن هاملتون في باريس، حذّر من أنّ "تقديم الخدمات المرئية والمسموعة في الشرق الأوسط مهمة معقّدة ومتشعّبة لما تتّسم به هذه المنطقة من العالم بتعدّدية أنماط الطلب، على الرغم من التجانس اللغوي والثقافي والديني النسبي. فأنماط الاستهلاك التلفزيوني وخيارات المستهلكين تختلف وتتباين باختلاف الشرائح الديموغرافية التقليدية والبلدان والمجموعات العرقية.

كذلك يوضح التقرير أنّ محطات البث التلفزيوني المجاني استثمرت مبالغ طائلة لتحديث برامجها التلفزيونية وتحسين نوعيتها، لكنّه يضيف أنّ هذا الازدهار في قطاع المحطات الفضائية المجانية غير قابل للاستمرار في المدى الطويل، نظراً لأنّ أساليب تسويق الإعلانات التلفزيونية غير المنطقية أحياناً وكثرة القنوات الفضائية، تدلاّن على أنّ معظم المحطات هذه تتلقى دعماً مالياً من مالكيها.  

على صعيد آخر، من العوامل التي قد تعوق نمو التلفزيون المدفوع قدرته على تقوية برامجه النوعية، والجهود التنظيمية واسعة النطاق المتوقعة في قطاع التلفزيون المجانيّ، وهو احتمال وارد في سياق تحويل البرامج النوعية المجانية إلى برامج مدفوعة (مثل قناة الجزيرة الرياضية) والاهتمام المتزايد الذي توليه محطات التلفزيون المجاني للأداء الاقتصادي، في ضوء عمليات الإصدار العام المخطط لها، بحسب ما تشير إليه الدراسة. بصفة عامة فإن بوز ألن هاملتون تتوقع نمو قطاع التلفزيون المدفوع في الشرق الأوسط  بمعدل سنوي يتراوح ما بين 16 و 24 % من عام 2005 إلى 2015. 

© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن