ذكرت دراسة حديثة اعدتها شركة بروليدز، الشركة الرائدة في مجال الابحاث الخاصة بالمشاريع و مقرها دبي ، ان قيمة الاستثمارات الحالية في المشاريع الطبية و الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي بلغت 14 مليار دولار امريكي موزعة على مختلف المشاريع الطبية بما فيها بناء مستشفيات و مشاريع خاصة ببرامج الرعاية الصحية يجري بناؤها في الوقت الحاضر بتمويل حكومي او من قبل القطاع الخاص او عن طريق التمويل المشترك .
و قال سايمون بيج ، المدير التنفيذي لعلوم الحباة في شركة آى آى آر الشرق الاوسط ، الشركة المنظمة لمعرض الصحة العربي: "في الوقت الذي تعاني فيه المشاريع العقارية في المنطقة ، فعلى النقيض من ذلك لم يتم الغاء او تأجيل اى مشروع من مشاريع الرعاية الصحية بما فيها بناء المستشفيات ، كنتيجة مباشرة للازمة الاقتصادية العالمية الراهنة . "
و اضاف بيج: "تواصل دول مجلس التعاون الخليجي التزامها بتطوير البنى التحتية الاساسية بما فيها المشاريع المرتبطة بقطاع الرعاية الصحية و الخدمات الطبية التي تشكل احد العناصر الرئيسية ضمن استراتيجياتها على مدى السنوات الطويلة المقبلة ." و استندت الدراسة الحديثة في نتائجها على المعلومات التي جمعتها شركة بروليدزمن خلال المتابعة القريبة لمختلف مشاريع الرعاية الصحية و الخدمات الطبية التي يجري تشييدها في مختلف دول المنطقة .
و اشارت الدراسة الى ان المملكة العربية السعودية تتصدرالقائمة من حيث عدد المشاريع في قطاع الرعاية الصحية التي يجري بناؤها في الوقت الحاضر و تتجاوز قيمتها 6.6 مليار دولار امريكي . و يتقارب حجم الانفاق ، بحسب الدراسة ، بالنسبة للامارات العربية المتحدة و قطرعلى مشاريع حديثة يجري تشييدها حاليا في قطاع الرعاية الصحية اذ يصل الى 2.9 مليار دولار في الامارات و 2.8 مليار دولار في قطر .
و تابع بيج قوله: "من غير المعقول ان نختلف على ان التباطؤ الاقتصادي قد ترك تاثيره على المنطقة و لكن فيما يتعلق بقطاع الرعاية الصحية فان هذه التاثيرات يتوقع ان تكون اقل حدة في المنطقة مقارنة ببقية مناطق العالم ."
و اضاف: "من المتوقع ان يواصل تعداد السكان في الارتفاع في دول مجلس التعاون الامر الذي تخطط معه الحكومات لرصد الميزانيات الضرورية للارتقاء بالخدمات و المعاييير الخاصة بالرعاية الصحية . اضافة الى ذلك ، فقد بدات دول المجلس في خلق و تطبيق القوانين و النظم الخاصة بالتأمين الصحي للاجانب مما يعد خطوة اخرى على طريق التكامل في مجال الرعاية الصحية و الخدمات الطبية المقدمة ."
و قال بيج: "تأكيدا على عدم تأثر قطاع الرعاية الصحية و المشاريع الطبية في المنطقة بسبب تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية ‘ فقد نفذت كافة حجوزات المساحة المتوفرة في معرض الصحة العربي – ثاني اضخم حدث من نوعه في قطاع الرعاية الصحية في العالم ."
و تشير بيانات بروليدز حول مشاريع الرعاية الصحية ان المملكة بصدد تنفيذ 83 مشروع بما فيها مشروع مدينة جامعة الملك سعود الطبية في الرياض الذي تقدر تكلفته بحوالي 400 مليون دولار امريكي و مشروع توسعة مستشفى القطيف المركزي بالمنطقة الشرقية و الذي تصل تكلفته الى 5 ملايين دولار امريكي .
و يجري في قطر تشييد اكبر مشروع في مجال الرعاية الصحية في المنطقة و هو مشروع مركز السدرة للخدمات الطبية و البحوث الذي يشكل جزءا من مشروع مدينة الدوحة التعليمية التي يجري تطويره بميزانية تبلغ 2.3 مليار دولار امريكي .
اما في دولة الامارات العربية المتحدة فهناك مشروع المرحلة الاولى من جزيرة السواء كليفلاند كلينيك الذي يعتبر اكبر المشاريع التي يجري بناؤها حاليا في ابو ظبي بكلفة 1.9 مليار دولار امريكي . و يأتي مشروع مركز اكاديمية محمد بن راشد آل مكتوم الطبية في مدينة دبي الطبية كثاني اكبر مشاريع القطاع الصحي في دولة الامارات و قد رصدت له ميزانية قدرها 572 مليون دولار امريكي .
و في دولة الكويت يجري حاليا بناء احدث المستشفيات و الذي يحمل اسم مستسفى جابر الاحمد الصباح بتكلفة 1.2 مليار دولار امريكي في حين بناء مستشفى الملك حمد العام في مملكة البحرين بتكلفة تصل الى 130 مليون دولار امريكي .
يذكر ان معرض الصحة العربي 2008 قد سجل ارقاما قياسية تمثلت في مشاركة ما يزيد على 2,200 شركة عارضة من 65 دولة و ضم 28 جناحا وطنيا و عدد كبير من الزوار من 100 دولة . و يتميز معرض الصحة العربي بكونه اكبر معرض في العالم من حيث عدد المؤتمرات الطبية و التي يحضرها ما يزيد على 5,000 مشارك من مختلف مناطق العالم . مشارك من مختلف انحاء العالم من المهنيين المتخصصين و الباحثين في العلوم الطبية و الاكاديميين و غيرهم من كبار المتحدثين في المؤتمرات حول المواضيع ذات الصلة بالقطاع الصحي و آخر التقنيات و الممارسات المهنية المرتبطة به . و سوف يضم مؤتمر الصحة العربي لهذا العام 16 مؤتمرا تغطي مختلف حقول الطب و الادارة و الامور التشريعية ذات الصلة بقطاع الرعاية الصحية .
© 2009 تقرير مينا(www.menareport.com)
