”نخيل” تطوّر تكنولوجيا جديدة لتوفير مياه الري

تاريخ النشر: 15 فبراير 2005 - 09:13 GMT

اعتمدت "نخيل"، وهي الشركة الرائدة في مجال تطوير العقارات في منطقة الشرق الأوسط، على طريقة حديثة جداً لتنظيم يوم ميداني من أجل عرض أحدث التقنيات التي قامت هذه الشركة بتطويرها للتخفيف من استهلاك المياه في إدارة الحدائق الخارجية، وذلك بحضور عدد من الجهات المهتمة من القطاعين العام والخاص، واشتمل هذا الوفد على ممثلين من وزارة الزراعة والثروة السمكية والمركز العالمي للزراعة البيولوجية المالحة وجائزة زائد العالمية للبيئة وجامعة الإمارات العربية المتحدة وبلدية دبي وسلطة المنطقة الحرة في جبل علي وعدد من مصممي المناظر الخارجية والمقاولين وممثلي وسائل الإعلام.

ويقول منير حيدر رئيس الدائرة الفنية لدى "نخيل": "إن هذا النهج الجديد الذي يشتمل على إيجاد واختبار وتوصيل وتبادل النتائج مع المجتمع المحلي، يعدّ نموذجاً آخر على الريادة والرؤية التي تنطلق منها "نخيل". ومن بين التقنيات الأخرى، تقوم دائرة الأبحاث والتطوير لدى "نخيل" بتجربة وتطوير تكنولوجيا جديدة من شأنها أن تؤدي إلى تخفيض معدلات استخدام المياه لري الحدائق الخارجية، مع تعزيز والمحافظة على صحة ونمو النباتات".

وقام الممثلون بزيارة إلى موقع التجارب الكائن في مجمع الحدائق للنباتات المبردة على مقربة من فلل "هيل سايد" التابع لمشروع الحدائق، حيث قام فريق "نخيل" بعرض تطبيق عملي لتكنولوجيا الري "إلكترو – أوسموزسيس"، إلى جانب استخدام تكنولوجيا احتباس رطوبة التربة.

ويضيف منير حيدر: "نتعامل مع البيئة الطبيعية في جميع مشروعاتنا بقدر عالٍ من الأهمية، كما أننا نودّ أن نوفر لجميع القاطنين في هذه المشروعات البيئة الخضراء في أماكن المشي أو الاستمتاع بوقت الفراغ أو لمجرد الاسترخاء. وبما أننا نضع هذا الأمر بالحسبان، فقد قمنا باتخاذ سلسلة من الخطوات من أجل المحافظة على المياه الحلوة حول جذور النباتات التي تتم زراعتها في مشروعاتنا. وفي الوقت الحالي فإن كلفة استخدام كميات مفرطة من المياه الحلوة لأغراض الري تعد مرتفعة، ولكنها أثبتت حتى الآن أنها من أنجع الطرق لضمان عدم ارتفاع منسوب المياه المالحة، والحيلولة دون ارتفاعها تحت جذور النباتات وتعرضها للموت".

وبالاعتماد على التجارب التي قامت نخيل بإجرائها خلال العام المنصرم، أظهرت الأبحاث أن استخدام طريق الري بالاعتماد على تكنولوجيا "إلكترو – أوسموزسيس"، يمكن المحافظة على حياة النباتات باستخدام 75 في المئة من كمية الماء المطلوبة. أما العامل الأكثر إثارة للإعجاب، فقد ظهر أنه من خلال استخدام المواد المساعدة على احتباس الرطوبة في التربة، يمكن المحافظة على نمو النباتات بشكل صحي وحيوي عن طريق استخدام 50 في المئة من الحاجة الطبيعية إلى المياه.

وكانت "نخيل" قد بدأت بإجراء التجارب على تكنولوجيا "إلكترو – أوسموزسيس" والمواد المساعدة على احتباس الرطوبة في التربة لأن معدلات منسوب المياه في هذه المنطقة تقل في أنحاء كثيرة عن متر واحد تحت سطح الأرض، كما أن درجة ملوحة الماء تتجاوز 100 ألف جزء لكل مليون جزء، أي أن ملوحتها تزيد على ملوحة ماء البحر بمعدل ثلاثة أضعاف تقريباً. ونظراً لارتفاع مصادر المياه الطبيعية في الخصائص المالحة، فقد ثبتت صعوبة إدخال فصائل الأشجار وغيرها من فصائل النباتات الأخرى، لأن جذورها تتأثر عكسياً بالملح، الأمر الذي يؤدي إلى وقف نموها بشكل طبيعي. وبما أن المياه المالحة تكون أعلى كثافة من المياه الحلوة، فإن الري باستخدام المياه الحلوة يتيح زراعة العديد من النباتات التي لا تنتمي إلى الفصائل المحلية.

ومن دون الخوض فى تفاصيل فنية بالغة التعقيد، فإن طريقة الري بالاعتماد على تكنولوجيا "إلكترو – أوسموزسيس" والمواد المساعدة على احتباس الرطوبة في التربة، تتيحان خفض المواصفات المالحة في المياه الطبيعية عن طريق استخدام تيار كهربائي. وبوضع شبكة من الأسلاك حول جذور النباتات وتمرير تيار كهربائي عبرها، يمكن تشتيت الملح في الماء، ويصبح الماء غير مالح وصالحاً لأغراض الري الطبيعي، كما أن هذه الطريقة تعمل على تعزيز حركة الماء في التربة لإبقاء الجذور في أفضل مستوى من الرطوبة. وعند استخدام مزيج من التربة المحلية مع المواد المضافة التي تعزز من احتباس الرطوبة، تصبح التربة غنية بالمواد المتحللة، وتتعزز فيها مواصفات المحافظة على الرطوبة بشكل طبيعي، ويمكننا أيضاً تقليل تأثير وصول المياه الحلوة في أعماق التربة".

ولاحظت "نخيل" من خلال التجارب المكثفة أنه عن طريق الجمع بين التربة المحلية والمواد المضافة التي تعزز من احتباس الرطوبة، ومن ثم وضع هذا المزيج حول جذور النباتات، يمكن تحسين المحافظة على رطوبة التربة، الأمر الذي يقلل من الحاجة إلى مياه الري، وهذا فإن التربة تصبح بمثابة حوض كبير للنباتات، وتمدها بالعناصر الغذائية الضرورية لها، إضافة إلى ماء الري.

ويختتم حيدر حديثه بالقول: "إن الجولة الميدانية في هذا اليوم إلى مشتل الحدائق تهدف إلى إطلاع صانعي القرار على كيفية الاستفادة إلى أقصر حد ممكن من المساحات الخضراء في دبي، وإبراز أهمية البيئة في الوقت الراهن وفي المستقبل".

وبعد هذه الدراسات التي امتدت لسنوات عديدة، ستقوم نخيل بتطبيق طريقة الري بالاعتماد على تكنولوجيا "إلكترو – أوسموزسيس" في المشروعات التي تقوم "نخيل" بتطويرها في الوقت الحالي.

© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن