أعلنت "مصدر"، المبادرة التي أطلقتها حكومة أبوظبي من خلال "شركة مبادلة للتنمية" لتطوير حلول طاقة المستقبل، اليوم أنها ستستثمر ملياري دولار في التقنيات الكهروضوئية الشمسية، وذلك في إطار سعيها لتكون أحد رواد الطاقة البديلة على مستوى العالم. ويعد هذا الاستثمار واحداً من أضخم الاستثمارات في مجال الطاقة الشمسية؛ ويهدف إلى تمويل استراتيجية تصنيع ثلاثية المراحل، لإنتاج أحدث جيل من الألواح الكهروضوئية الشمسية الرقيقة.
وتتمثل المرحلة الأولى في استثمار 600 مليون دولار أمريكي لتمويل إقامة منشأتين للتصنيع؛ الأولى في إيرفورت بألمانيا، وستصبح قيد التشغيل في الربع الثالث من عام 2009؛ والثانية في أبوظبي وستبدأ الإنتاج الأولي بحلول الربع الثالث من عام 2010. وتبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية المجمعة لهاتين المنشأتين من الألواح الكهروضوئية ما يعادل 210 ميجاواط، وسيتم تخصيصها لشركات تركيب الأنظمة الكهروضوئية في أوروبا، وكذلك لتلبية احتياجات "مدينة مصدر" من الطاقة الشمسية.
وقد اختارت "مصدر" ألمانيا لإقامة منشأتها الأولى نظراً لكون هذا البلد مركزاً عالمياً للتكنولوجيا الكهروضوئية. وستعمل المنشأة الألمانية بمثابة محطة مرجعية، حيث سيقوم فريق ألماني إماراتي مشترك بنقل التقنيات والمعرفة إلى المحطة الكبرى في أبوظبي.
ويمثل هذا المشروع خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف "مصدر" الرامية إلى تحويل أبوظبي إلى مركز لتطوير التكنولوجيا، بدلاً من أن تكون مستورداً لها. وفي ظل السعي إلى تحقيق إنتاج سنوي قدره واحد جيجاواط بحلول 2014 عبر مجموعة من عمليات التوسع وإقامة مشاريع جديدة أخرى، ستساهم الجهود المشتركة في جعل "مصدر" أحد الرواد العالميين في قطاع التقنيات الكهروضوئية الرقيقة.
وبهذه المناسبة، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لـ "شركة أبوظبي لطاقة المستقبل" (مصدر): "تأتي التقنيات الكهروضوئية الرقيقة في صلب استراتيجية ’التطوير والبناء والاستخدام‘ التي نتبناها كي نرسخ حضوراً قوياً في قطاع الطاقة البديلة، إذ من شأن هذا الاستثمار أن يدعم المكانة البارزة التي تتمتع بها أبوظبي في سوق الطاقة العالمية. وبوصفها أحد رواد قطاع الطاقة العالمي، فإنه من الطبيعي أن تستثمر أبوظبي في التقنيات الكهروضوئية للاحتفاظ بريادتها وتصبح مركزاً عالمياً للطاقة".
وأضاف: "يعد هذا المشروع إنجازاً كبيراً لـ ’مصدر‘ وأبوظبي. فبالإضافة إلى كونه سيرسخ مكانة ’مصدر‘ كلاعب رئيسي في قطاع التكنولوجيا الكهروضوئية العالمي، هو أيضا أول منشأة لتصنيع أشباه النواقل الدقيقة المتطورة على مستوى المنطقة ومن شأنها أن تجعل من أبوظبي مركزاً عالمياً لتطوير وانتاج حلول الطاقة النظيفة ".
وسوف تستخدم المنشأتان أحدث المعدات القادرة على معالجة القواعد الزجاجية الضخمة والتي تبلغ مساحتها 5.7 متر مربع، أي أكبر بثماني مرات وأقوى بخمس مرات من أفضل الأنواع المتوفرة حالياً.
ويضاف إلى ذلك، أن تصنيع الألواح الكهروضوئية الرقيقة يتطلب ما لا يتجاوز 1% من المادة شبه الناقلة باهظة الثمن التي تستخدم في تصنيع الألواح الكهروضوئية التقليدية، وهو ما يمثل أحد العوامل الأساسية لخفض تكاليف إنتاج الطاقة الكهرضوئية.
ويذكر أن التقنيات المطلوبة لإنشاء شبكة طاقة كهربائية شمسية تكافئ الشبكة الكهربائية التقليدية، متوفرة في معظم أسواق المناطق المشمسة حالياً، ولكن تبقى هناك مسألة تحديد الحجم الصحيح الذي يحقق انخفاضاً في التكاليف. وعليه، ستعمل "مصدر" على وضع المعادلة الصحيحة التي تجمع بين الحجم، والتقنيات الكهروضوئية المعتمدة، والقدرات التصنيعية المتطورة، والأبحاث والتطوير من أجل خفض التكاليف.
وقد أثنى خبراء قطاع التقنيات الكهروضوئية على هذه الخطوة، حيث وصفها الدكتور وينفريد هوفمان، رئيس "الجمعية الأوروبية للصناعة الكهروضوئية" بأنها "تحول نوعي في قطاع الطاقة، حيث أن انخراط رواد الطاقة في قطاع التقنيات الشمسية أمر في غاية الأهمية، ويمكن أن يؤدي إلى تغيير القوى المحركة لهذه الصناعة بأكملها، ليس فقط من خلال تعزيز الطاقة الإنتاجية، بل أيضا من خلال ظهور أسواق كبرى جديدة داخل وحول منطقة الشرق الأوسط التي تتميز بمناخها المشمس وإمكاناتها المادية الكبيرة لاستخدام الأنظمة الكهروضوئية".
وتتميز الألواح الكهروضوئية الرقيقة، إلى جانب انخفاض تكاليف تصنيعها، بأن التكلفة الكربونية لتصنيع هذه التقنيات يمكن أن تسترد في غضون سنة واحدة، ناهيك عن انخفاض تكاليف صيانتها، الأمر الذي يجعلها مثالية للاستخدام في المناطق ذات المناخ المشمس، ومناسبة للأنظمة الكهروضوئية المدمجة في المباني (BIPV).
وتلعب "مبادرة مصدر"، دوراً رائداً بالمنطقة على صعيد دراسة وتطوير واستخدام الطاقة المتجددة وتقنيات التنمية المستدامة.
© 2008 تقرير مينا(www.menareport.com)