قد تبدو أعمال تطوير شبكة الطرق التي ستخدم حوالي مائتي ألف ساكن وزائر في جزيرة الريم في أبوظبي، للوهلة الأولى وكأنها من فعل حفارة عملاقة إذ تنتشر أكوام ضخمة من التربة في كل أنحاء الجزيرة.
ولكن عندما ينظر إليها طارق حاتم سلطان، الرئيس التنفيذي لـ "بنية" بعين الخبير، فهو يرى التقدم الملموس في أعمال إنشاء شبكة الطرق والنقل العام المتكاملة والتي يتوقع لها أن تصبح محط أنظار العالم والدول العربية الأخرى لما توظفه من تقنيات حديثة ومتقدمة لخدمة مشروع جزيرة الريم.
ووفقاً لطارق حاتم سلطان ، فإن أعمال إنشاء شبكة الطرق الرئيسية التي تمتد لمسافة 25 كيلومتراً في كل أرجاء الجزيرة الطبيعية التي تبلغ مساحتها الإجمالية 870 هكتاراً في العاصمة أبوظبي، تسير وفق الجدول الزمني الموضوع لها. هذا ومن الجدير بالذكر أن المهمة الأساسية التي عُهدت إلى "بنية" هي إنشاء شبكة الطرق والمرافق العمومية لصالح كل من "طموح" وصروح" و"الريم للاستثمارات" وهم المطورون الرئيسيون في الجزيرة.
قال السيد سلطان: "تقترب كافة المقومات الرئيسية للبنى التحتية في جزيرة الريم، والتي تشكل شبكة الطرق عصباً أساسياً فيها، من أن تصبح واقعاً ملموساً. ونحن نسير وفق الخطط الموضوعة من أجل توفير شبكة طرق ومرافق عمومية فعالة وعالية الكفاءة في الجزيرة لمرحلة التطوير الأولى، وذلك بحلول نهاية عام 2009."
وأضاف سلطان أن شبكة الطرق الدائمة ستكون متفردة ومميزة بكافة المقاييس حيث قال: "يتم استخدام حوالي ستة ملايين متر مكعب من التربة لإنشاء سلسلة من الطرق التي ترتفع أكثر من خمسة أمتار عن مستوى البحر. وهذا سيسمح بتركيب ممرات المرافق العمومية، مثل الكهرباء والماء والاتصالات والغاز والتبريد المركزي والصرف الصحي بسهولة وبسرعة استعداداً لانطلاق أعمال المطورين الرئيسيين الثلاثة والمطورين الفرعيين."
هذا وسيجمع التصميم النهائي لشبكة الطرق بين العنصر الجمالي وبين الخصائص العملية والمفيدة.
أوضح سلطان: "لقد أجرينا عمليات تقييم كاملة لحركة المرور المتوقعة على الجزيرة مستخدمين في ذلك أحدث التقنيات العالمية المتوفرة من برامج محاكاة حركات المرور، كما وأعددنا دراسات بيئية شاملة حول هذا الموضوع. وبناء عليه فإن جزيرة الريم ستستفيد من أنظمة حديثة لإدارة حركة المرور تضمن لقاطنيها وزوارها انسياب حركة المرور بدون أي متاعب. ونحن نصمم إلى جانب شبكة الطرق المتطورة جادات عريضة رائعة تحدّها الأشجار على الجانبين بما يضمن بيئة نظيفة وجميلة."
ستكشف "بنية" قريباً عن تصاميم المساحات الخضراء في جادات المشروع والتي ستضم ممرات مشاة بعرض 5 أمتار إلى جانب طرق عريضة لقيادة الدراجات باتساع 5 أمتار أيضاً.
أفاد سلطان: "لا يوجد ما يضاهي مشروع جزيرة الريم في منطقة الخليج. فالمساحات الخضراء ستضيف الكثير إلى جمال الجزيرة الطبيعي من عناصر خلابة ومفيدة. كما وأن خططنا في هذا المجال تتفق مع خطط مجلس التخطيط العمراني في إمارة أبوظبي والرامية إلى تطوير مجمعات متفردة متكاملة وعالية الكفاءة تضم أنظمة حديثة للنقل العام. وهذا من شأنه أن يحل العديد من المشاكل التي نراها حالياً في بلدان أخرى من المنطقة."
هذا وتبلغ الاستثمارات الإجمالية في مشاريع البنى التحتية في جزيرة الريم أكثر من إحدى عشرة مليار درهم. وتقع الجزيرة الطبيعية بين جزيرة السعديات والعاصمة أبوظبي وجزيرة سيوة التي ستغدو موقعاً للبورصة والمركز المالي لإمارة أبوظبي مستقبلاً.
ولا يشمل هذا المبلغ بعض الخدمات الإضافية والحلول المبتكرة مثل نظام شبكة النقل العام المخطط لإقامته على الجزيرة. فهناك خطط لإنشاء شبكة قطارات تمتد في كل أنحاء الجزيرة وتتصل بأبوظبي عبر خط قطارات خاص بالعاصمة.
ومن الواضح أن أعمال التطوير تسير بسرعة محمومة على جزيرة الريم حيث اختتم طارق حاتم سلطان حديثه بالقول: "نحن الآن بصدد الإعداد للممر الذي ستمر من خلاله سكة القطارات الحديدية وسنكون مستعدين لاستيعاب هذا النظام بسهولة تامة فور الانتهاء من المزيد من التفاصيل المتعلقة بالمشروع."
© 2008 تقرير مينا(www.menareport.com)