وقعت مجموعة الاتصالات المتنقلة "إم تي سي" أمس اتفاقا نهائيا يقضي بتملكها ما نسبته 85 % من الأسهم المصدرة من رأس مال شركة سلتل الدولية الهولندية التي تملك وتدير 13 رخصة في القارة الإفريقية وهي الصفقة التي كانت أعلنت عنها في نهاية مارس الماضي والتي تعهدت من خلالها على أن تتملك النسبة المتبقية (15%) من أسهم سلتل خلال العامين المقبلين .
وشهد المؤتمر الصحافي الذي عقدته المجموعة أمس لهذه المناسبة توقيع "إم تي سي" مع البنوك الممولة لهذه الصفقة وهي بنوك باركلي وسي إس إف بي وبنك الكويت الوطني و يو بي إس، وستكون هذه البنوك مسؤولة عن تغطية الاكتتاب في هذه الأسهم وكذلك ترتيب وإدارة هذا الإكتتاب فيما يقوم بنك الكويت الوطني بدور وكيل التسهيلات الممنوحة لمجموعة إم تي سي. هذا وقد شارك في هذا الاتفاق ستة عشر بنكاً كل منها التزم بمبلغ 100 مليون دولار على الأقل بينما ساهم أربعة عشر بنكاً بمبلغ 50 مليون دولار لكل منها، وشارك أربعة عشر بنكاً ومؤسسة بمبلغ يقل عن 50 مليون دولار لكل منها.
حضر حفل التوقيع كل من رئيس مجلس إدارة مجموعة إم تي سي أسعد البنوان ونائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب الدكتور سعد البراك والرئيس التنفيذي للشؤون المالية أسامة ديب بالإضافة إلى الطواقم التنفيذية من كافة البنوك المشاركة في هذا الحدث.
وكشف رئيس مجلس إدارة مجموعة إم تي سي أسعد البنوان في هذا الصدد أن الاكتتاب لاقى إقبالاً واسعاً، وهذا النجاح ترجمه مساهمة 48 بنكاً ومؤسسة مالية على الصعيد الإقليمي والعالمي ومساهمين بمبلغ بلغ مجمله 3.5 مليار دولار. وقال البنوان أن هذه الصفقة تعتبر من أكبر الصفقات على الإطلاق لشركة خاصة على مستوى منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية والتي كان لها صدى كبير نظراً للسمعة الطيبة التي تتحلى بها مجموعة الاتصالات المتنقلة. وبين أن شراء سلتل قد أضاف قاعدة مشتركين إلى المجموعة تصل إلى 6 ملايين مشترك ، مشيرا إلى أن سلتل تعمل في 13 دولة وهي أوغندا ، تنزانيا، النيجر، ملاوي، تشاد ، زيمبابوي، سيراليون، الغابون، الكونغو، الكونغو الديموقراطية، كينيا، السودان ، بوركينافاسو ، ويصل التعداد السكاني لهذه الدول مجتمعة إلى 244 مليون نسمة ، وهو ما يعكس فرص الشركة الكبيرة في تحقيق نسب نمو كبيرة في هذه الأسواق.
من جانبه أشاد الرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني إبراهيم شكري دبدوب بهذه الصفقة الرائدة التي قامت بها شركة الاتصالات المتنقلة مشيراً إلى أنها تعد إحدى أكبر الصفقات على مستوى المنطقة، وأضاف أن مجموعة "إم تي سي" ستقوم بتسديد قيمة الصفقة بواسطة ما لديها من سيولة مالية، وبواسطة قرض تبلغ قيمته 2.4 بليون دولار أمريكي يقوم بترتيبه مجموعة بنوك وهي باركليز وكريديت سويس فيرست بوستن وبنك الكويت الوطني ويو بي إس الذي يعتبر أيضاً المستشار المالي الحصري لمجموعة "إم تي سي" وأضاف أن نجاح ترتيب هذا التمويل ودور الوطني في الصفقة يؤكد قدرة البنوك العربية الكبيرة على تمويل مثل هذه الصفقات الضخمة بإقتدار وكفاءة.
ومن ناحيته قال نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب للمجموعة الدكتور سعد البراك أن صفقة شراء سلتل جاءت لتعزز من إستراتيجية مجموعة "إم تي سي" التي تهدف من خلالها إلى التحول إلى شركة عالمية ولاعب رئيسي في قطاع الاتصالات المتنقلة على مستوى أسواق العالم ، خصوصا وأنها باتت لاعبا رئيسيا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وأكد أن "إم تي سي" ستعمل على أن تواصل سلتل مهامها المطلوبة منها مع تقديم كافة الدعم والمساندة المطلوبة التي تحتاجها لتحقيق أهدافها التي ترمي إليها في أسواقها الحالية وأيضا في الأسواق التي تطمح بالدخول إليها مستقبلا، موضحا أن مجموعة الاتصالات المتنقلة ستتعامل مع شركة سلتل ككيان قانوني مستقل خلال الفترة المقبلة .
وكانت مجموعة الاتصالات المتنقلة دخلت في نهاية مارس من هذا العام في اتفاق مع مساهمي شركة سلتل وذلك لتملك النسبة الكاملة من رأس المال المعلن لشركة سلتل لقاء مبلغ مالي يبلغ مجمله 3.36 مليار دولار ، وبناء على بنود الاتفاق قامت "إم تي سي" الشهر الماضي بشراء ما نسبته 85% من أسهم سلتل على أن تقوم بشراء ما تبقى من الأسهم والبالغة 15% خلال سنتين من تاريخ التوقيع على العقد. وقد قامت مجموعة "إم تي سي" بتمويل الصفقة بواسطة ما لديها من سيولة مالية وبواسطة قرض تبلغ قيمته 2.4 مليار دولار .
الجدير بالذكر أن الشركة القانونية آلان وأوفري لعبت دور المستشار القانوني لجمع البنوك بينما لعبت شركة كليفورد شانس دور المستشار القانوني لمجموعة الاتصالات المتنقلة.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)