يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي الخروج من الأزمة أكثر قوة

تاريخ النشر: 17 مارس 2009 - 08:09 GMT

صرح سعادة الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية في البحرين، في كلمة ألقاها في المنتدى العالمي لخريجي وارتون في دبي في الأسبوع الماضي (12 مارس)، بأن دول مجلس التعاون الخليجي ستخرج من الأزمة العالمية قوية وبشكل أسرع من الدول الأخرى إذا استمرت في التعاون مع بعضها البعض.

وفي حديثه خلال المنتدى الذي يحمل عنوان "مفترق طرق نحو تغيير اقتصادي عالمي" قال سعادة الشيخ محمد ان التدابير التي اتخذتها البحرين والدول المجاورة في السنوات الأخيرة تعني أن تأثير الأزمة العالمية على دول مجلس التعاون الخليجي أقل من غيرها من الدول. وكان المنتدى، وهو الأول في الشرق الأوسط، والذي نظمته كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، وهي جامعة الأعمال الأولى في العالم والمعروفة بعملها في جميع أنحاء العالم لتحويل السياسات العامة والممارسات التجارية. وحضر المنتدى أكثر من 300 من خريجي وارتون.

وفي حديثه في حلقة النقاش تحت عنوان 'تأثير الأزمة المالية على الشرق الأوسط'، قال الشيخ محمد للحاضرين: "لقد تأثر الشرق الأوسط كما هو الحال في بقية دول العالم بالأزمة الاقتصادية العالمية، ولكن هل حالنا في دول الخليج كحال باقي الدول في المنطقة؟ لا.. لسنا كذلك. إنها مسألة درجات. لدينا مشاكل حقيقية ولكن أقل حجما بكثير من تلك التي يواجهها الآخرون والتي تعد هيكلية وعميقة. حكوماتنا والموازين الخارجية أقوى مما هي عليه الحكومات الأخرى. وبأخذ كل العوامل في الاعتبار – انخفاض الإقراض، وارتفاع الاستثمار، والتنوع المحلي، والتعاون الإقليمي - يمكن أن نكون على ثقة بأننا سنخرج من الأزمة العالمية بشكل أسرع وأقوى من غيرنا من المناطق."

ويتوقع سعادة الشيخ محمد إنشاء شراكة بين دول مجلس التعاون الخليجي من أجل الحفاظ على النمو، من خلال التعاون في مجالات التجارة مع الدول المجاورة في المستقبل.

"ولنتذكر أن كل بلد يرتبط بجيرانه وشركائه التجاريين. وعندما نعمل معا، فإننا في الخليج سنعود أقوى وسنصبح قادرين على الظهور مجددا قادرين على توفير مستقبل أفضل لشعبنا. وقد لا يكون تعاوننا متكاملا كما في الاتحاد الأوروبي - وهو اتحاد أقدم - ولكن علينا القيام بالمزيد والمزيد من التجارة والاستثمار عبر حدودنا. كما أن لدينا مساهمات ومصالح في المؤسسات المصرفية والمالية. كل هذه تطورات جيدة. فإذا عملنا معا، سنكون اكثر اطمئنانا وقوة مما لو عملنا في عزلة منفردين".

وأشار الشيخ محمد بعض التدابير المحلية المتخذة لتعزيز الاستدامة على المدى الطويل في البحرين والتي شهدت حتى الآن تأثيرا للأزمة العالمية أقل من بعض الدول الاخرى في المنطقة. وتشمل تلك التدابير السياسات المالية الحكيمة، واستراتيجية التنويع الاقتصادي على المدى الطويل والبيئة القانونية والتنظيمية المجربة والمختبرة.

"لقد اعتمدنا نهجا استراتيجيا دقيقا في السراء والضراء. وأنشأنا البنية التحتية التي تمكن الشركات من العمل بكفاءة، مع نظام ضريبي وهيكل قانوني يتوافق مع التنوع في الصناعات، والخدمات المهنية، والخدمات المالية - بما فيها التمويل الإسلامي - وغيرها من القطاعات، ويحدد حجم تعرضنا للعقارات، وللمخاطر الناجمة عن الإفراط في الاقتراض ".

وقد تم اختيار الشيخ محمد في المنتدى الاقتصادي العالمي، كأحد القادة الشباب العالميين في العام 2007 تقديرا لجهوده وإنجازاته المهنية، والتزامه تجاه المجتمع وإمكانات مساهمته في تشكيل مستقبل العالم.

© 2009 تقرير مينا(www.menareport.com)