من المتوقع أن تشهد صناعة البناء والتشييد في منطقة الشرق الأوسط تغيرات إيجابية في المستقبل القريب، وذلك وفقاً لما خلص إليه المؤتمر الذي عقد مؤخراً في هونغ كونغ تحت عنوان: "الرؤى الجديدة لصناعة البناء في منطقة الشرق الأوسط: الفرص والتحديات المرتقبة".
وبهدف إعداد الخبراء والمختصين في مجال البناء والتشييد بشكل أفضل للاستفادة من صناعة البناء في منطقة الشرق الأوسط والتعامل مع التحديات التي تفرزها هذه الصناعة، قامت كل من الجامعة البريطانية في دبي وجامعة هونغ كونغ بالشراكة مع مؤسسة هونغ كونغ لمدراء البناء، بتنظيم ندوة امتدت ليوم كامل بهدف تزويد الخبراء المقيمين في هونغ كونغ بالمعلومات والمعرفة بأحوال السوق، والتشريعات، والممارسات، والتقنيات، وثقافة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط. كما شاركت كل من غرفة تجارة وصناعة أبوظبي وغرفة تجارة وصناعة دبي في تنظيم ودعم هذا المؤتمر.
وحضر المؤتمر أكثر من 160 خبير في مجال الصناعة من المقيمين في آسيا والذين مثلوا عدد من الهيئات والدوائر الحكومية، والعملاء، والكثير من الهيئات التصميم المعماري والهندسي ومؤسسات الاستشارات والأبحاث، والمؤسسات التعليمية وغيرها من الهيئات والمؤسسات العاملة ضمن قطاع صناعة التشييد والبناء.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد الدليمي، الأستاذ المحاضر في الجامعة البريطانية في دبي: "يُبدي خبراء صناعة البناء في آسيا اهتمام كبير بقطاع البناء والتشييد المميز في منطقة الشرق الأوسط، فعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها على قطاع العقارات في دبي، إلا أن هذا القطاع لا يزال قوياً في منطقة الشرق الأوسط، إذ تقدر قيمة هذه الصناعة بأكثر من 1.6 تريليون دولار أمريكي. وفي العام 2010، بلغت تكلفة مشاريع البناء في كافة أنحاء الشرق الأوسط ما يقارب 726 مليار، أي أكثر بـ 60 ضعف تقريباً من حجم مشاريع البناء في هونغ كونغ.
وأضاف الدليمي الذي ألقى خلال المؤتمر كلمة رئيسية بعنوان "الثقافات والتقاليد وتأثيرها على نجاح الأعمال والمشاريع": "يَبقى قطاع البناء في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية من أقوى القطاعات في المنطقة على وجه الخصوص، إذ تحظى كل هذه الدول بما يقارب 30 بالمائة من أجمالي مشاريع البناء في كافة المنطقة هذا العام. ومن الهام جداً التفهم الكامل لمختلف الاحتياجات واللوائح التنظيمية من أجل تحقيق النجاح في منطقة الشرق الأوسط".
وشهد المؤتمر قائمة مميزة من المتحدثين من المسؤولين الحكوميين، وكبار المؤثرين في قطاع البناء والتشييد، وصولاً إلى كبار الأكاديميين من الشرق الأوسط والمملكة المتحدة وهونغ كونغ.
كما ناقش خبراء صناعة البناء في هونغ كونغ مستقبل الفرص التي تتمتع بها منطقة الشرق الأوسط، فمن الهام جداً الاستفادة من خبراتهم الكبيرة ومعرفتهم الموسعة في مشاريع البنى التحتية الضخمة، وتصاميم الأبنية الشاهقة، وأساليب البناء المستدام، والتخطيط العمراني، بهدف تطوير هذه الصناعة في منطقة الشرق الأوسط.
© 2010 تقرير مينا(www.menareport.com)