البوابة - يخوض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حربًا تجارية طاحنة على دول العالم، وبالتحديد على الصين. ففي فبراير/شباط، فرض رسومًا جمركية بنسبة 10% على السلع الواردة من الصين، وفي مارس/آذار عاد ليرفع الرسوم الجمركية إلى 125% من 104%، مما أدى إلى ارتفاع الرسوم الإضافية على السلع الصينية إلى 145%.
رغم سلسلة الرسوم الجمركية المفروضة عليها، ما زالت الصين في وضعية دفاعية، مستخدمة ما تمتلكه من أدوات استراتيجية، نذكر منها:
- ردّت الصين بفرض رسوم جمركية على السلع الأميركية، وصلت نسبتها إلى 34%، وارتفعت تدريجيًا حتى بلغت 125% في مارس/آذار.
- نجحت الصين في نقل عبء التعريفات من منتجيها إلى المستهلكين والشركات الأميركية، مما أدى إلى ارتفاع الضغوط التضخمية داخل الولايات المتحدة، وخلق ضغط إضافي على الإدارة الأميركية.
- تمتلك الصين وتحتكر أيضا عددًا من المعادن النادرة، مثل الديسبروسيوم، المستخدم في صناعة السيارات الكهربائية، والإلكترونيات المتقدمة، وأنظمة الدفاع والأسلحة الذكية. وقد فرضت بكين قيودًا صارمة على تصدير هذه المعادن، باشتراط الحصول على إذن حكومي لتصدير أي منتج يحتوي على أكثر من 0.1% من المعادن النادرة الصينية، وحظر استخدام هذه المعادن في الأغراض العسكرية الأجنبية. وقد سارعت الولايات المتحدة للبحث عن مصادر بديلة لتأمين احتياجاتها.
- لم تتخلَّ الصين عن السندات الأميركية دفعة واحدة، بل اتبعت نهجًا تدريجيًا لتفادي الإخلال بتوازن احتياطاتها من العملات الأجنبية.
- عززت الصين استخدام عملتها "اليوان" في التجارة الدولية. ووفقًا للبنك المركزي الصيني، فإن نحو 30% من المدفوعات الدولية في تجارة السلع تتم حاليًا باستخدام اليوان، مما يقلل من الاعتماد على الدولار ويحد من مخاطر الصرف.
- تصدّر بنك الشعب الصيني قائمة البنوك المركزية الأكثر شراءً للذهب منذ عام 2021، وبلغت احتياطياته 74.06 مليون أوقية (حوالي 2,303 أطنان)، مما يعزز أمنه المالي على المدى البعيد.
- خفّضت الصين سعر صرف عملتها مقابل الدولار، مما منح صادراتها ميزة تنافسية، وساعد على تعويض تأثير الرسوم الجمركية عبر إبقاء أسعار المنتجات الصينية مناسبة في الأسواق العالمية.
- في عام 2020، أطلقت وزارة التجارة الصينية قائمة سوداء تضم شركات وكيانات أميركية تعتبرها مهددة للأمن والمصالح الصينية، خاصة تلك المرتبطة بتايوان، ما يجعلها أداة عقابية بيد بكين في مواجهة الضغوط الغربية.
كيف استفادت الصين؟
بحسب تقارير إعلامية، نمت الصادرات الصينية بأكثر من 6% خلال الأرباع الثلاثة الأولى من 2025 على أساس سنوي، وهذا بفضل قيامها بتوجيه الأسواق البديلة في الاتحاد الأوروبي ودول آسيان" جنوب شرق آسيا، والدول الأفريقية.
بحسب بيانات الجمارك الصينية ارتفاعا إلى الاتحاد الأوروبي بأكثر من 14%، وإلى دول آسيان "جنوب شرق آسيا" بـ15.6%، فيما ارتفعت الصادرات الموجهة إلى أفريقيا بنسبة 56.6% وإلى أميركا اللاتينية بـ15.2%.
خلال الأسبوع المقبل، سيلتقي وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت مع خه لي فغ، نائب رئيس الوزراء الصيني، في ماليزيا، وهو ما يشكل فرصة أخيرة لتجنب تصعيد جديد للرسوم الأميركية على سلع صينية.