يعتزم العراق زيادة إنتاجه النفطي أكثر من مليون برميل يوميا، ليتجاوز أربعة ملايين برميل يوميا في 2014م، وذلك في أكبر زيادة للإمدادات منذ الإطاحة بصدام حسين قبل عشرة أعوام.
وقال وزير النفط العراقي عبد الكريم لعيبي، أمس، إن بلاده تعتزم في المتوسط إنتاج 3.4 مليون برميل يوميا من النفط في 2014م، منها 400 ألف برميل يوميا من المنطقة الكردية.
ومع تقدير الاستهلاك المحلي بنحو 700 ألف برميل يوميا، يرتفع إجمالي الإمدادات لما يزيد على أربعة ملايين برميل يوميا، من أقل من ثلاثة ملايين برميل يوميا في الوقت الجاري.
ومن شأن زيادة الإنتاج أن تكثف الضغوط على المنتجين الآخرين في "أوبك"، ولا سيما السعودية، لتقليص الإمدادات ومنع هبوط الأسعار.
غير أن خبراء الصناعة ومسؤولين تنفيذيين في شركات النفط، يعملون في تطوير حقول النفط في العراق؛ يقولون إن من المستبعد على ما يبدو بلوغ هدف إنتاج أربعة ملايين برميل يوميا العام المقبل.
ويتوقعون أن يسجل العراق زيادة متواضعة العام المقبل بسبب قيود البنية التحتية ومشاكل الأمن.
وقال جونيت كازوك أوغلو، من "إف جي إي" للاستشارات: "التقديرات العراقية متفائلة جدا. لا أعتقد أن الإنتاج سيصل إلى هذا المستوى، ولا يمكن أن تسجل صادرات كردستان العراق 400 ألف برميل يوميا. ربما تبلغ 300 ألف برميل يوميا".
وقال لعيبي: إن بغداد اقتربت من الاتفاق على خفض أهداف الإنتاج المرتفعة لحقول جنوبية عملاقة، هي "الرملية"، وتديره "بي بي"، و"غرب القرنة 1"، وتديره "إكسون موبيل"، و"مجنون"، الذي تديره "رويال داتش شل".
وستكون أهداف الإنتاج الجديدة قابلة للتحقيق مما يعني عدم تغريم شركات النفط لعجزها عن الالتزام بأهداف غير واقعية.
وقال لعيبي: إن هدف الإنتاج الجديد في "الرميلة" نحو 2.1 مليون برميل يوميا، من 2.85 مليون برميل من قبل، وفي "غرب القرنة 1" نحو 1.6 مليون برميل يوميا، مقارنة بـ 1.8 مليون برميل، وفي "مجنون" بين مليون و1.2 مليون برميل، من 1.8 مليون برميل يوميا.
من جهة أخرى، قال وزير الطاقة التركي تانر يلدز، أمس، إن إقليم كردستان العراق قد يتوصل لاتفاق بشأن الطاقة مع الحكومة المركزية في بغداد، هذا الشهر، وذلك وسط خلافات بين الطرفين على صادرات النفط وتقاسم الإيرادات.
كان يلدز زار بغداد، يوم الأحد الماضي، حيث التقى بحسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة، في إطار جهود لاسترضاء الحكومة المركزية، بعد أن أبرمت تركيا اتفاقا بمليارات الدولارات مع حكومة إقليم كردستان الأسبوع الماضي.
وقال يلدز للصحفيين: "قد يتوصل إقليم كردستان العراق إلى اتفاق بشأن عقود الطاقة مع الحكومة المركزية في بغداد في كانون الأول (ديسمبر)".
وتتخطى صفقات تركيا مع الأكراد في شمال العراق، الحكومة المركزية في بغداد، التي تقول إنها "صاحبة السلطة الوحيدة" لإدارة النفط العراقي، وتصف صادرات النفط الكردية المباشرة بأنها "غير قانونية".
وتحرص تركيا علي تنفيذ الاتفاق مع كردستان العراق، من خلال آلية ثلاثية، تشمل أيضا بغداد. ولكن ربما يكون من الصعب إقناع الحكومة المركزية؛ إذ إنها تعارض منذ سنوات أي تحرك من أربيل لتصدير النفط مباشرة.
وقال وزير الموارد الطبيعية في كردستان، آشتي هورامي، أمس الأول، إن خط الأنابيب الجديد من حقل "طق طق" اكتمل، وصار جاهزا لاستقبال تدفقات النفط، ومن المتوقع أن ينقل 300 ألف برميل يوميا. وأضاف أن طاقة الخط سترتفع إلى مليون برميل يوميا في 2015م.