توقع خبير دولي، أن تتغير خارطة النفط العالمية خلال العقد المقبل مع الزيادة المرتقبة في إنتاج الولايات المتحدة من النفط وتقليل اعتمادها على نفط الشرق الوسط، في حين بينت وكالة الطاقة الدولية أن النمو المطرد لإنتاج أميركا من النفط والغاز يمكن أن يترك تأثيرات جيوسياسية كبيرة لأنه سيقلل من اهتمام "القوة الأعظم" في العالم بالشرق الأوسط. وقال رئيس الخبراء في وكالة الطاقة الدولية، فيض بيرول، لجريدة حريت التركية، على هامش مشاركته في مؤتمر الاقتصاد والطاقة الدولي المنعقد بمدينة إسطنبول التركية، إن إنتاج النفط في الولايات المتحدة "سينمو بقوة عام 2017 تقريباً لتستطيع آنذاك أن تسبق المملكة العربية السعودية"، مستدركاً "لكن المملكة العربية السعودية ستبقى حتى ذلك الوقت المصدر الأكبر للنفط في العالم".
ونقلت الصحيفة عن خبير آخر، قوله إن الولايات المتحدة كانت "تستورد الكثير من النفط من منطقة الشرق الأوسط لكن التطورات الأخيرة في الاعتماد على تصدير النفط الأميركي سيخفض من قيمة نفط الشرق الأوسط إلى الحد الأدنى في المستقبل"، مشيراً إلى ان ذلك "سيحدث تغيراً في المشهد العالمي للنفط فضلاً عن أمور أخرى أبعد".
بالمقابل يقدر خبراء آخرون أن "تعاوناً مكثفاً ومتزايداً سينشأ بين الشرق الأوسط وآسيا لأن المزيد من إمدادات النفط ستذهب إلى الصين والهند لتأخذ التجارة تبعاً لذلك بعداً جديداً لاسيما في الشرق الأوسط ومنه العراق المنتج الثالث للنفط في المنطقة".
وكانت وكالة الطاقة الدولية توقعت مؤخراً، أن الولايات المتحدة ستصبح أكبر منتج للنفط في العالم بحلول العام 2020، متجاوزة بذلك المملكة العربية السعودية، بحسب صحيفة نيويورك تايمز. واضافت الصحيفة أن السبب في ذلك هو النمو والتطوير الكبيرين في قطاع استخراج النفط الحجري الذي مكّن الولايات المتحدة من الحصول على المزيد من مصادر استخراج النفط، مبينة أن وكالة الطاقة الدولية تتوقع أن تُصبح الولايات المتحدة "مكتفية ذاتياً" في مجال الطاقة بحلول عام 2035. يذكر أن قطاع استخراج النفط الحجري قد نما بقوة في السنوات الأخيرة، حيث يستخرج النفط الحجري من الصخور المشكلة من الطين القابلة للانفلاق عبر ضخ مزيج من الرمال والماء وبعض المواد الكيمياوية بقوة ة وضغط عاليين. ويقول الخبراء المعنيين في هذا القطاع، إن هذه الطريقة المستخدمة في استخراج النفط "أمينة"، لكن النقاد يقولون إنها قد تسبب "هزات أرضية وتلوث مصادر المياه". وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تنتج الولايات المتحدة حوالي 11.1 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2020 ، مقارنة مع انتاج السعودية البالغ 10.6 مليون برميل في اليوم، خاصة وأن الولايات المتحدة تستورد حاليا 20 بالمئة من احتياجاتها من الطاقة من الخارج. كما تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن الولايات المتحدة ستتجاوز روسيا في مجال انتاج الغاز وتصبح الدولة الأكثر انتاجاً للغاز في العالم بحلول عام 2015، وسيكون ذلك عبر الطريقة السابقة نفسها التي يمكن أن تستخدم لاستخراج الغاز الطبيعي أيضاً. لكن وكالة الطاقة الدولية حذرت من أن النمو في قطاع انتاج النفط والغاز الأميركي قد يترك تأثيرات جيوسياسية كبيرة لأنه سيجعل الولايات المتحدة "غير مهتمة بالشرق الأوسط".
