يؤجل مياومو الكهرباء موقفهم التصعيدي بالاعتصام وتوعد شركات مقدمي خدمات الكهرباء الثلاث بمنعهم من العمل، في حين تبدأ هذه الشركات مزاولة عملها فعليا اليوم بعدما تسلمت الفواتير المصدرة من مؤسسة الكهرباء.
ومن المتوقع أن تشهد مؤسسة الكهرباء تحركات مؤيدة للمياومين في مقابل تحركات أخرى مناهضة لهم، في وقت ستتحرك فيه القوى الامنية لمؤازرة عملية تنفيذ قرارات مجلس ادارة المؤسسة المباشرة بتصليح الاعطال.
وفي موازاة ذلك، تستمر الاتصالات على اكثر من صعيد في سبيل التوصل الى "معالجة عادلة وهادئة" لهذا الملف، لعل آخرها الاجتماع الذي عقد بين رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن ووفد من المياومين في مقر الاتحاد.
وقد فوض المياومون غصن اجراء مفاوضات لمعالجة قضيتهم انطلاقا من ثوابت لا يمكن التراجع عنها"، تتلخص بديمومة عملهم وحقهم في التثبيت وفقا للقانون، وانصافهم اسوة ببقية موظفي المؤسسة. وسيبدأ غصن تحركه بإجراء اتصال بوزير العمل سليم جريصاتي على ان تستكمل المفاوضات مع المعنيين بهذه القضية، وفق ما أكد غصن لـ "النهار".
وشدد على أن المياومين "لا يريدون افتعال المشكلات وتاليا هم يطالبون بحقوقهم المشروعة، وعلى رغم ذلك سنحاول من خلال اتصالاتنا تبريد الاجواء في سبيل الوصول الى حل يرضي كل الاطراف". لافتا الى ان المياومين أكدوا حق زملائهم الذين وقعوا عقودا مع الشركات بالترشح الى المباراة المحصورة التي يفترض ان يجريها مجلس الخدمة المدنية.
ومن ايجابيات اللقاء أن المياومين استمالوا الاتحاد العمالي للوقوف بجانبهم في التحرك الذي ينظم اليوم في المؤسسة ردا على اخراج الفواتير من المؤسسة وبدء شركات مقدمي الخدمات بمهماتها.
وفي حين ظلت الخطوات التصعيدية اللاحقة التي سيقوم بها المياومون طي الكتمان، أكد عضو لجنة المتابعة لبنان مخول لـ "النهار" أن اللجنة تعقد اجتماعا صباح اليوم لتقرر الخطوات المفترض القيام بها ردا على اجراءات مجلس ادارة الكهرباء، علما أنها دعت المياومين الى التوافد الى المؤسسة باكرا اليوم.
وإذ لم ينف لبنان علمه بامكان التوصل الى تفاهم سياسي لقضيتهم، أبدى في المقابل خشيته من ان يتحول المياومون "كبش محرقة" للصراعات السياسية، خصوصا وانه على اقتناع أن المسألة تتخطى المطالب العمالية، لتصبح مسألة "كباش سياسي" بين فريقين تدخل فيها المصالح الانتخابية.
في هذا الوقت، اعلنت مؤسسة الكهرباء أنه "تنفيذا لقرار مجلس إدارتها رقم 333-41/2012 تاريخ 26/7/2012، ستحاول فرق الصيانة الانطلاق مجددا اليوم من المبنى المركزي في كورنيش النهر ومن سائر دوائر المؤسسة المنتشرة على كل الأراضي اللبنانية، بمؤازرة أمنية وفي حضور وسائل الإعلام، لتصليح الأعطال المتراكمة على الشبكة الكهربائية.
وأشارت الى اعطال على مستوى التوتر المتوسط في منطقة بيروت الكبرى هي كالآتي: كابل مطمور يغذي منطقة عرمون، كابل مطمور يغذي منطقة البوشرية (تم تأمين مصدر تغذية موقت)، كابل مطمور يغذي كفرشيما وبسابا، كابل مطمور يغذي منطقة بدارو ومحيطها، كابل مطمور يغذي منطقة ضهر الجمل في سن الفيل (تم تأمين مصدر تغذية موقت)، كابل هوائي يغذي محطة المياه في منطقة المشرف. هذا إلى جانب أعطال أخرى على مستوى التوتر المنخفض وأعطال على شبكتي التوتر المتوسط والمنخفض في سائر المناطق، وستكثف فرق التصليحات جهودها في الأيام المقبلة لمعالجتها وإعادة التيار الكهربائي إلى المواطنين.
مع الإشارة إلى "أن فرق الصيانة المؤلفة من مستخدمي المؤسسة تعمل منذ نحو ثلاثة أشهر، أي منذ تاريخ بدء اعتصام عمال متعهدي غب الطلب وجباة الإكراء وما رافقه من إقفال لمداخل المبنى المركزي وبعض الدوائر، في ظروف صعبة جدا لإنجاز التصليحات الطارئة على الشبكة الكهربائية".
من جهة اخرى، دعت حملة "الشعب ضوا راسو" المواطنين الى المشاركة بكثافة في الاعتصام في ساحة رياض الصلح الساعة التاسعة مساء غد الثلثاء بغية "استعادة نور الكهرباء المأسور داخل قضبان الظلام وانتشاله من مستنقعات الإهدار والفساد والصراع الطائفي".