مصالح لبنان العليا تكمن في تنمية مواهب تقنية المعلومات والاتصالات

تاريخ النشر: 17 مارس 2021 - 08:18 GMT
مصالح لبنان العليا تكمن في تنمية مواهب تقنية المعلومات والاتصالات
الاستثمار في تنمية المواهب التقنية يعود بالنفع على الأفراد والبلاد بأكملها
أبرز العناوين
قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات هو واحد من أكبر القطاعات نمواً في لبنان. ونظراً لدوره في بناء المجتمعات الذكية وتمكين التنمية الاجتماعية والاقتصادية

بقلم: الدكتور روجيه الأشقر، عميد كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا في لبنان

قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات هو واحد من أكبر القطاعات نمواً في لبنان. ونظراً لدوره في بناء المجتمعات الذكية وتمكين التنمية الاجتماعية والاقتصادية، تبرز أهمية الاستثمار في النظام الإيكولوجي التقني لا سيما في تنمية المواهب اللازمة لتعزيز الاعتماد على التقنيات الحديثة في البلاد.

ولن تسهم رعاية المواهب المحلية في بناء مستقبل مستدام قائم على المعرفة ويعتمد على التقنيات الرقمية فحسب، بل ستؤدي إلى إعداد جيل جديد يتمتع بالقدرات التقنية اللازمة للمنافسة في سوق العمل كذلك.

ومن خلال بناء نظام إيكولوجي متماسك لتقنية المعلومات والاتصالات سنتمكن من تطوير مختلف القطاعات، فالتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والجيل الخامس والحوسبة السحابية تسهم في تحسين القدرات الإنتاجية، مما يؤدي بدوره إلى تعزيز التنمية الاقتصادية. ومن خلال توفير التشخيص والعلاج بالاعتماد على التقنيات الحديثة، يمكن تعزيز الرعاية الصحية في البلاد. أما في القطاع الزراعي، فتسهم التقنيات الحديثة في تعزيز الإنتاج الزراعي.

هذه ليست سوى أمثلة قليلة عن إسهامات تقنية المعلومات والاتصالات في دفع عجلة الاستدامة والتنمية في لبنان - ولكن يجب علينا أولاً أن نقوم بإعداد جيل من متخصصي التكنولوجيا من خلال توفير المعرفة اللازمة للطلاب وتمكينهم من استخدام التقنيات الحديثة للمساهمة في تحقيق الأهداف والطموحات الوطنية.

الاستثمار في تنمية المواهب التقنية يعود بالنفع على الأفراد والبلاد بأكملها. كما أن فرص التوظيف في تقنية المعلومات والاتصالات ستشهد ازدهاراً كبيراً في المستقبل.

وبالتالي فإن لبنان بحاجة إلى الخبرات لنشر التقنيات الحديثة وتطوير القطاع التقني ورفده بالمزيد من الابتكارات من أجل إنجاز التحول الرقمي.

ولا تقتصر مهمتنا على إلهام الجيل الشاب وتشجيعه على التخصص في تقنية المعلومات والاتصالات فحسب، بل يجب أن نوفر القدرات الأكاديمية اللازمة لتزويدهم بأعلى مستويات التعليم. وبالتالي ينبغي أن يتعاون الأساتذة مع المؤسسات الحكومية والخبراء العالميين لضمان تزويد الطلاب بالإمكانات اللازمة لمواكبة العالم المتصل في المستقبل.

كما يجب أن نعمل على تعزيز القدرات الإبداعية والابتكارية بالإضافة إلى توفير التجربة التعليمية الملائمة للطلاب لتعزيز الثقة لديهم للانضمام إلى المجال التقني وإيجاد موظأ قدم لهم في سوق العمل المحلي والعالمي بالتماشي مع الخطوات المتسارعة لعالم التكنولوجيا وصناعة الاتصالات وتقنية العلومات.

هذه هي الاستراتيجية التي نتبعها في الجامعة الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا. ومن خلال تعاوننا مع هواوي، نوفر التدريب على أحدث التقنيات إلى طلابنا على يد أفضل خبراء الابتكار التكنولوجي على المستوى العالمي لتعزيز قدراتهم التنافسية وبالتالي تمكينهم من دخول سوق العمل. كما يوفر التعاون مع هواوي منصة لرفع مستوى الوعي بأهمية الابتكار والتدريب على أفضل الممارسات العالمية، مما سيسهم في تنمية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ويرتقي به إلى مستويات جديدة.

وبفضل التعاون مع هواوي على تدريب الطلاب وتنمية مهاراتهم، يمكننا تزويدهم بالخبرات التي يتمتع بها كلا الطرفين - أي المؤسسات الأكاديمية المرموقة والشركات التي تتمتع بالخبرة العالمية والفهم الكامل لأسس الابتكار التقني. لذا، فإن رعاية المواهب التقنية للمساهمة في تعزيز الابتكار ودفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة هي الطريقة الأفضل للاستثمار في المستقبل الرقمي للبنان.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء المؤلف ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر وآراء موقع البوابة أو الشركات التابعة لها.