عاود المزارعون في البقاع اللبناني مؤخرا زراعة الحشيش والأفيون بسبب فشل حكومة فؤاد السنيورة في توفير بدائل تضمن لهم لقمة العيش والحياة الكريمة.
واستغل على ما يبدو هؤلاء المزارعين عجز السياسيين على الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية، وانشغال الجيش في معارك طويلة مع مسلحي مجموعة فتح الإسلام الأصولية المتطرفة، لزراعة مساحات واسعة من حشيشة الكيف قد تعطيهم هذه السنة أكبر محصول منذ انتهاء الحرب اللبنانية عام 1990.
وتقدر السلطات مساحة الأراضي التي تمت زراعتها هذه السنة بالقنب الهندي بنحو 7500 هكتار، وهي أكبر مساحة منذ انتهاء الحرب عندما بدأت الحكومة حملتها للقضاء على زراعة المخدرات بضغوط من الأمم المتحدة.
ويؤكد رئيس مكتب مكافحة المخدرات المقدم عادل مشموشي، أنه كان مصمما على اتلاف المزروعات الممنوعة لكن أسبابا أمنية حالت دون قيامه بذلك.
ويقول "كنا قد حددنا 8 مناطق في البقاع والهرمل. لكن انخراط الجيش في المعارك ضد الإسلاميين في مخيم نهر البارد حال دون تأمينه سلامة عناصري".
ويشير مشموشي كذلك إلى أن أصحاب الجرافات الخاصة، الذين طلب منهم المساهمة في اتلاف المزروعات، اعتذروا عن القيام بالمهمة، بعدما تلقوا تهديدات.
وقال أحد المزارعين لتلفزيون العربية: "لم يعد بإمكان الأهالي أن يتحملوا الوضع الاقتصادي. هذه المنطقة فقيرة وحشيشة الكيف زراعتها سهلة ومكسبها وفير"، موضحا ان مردود الكيلوغرام الواحد يتراوح بين 1000 و1500 دولار وفق نوعيته.
ويقدر محصول هذا العام بحوالى 225 مليون دولار وهو مبلغ باهظ رغم انه لا يوازي سوى نصف مردود الاتجار بالحشيشة في الثمانينيات والذي كان يقدر بحوالي 500 مليون دولار.
ووفق المصادر الرسمية يتم بيع الانتاج اللبناني في أسواق أوروربا وحتى في إسرائيل.
© 2007 تقرير مينا(www.menareport.com)