أبرمت مدينة المعرفة الاقتصادية في المدينة المنورة اتفاقية إستراتيجية مع شركة سيسكو العالمية المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات وأنظمة الاتصالات بهدف تطوير البنية التحتية لمشروع المدينة الذكية التي تمتد على مساحة خمسة ملايين متر مربع وتنفيذ أنظمة لشبكة المعلومات وتطوير برامج الكومبيوتر التي سيتم تشغيلها بالمدينة واستقطاب الشركات العالمية المتخصصة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، وسيعمل الطرفان من خلال الاتفاقية على تهيئة المرافق التكنولوجية في المدينة لمتطلبات التشغيل الذكي لتصبح مدينة المعرفة واحدة من أهم المدن الذكية في العالم، حيث تتوقع مدينة المعرفة الاقتصادية أن يتم استثمار ما يزيد عن 8 مليار دولار لتطوير المدينة الذكية.
وستقوم شركة سيسكو العالمية بتوفير المنظومة الشبكية للمدينة باستخدام تقنيات الربط العقاري حيث ستعمل على ربط جميع مباني المدينة الأمر الذي يسهل إدارتها مركزياً عبر شبكة آمنة تعتمد بروتوكول الانترنت حيث سيخفض ذلك تكاليف العمليات التشغيلية بالمدينة إلى جانب توفير الاتصالات الصوتية والمرئية وتسهيل عملية نقل البيانات.
ووقع العقد من جانب مدينة المعرفة الاقتصادية الرئيس التنفيذي لمدينة المعرفة الاقتصادية المهندس طاهر باوزير ومن شركة سيسكو العالمية السيد ويم إلفرينك الرئيس التنفيذي الأول للشركة يوم أمس بفندق فورسيزونز بالرياض، بحضور الرئيس التنفيذي لشركة سيسكو العالمية السيد جون شامبرز والشيخ إبراهيم العيسى رئيس مجلس إدارة شركة مدينة المعرفة للتطوير، والدكتور سامي محسن باروم العضو المنتدب لمجموعة صافولا أحد مطوري مدينة المعرفة الاقتصادية، والدكتور بدر بن حمود البدر مدير عام شركة سيسكو السعودية.
وأشاد رئيس مجلس إدارة شركة مدينة المعرفة للتطوير الشيخ إبراهيم العيسى بدور شركة سيسكو في التقنية العالمية، وقال: إن تعاقدنا مع واحدة من أكبر شركات التقنية في العالم لهي خطوة إيجابية نسعى من خلالها إلى الاستعداد لتجهيز مدينة المعرفة الاقتصادية بأحدث الوسائل التشغيلية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، وأضاف: ينص العقد على تأسيس شبكة أنظمة معلوماتية مزودة بتقنية المعلومات الحديثة، وتسعى إدارة مشروع مدينة المعرفة وإدارة شركة سيسكو إلى إيجاد فرص استثمارية مشتركة تعود بالنفع على الطرفين وتحقق في ذات الوقت خدمة للمجتمع في مجال تقنية المعلومات، وأردف قائلاً: سنعمل على تطوير مشاريع وأفكار جديدة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات.
وأوضح الشيخ إبراهيم العيسى بأن هذه الخطوة تساهم في تعزيز كفاءة الاقتصاد السعودي المتمثلة في استقطاب الاستثمارات الأجنبية وتوفير فرص عمل جديدة، مؤكداً أن ذلك سيعمل على استقطاب المزيد من العلماء المسلمين من خلال توفير المناخ المناسب والبيئة العملية القائمة على أسس علمية بالمملكة العربية السعودية.
من جهته أفاد المهندس طاهر باوزير الرئيس التنفيذي لمدينة المعرفة الاقتصادية بأن المدن الذكية تقوم بشكل أساسي على التقنيات المتطورة، مشيراً إلى أن شركة سيسكو العالمية ستقوم بتزويد مدينة المعرفة الاقتصادية ببنية تحتية عالمية المستوى تستند إلى أرقى معايير الجودة في هذا المجال.
وبين م. باوزير بأن هذه التقنيات يتوفر خدمات ذات قيمة مضافة للشركات والمقيمين بالمدينة، موضحاً أنها ستساعد الشركات على خفض نفقات العمليات التشغيلية ورأس المال كونها قادرة على متابعة أداء جميع عملياتها بكفاءة عالية عن طريق الشبكات التقنية.
من جهته أكد المدير الأعلى للتقنية والتكنولوجية بمدينة المعرفة الاقتصادية المهندس محمد شاه على أن شركة سيسكو تلعب دوراً هاماً في مجال برامج الكومبيوتر للشركات التجارية، وأضاف إن التعاون المشترك بيننا وبين سيسكو سيعطيها فرصة لتقديم خبراتها خصوصاً وأنها ستساعد في تأسيس مدينة ذكية لها أهميتها على مستوى العالم أجمع، واستطرد: نحن واثقون من خبرات سيسكو ونأمل أن يحققوا ما نصبوا إليه وأن ننجز معاً عملاً كبيراً في تطوير برامج الكومبيوتر بحيث تكون منتهية عند اكتمال بناء المدينة، لاسيما وأن تكلفة هذا التعاون مدرجة ضمن جداول الاستثمارات التي يبلغ إجمالها 25 مليار ريال سعودي.
ونوه المهندس محمد شاه أن مدينة المعرفة سبق وأن وقعت مذكرة تفاهم مع شركة سيسكو في 30 أبريل 2007 الماضي، وعلق على هذا الشأن بقوله: "يعد إبرام العقد تفعيلاً عملياً للمذكرة".
فيما أعرب الرئيس التنفيذي الأول لشركة سيسكو العالمية السيد ويم إلفرينك عن سعادته بتوقيع العقد، موضحاً بأن سيسكو فخورة باختيار مدينة المعرفة الاقتصادية لهم لبناء البنية التحتية للمدينة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي استكمالاً لاتفاقية التفاهم التي تم توقيعها بين الطرفين.
وبين بأن سيسكو ستعمل من خلال هذا العقد إلى تنمية المعرفة من خلال التدريب في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مشيراً إلى أن الشراكة بين مدينة المعرفة الاقتصادية وسيسكو تصب ضمن الإستراتيجية العالمية الخاصة بالمبادرة الدولية الخاصة بتبني أحدث التقنيات والحلول التقنية.
وقال ويم إلفرينك: "يمثل مشروع مدينة المعرفة الاقتصادية الدور الذي تلعبه الابتكارات التكنولوجية في تطوير المدن مما يجعلها قادرة على اجتذاب جميع قطاعات المعرفة والاستثمار إلى جانب الحد من نفقات الإدارة والتشغيل في آن معاً"، موضحاً أن المملكة العربية السعودية تعد من أبرز الدول المتبنية لتقنيات سيسكو على مستوى العالم، مؤكداً أن هذا يبرز الدور القيادي للمملكة في تبنيها أحدث الحلول التقنية، ويضعها في مقدمة الدول التي تستخدم أحدث تقنيات الاتصالات على مستوى العالم.
وأشار إلى أن سيسكو ستعمل على توظيف خبرتها في تقنية الاتصالات في المجال العقاري ضمن مساهمتها في تنفيذ البنية التحية لمدينة المعرفة الاقتصادية لتجعلها مدينة ذكية مما يُمكن قاطني المدينة من الاستفادة من شبكة المعلومات في جميع أرجاء المدينة بغض النظر عن موقعهم، موضحاً أن مدينة المعرفة الاقتصادية ستعتبر من أفضل المدن الذكية التي تتميز ببنية تحتية مبنية على أسس تقنية معلوماتية.
يذكر أن مدينة المعرفة الاقتصادية تعد ثالث مدينة اقتصادية تم إطلاقها ضمن أربع مدن اقتصادية بالمملكة العربية السعودية،
وكانت المدينة قد وقعت في وقت سابق مذكرة للتفاهم مع أوراكل العالمية بهدف تأسيس أكاديمية لتأهيل طلاب المعرفة لتقنية المعلومات الحديثة، وأيضاً وقعت مذكرتي تفاهم مع شركة "إنتل" العالمية لتقنية المعلومات ومع منظمة "تي سي آي" المتخصصة في التطوير الاقتصادي وذلك لتكون مدينة متميزة في الصناعات المعرفية تستوعب 150 ألف ساكن في مساحة إجمالية 4.8 ملايين متر مربع كما خطط لها ولكي توفر 20 فرصة عمل للشباب الناهض في مرافقها العلمية والطبية والتكنولوجية ومركزها لأبحاث الحضارة الإسلامية وغيرها من المرافق.
© 2008 تقرير مينا(www.menareport.com)
