أعلنت كل من مجموعة آبار لاستثمار، ومجموعة فيرجن أنهما اتفقتا على إقامة شراكة استراتيجية تستحوذ بموجبها مجموعة آبار على حصة من أسهم شركة فيرجن جالاكتيك، أول شركة في العالم في مجال الرحلات الفضائية التجارية. وكانت فيرجن جالاكتك إلى هذه اللحظة شركة مملوكة بالكامل لصالح مجموعة فيرجن التي يمتلكها السير ريتشارد برانسون.
وقد حضر مراسم توقيع هذه الاتفاقية التي أبرمت على هامش معرض طيران جمعية الطائرات التجريبية "إير فنتشر" في أوشكوش بولاية وسكونسن الأمريكية، السير ريتشارد برانسون، مؤسس مجموعة فيرجن، ومحمد بدوي الحسيني، الرئيس التنفيذي لمجموعة آبار. ويأتي حفل توقيع هذه الاتفاقية بالتزامن مع إطلاق شركة فيرجن جالاكتيك مركبتها الفضائية الجديدة "وايت نايت 2" "WhiteKnightTwo (VMS Eve)، التي تحلق للمرة الأولى أمام الجمهور خلال معرض أوشكوش.
وبموجب هذا الاتفاق، ستستثمر شركة آبار حوالي280 مليون دولار أمريكي للإستحواذ على ما يقارب من32 ٪ من أسهم شركة فيرجن جالاكتيك القابضة، ضمن صفقة تقيم الشركة بحوالي 900 مليون دولار. وتخضع هذه الصفقة الآن للحصول على المصادقات التنظيمية في الإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول ذات العلاقة. وإضافة لذلك، التزمت شركة آبار بتخصيص مبلغ 100 مليون دولار (بالإضافة إلى مصاريف العمليات) لتمويل بناء قدرات إطلاق أقمار صناعية صغيرة، بحسب تطور خطة العمل الشاملة. كما ستتمتع "آبار" بحقوق إقليمية حصرية، خاضعة للموافقات التنظيمية، لاستضافة رحلات فيرجن جالاكتيك الفضائية الخاصة بالبحث العلمي والسياحة. ومن الجدير بالذكر أن "آبار" تنوي بناء مرافق ومنشآت مطار فضائي في أبوظبي.
كما قال معالي خادم القبيسي، رئيس مجلس إدارة "آبار": "إنه لمن دواعي سروري أن أعلن عن هذه الشراكة. إن شركة فيرجن جالاكتك هي الشركة الرائدة في عالم السياحة الفضائية، إذ استطاعت أن تؤسس سوقاً عالمية محتملة لعروضها خلال فترة وجيزة. وسوف تفتح مساهمة مجموعة آبار في هذه الشركة نافذة جديدة من الفرص لأبوظبي على هذا المجال الحيوي والفريد من الأعمال. ولا تأتي هذه الشراكة المميزة في سياق الخطط الكبرى لأبوظبي في تبني البحث التكنولوجي والعلوم في مراحله الأولى وحسب، بل إنها تعزز هدفنا في أن نصبح عاصمة سياحية دولية للمنطقة ككل".
وجدير بالذكر، أن فيرجن جالاكتيك تقوم الآن بالمراحل النهائية من تطوير واختبار مركبات فضائية تجارية مبنية على أساس النموذج "سبيس شيب1"، التي حلقت بنجاح في الفضاء وعادت ثلاث مرات في العام 2004. وسوف يعمل التصميم الفريد للمركبات الفضائية على الجمع بين التكاليف الملائمة وعوامل السلامة وتدني مستوى التأثيرات البيئة، لفتح أبواب الفضاء أمام الناس، إلى جانب أهمية ذلك للبحث العلمي والتعليم.
إلى ذلك، قال السير ريتشارد برانسون خلال حفل توقيع الاتفاقية: "إننا سعداء للتعاون مع مجموعة آبار في هذه الشراكة الاستراتيجية التي تعد الأولى لشركة فيرجن جالاكتك. وسوف تستفيد هذه المبادرة من الدعم المالي القوي لمجموعة آبار، ومن التكنولوجيا الرائدة والعلاقات العالمية القوية التي تتمتع بها فيرجن جالاكتك. كما تعكس الصفقة أيضاً حجم الاستثمارات المميزة عالية القيمة التي يتصف بها المشهد الاستثماري في الإمارات العربية المتحدة".
كما يعتزم المشروع المشترك الجديد تنفيذ بنى تطويرية إضافية تسمح بإطلاق أقمار صناعية صغيرة بمستويات غير مسبوقة من حيث التكلفة والموثوقية والمرونة.
وأضاف محمد بدوي الحسيني: "أن هذه الصفقة تحمل في طياتها العديد من الفرص لإنشاء منصة استثنائية لأعمال البنية التحتية الفضائية، مثل معامل أبحاث الفضاء ومركز فضائي للرحلات التجارية إلى جانب الكثير غير ذلك.
هذا واستثمرت مجموعة فيرجن أكثر من 100 مليون دولار في شركة فيرجن جالاكتك منذ تأسيسها أواخر العام 2004. بينما يتم تطوير المركبات الجديدة من قبل شركة سكيلد كومبوسيتس بقيادة مهندس الطيران بورت روتان، والتي يقع مقرها في مدينة موجافي بولاية كاليفورنيا، والمملوكة لشركة نورثروب غرومان.
ومن الجدير بالذكر أن شركة سكيلد كومبوسيتس هي الشركة التي صممت وبنت المركبة الفضائية سبيس شيب 1 التي حصلت على جائزة إكس برايز الأولى بقيمة 10 مليون دولار في عام 2004، كأول مركبة فضائية مأهولة بتمويل خاص. وتعتمد هذه المركبة على نظام عالي التقنية بحيث تستخدم طائرة ناقلة لإطلاق المركبة الفضائية على ارتفاع شاهق، ومحرك صاروخي هجين، وتقنية فريدة لفتح الأجنحة لدى دخول المركبة في أجواء الأرض في رحلة العودة. وبما أن هذا النظام يعتمد على مدرج طائرات للهبوط، فهذا يجعل من المركبة الفضائية قابلة للاستخدام المتكرر بشكل كامل تقريباً.
إلى ذلك، فقد وصلت أعمال تطوير المركبات الفضائية الجديدة مراحل متقدمة. كما دخلت الطائرة الناقلة الجديدة (VMS Eve)، برنامج اختبارات الطيران، وهي تقدم أداءً مميزاً على هذا الصعيد. وتعد هذه الطائرة أكبر طائرة في العالم مصنعة من مركبات الكربون، كما تتمتع بقدرتها الفريدة في الوصول إلى ارتفاع شاهق، إلى جانب قدرتها على رفع حمولة ثقيلة. ومن المقرر أن يتم الكشف عن طائرة (VMS Eve) للمرة الأولى وعلى متنها السير ريتشارد برانسون كجزء من طاقم الطائرة للترويج لها خلال معرض طيران جمعية الطائرات التجريبية "إير فنتشر" في أوشكوش بولاية وسكونسن الأمريكية الذي ينطلق في 28 يوليو 2009.
هذا وتبدأ المركبة الفضائية الجديدة سبيس شيب 2 "SpaceShipTwo" برنامج الطيران التجريبي قبل نهاية عام 2009. وتقدم المركبتين على حد سواء بيئة فريدة للسياحة الفضائية، إلى جانب مجموعة واسعة من تطبيقات البحث العلمي، فضلاً عن اعتبارهما منصة لإطلاق الأقمار الصناعية الصغيرة.
وقال باتريك ماك كول، المدير التجاري المسؤول عن الصفقة في مجموعة فيرجن: "إننا نقيم شراكات مميزة ومهمة لتطوير أول نظام إطلاق فضائي متكامل في القطاع الخاص لنقل الأشخاص والحمولات. ونحن في فيرجن جالاكتيك نتطلع قدماً للعمل مع رئيس مجلس إدارة مجموعة "آبار" معالي السيد خادم القبيسي، ورئيسها التنفيذي السيد محمد بدوي الحسيني وجميع أعضاء فريق مجموعة "آبار" مع بدء انطلاقتنا معاً في طليعة الثورة الصناعية القادمة في مجال اقتحام الفضاء. وأود أيضاً أن اغتنم هذه الفرصة للتوجه بالشكر إلى السيد براندت موري، النائب الأول للرئيس لشؤون التطوير المؤسسي في مجموعة فيرجن الذي أدار هذه الصفقة نيابة عن المجموعة".
هذا وتتوقع "فيرجين جالاكتيك" أن تسهم التدفقات المالية في تمويل الشركة بشكل كامل وصولاً إلى إطلاق عملياتها التجارية.
وعلى صعيد متصل، يقوم بنك كريديت سويس بدور الاستشاري المالي الحصري وكيل تنفيذي لشركة فيرجن جالاكتيك في هذه الصفقة، التي تعد الأولى في مجال السفر إلى الفضاء في الشرق الأوسط.
© 2009 تقرير مينا(www.menareport.com)