في خطوة مفاجئة أثارت ردات فعل مختلفة تم الإعلان عن اتفاق السلام بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل برعاية أمريكية، حيث جاء في بيان هذا الاتفاق الهدف منه لتعزيز السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وهو يدل على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة. وتعتزم كل من الإمارات وإسرائيل رسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة.
ترى الدول الثلاثة أنها جميعها تعيش في تحديات مشتركة في الوقت الراهن، وأن هذا الاتفاق سيكون مفيدا لجميع الأطراف.
وخلال الفترة القادمة ستجتمع وفود من دولة الإمارات وإسرائيل لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة وغيرها من المجالات ذات الفائدة المشتركة.
ويرى البعض أن الاتفاق بين اثنين من أقوى الاقتصادات في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى النهوض بالمنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتوثيق العلاقات بين الشعوب.
وفي هذا الاتفاق طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إسرائيل التوقف عن خطة ضم أراضٍ فلسطينية وفقاً لخطة ترمب للسلام، وتركز جهودها الآن على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى في العالم العربي والإسلامي.
وهذا الاتفاق سيفتح الطريق أمام البلدين في مجالات اقتصادية أهمها :
1. قطاع الأبحاث
قطاع الأبحاث يعتبر عنصراً مهما في الاستراتيجية الحكومية الإماراتية، ويشمل الأدوية والأمراض والأسمدة الزراعية وغيرها، كما هو الحال في إسرائيل. وفي الوقت الراهن مع انتشار فيروس كورونا قد يعتبر وسيلة لإطلاق أبحاث مشتركة بين البلدين.
ومن أوجه التعاون التي حدث أن الشركات الإسرائيلية والإماراتية وقعتا عقوداً لتطوير الأبحاث من أجل التعاون والتوصل الى فحص للكشف عن فيروس كورونا لا يكون مزعجاً ويمكن القيام به "في بضع دقائق".
2. قطاع التكنولوجيا
يعتبر قطاع التكنولوجيا في إسرائيل من أهم القطاعات حيث يشكل أكثر من أربعين بالمئة من صادراتها، بحسب وزارة الاقتصاد، لذلك تطلق على نفسها اسم "أمة الشركات الناشئة".
أصبح الآن بإمكان شركة "بي أو أند بي أو" (Bo&Bo) المحدودة الصغيرة التي تتخذ من إسرائيل مقرا لها، والتي يملكها غادي نير وتبيع آلات العلاج الطبيعي التي تراقب تقدم المريض، يمكنها الآن المضي قدما في المبيعات المباشرة إلى الإمارات، وهو خيار أقل تكلفة من نقل بعض عملياتها إلى الصين.
وفي المقابل تعتبر إمارة دبي أحد أبرز المدن العربية والعالمية استقطابا لهذه الشركات بفضل البيئة الحاضنة والدعم الحكومي لها، وأن أكثر من 35 بالمئة من الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتمركز في الإمارات وحدها ، وتسعى الإمارات أن تكون قوية في مجال التكنولوجيا عبر دعمها للعديد من المشاريع والاستثمار في هذا القطاع الرئيسي بالنسبة للاقتصاد الاسرائيلي ، وبحسب وزارة الزراعة الإسرائيلية صدرت إسرائيل في عام 2016 ما قيمته 9,1 مليار دولار من منتجات التكنولوجيا الزراعية ، وفي الوقت نفسه تتوجه الإمارات للتركيز على أسلوب الزراعة الذكية لتجاوز التحديات التي تواجه الزراعة في البلاد، ومنها الحرارة الشديدة وقلة الأراضي الزراعية بالإضافة إلى شح المياه.
حيث قد يتوسع التعاون في البلدين في التقنيات الطبية والزراعية ومجال للتنسيق في مجال الشركات الناشئة وسياسات الابتكار.
3. قطاع تنقية المياه
تعرف إسرائيل باحتوائها شركات رائدة عالميا في مجال تنقية المياه، من بينها "أي دي أيي" الرائدة في هذا المجال والتي أقامت 400 محطة في أربعين دولة ، حيث قد يتم التعاون بينها وبين الإمارات التي تعاني من شح في المياه ومناخ صحراوي وتعتمد على تحلية مياه البحر لتوفير مياه صالحة للشرب.
وبحسب البيانات يوجد هناك ي أكثر من 260 محطة تحلية في مختلف أنحاء الإمارات.و أن كمية مياه التحلية المستخدمة في الإمارات تبلغ نحو 3,688 ملايين متر مكعب، على أن تصل إلى 5,806 ملايين متر مكعب عام 2025.
4. قطاع السياحة والسفر
من المتعارف عليه أن كلا البلدين من أهم البلدان السياحية حيث يتوافد ملايين السياح عليها سنويا. ومن الجدير بالذكر أن الملياردير الإماراتي خلف الحبتور، مالك أحد أكبر التكتلات الإماراتية مجموعة الحبتور،قد أطلق محادثات مع "شركة طيران إسرإير المحدودة" (Israir Airlines)، وهي شركة طيران إسرائيلية محلية، لبدء رحلات تجارية مباشرة بين الدولتين.
في ملحوظة جانبية، تلقت شركة إنتري كابيتال (Entree Capital) ومقرها إسرائيل، العشرات من الرسائل والمكالمات الهاتفية من إسرائيليين وإماراتيين مهتمين بدخول السوق الأخرى .
هناك بالتأكيد مجالات أخرى عديدة ستنتعش في الفترة القادمة، والعالم أجمع يترقب تطورات وتداعيات هذا الاتفاق التاريخي.