قالت ليمِتلِس ، شركة التطوير العقاري ذات التوجه العالمي التي يوجد مقرها في دبي، أن الاستدامة يجب أن تظل على رأس قائمة أولويات المطورين العقاريين أثناء مرحلة الركود الاقتصادي العالمي وإلا وجدوا أنفسهم وقد تخلفوا عن الركب عندما تبدأ الأسواق بالتعافي.
ويميل الناس عادة عندما يتعلق الأمر بالصراع من أجل البقاء، لأنهم مبرمجون وراثيا على التعامل مع التحديات على المدى القصير، إلى إهمال أمور تبدو لهم أقل أهمية مثل الاستدامة البيئية. لكن دوغلاس كيلبو، المدير التنفيذي للتصميم والتخطيط لدى ليمِتلِس، يرى أن الوعي والتخطيط البيئي، تحسبا لآثار التغير المناخي العالمي على المدى الطويل، هما أمران حيويان حتى في أوقات الصعوبات الاقتصادية.
وقال بهذا الصدد: "إن الذين يظلون الآن على وعي بالنواحي البيئية سيخرجون من الأزمة أقوى من الغافلين عنها، وذلك لأن الاقتصاد الجديد بعد مرحلة النفط سيرسي- بل سيفرض قانونيا في الغالب- مبدأ زيادة الكفاءة والفاعلية في استعمال الطاقة وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة. لقد انتهى عصر الاستهلاك الزائد، ليس فقط في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية بل أيضا على مدى المستقبل المنظور.
"إننا نتعلم كل يوم المزيد عن المخاطر التي ينطوي عليها تجاهل آثار التغير المناخي. إن ظاهرة الاحترار تمثل لنا جميعا تهديدا على المدى الطويل ومشكلة تنسحب على أجيال عدة وتحتاج إلى الكثير من تثقيف الناس عموما ووضع النظم والضوابط التي تقودنا إلى أسلوب عيش أكثر خضارا. ويمكن للمطورين لعب دور بهذا الصدد من خلال المشاريع المبتكرة والمستدامة القائمة على استيعاب الطاقة البديلة ومبادرات إعادة التصنيع ووسائل النقل الصديقة للبيئة."
وأضاف كيلبو أن برامج التوعية العامة وجمع وتعميم البيانات والإحصاءات تعتبر أساسية للتحقق من أن الناس الذين يعيشون ويعملون ضمن مشاريع تطوير "خضراء" يفهمون دورهم الشخصي في مكافحة الاحترار العالمي، لأن عدم إدراك حجم المشكلة قد يؤدي إلى تجاهلها.
ومضى قائلا: "إن المبنى الذي يصمم بهدف استيفاء المعايير البيئية الدولية سيكون أقل فاعلية بكثير في حال أن شاغليه، من أفراد ومنشآت، يتركون النوافذ مفتوحة ولا يطفئون الأنوار ويهدرون الماء. بإمكان أبسط التدابير إحداث فرق هائل على الصعيد الجماعي لو أن كل فرد يتبنى العادات الصحيحة."
والجدير بالذكر أن ليمِتلِس تعمل على إنشاء أول مبنى في الأردن يحظى بمصادقة الجمعيات الدولية المعنية بالبيئة و "البناء الأخضر"، وذلك من خلال مشروعها "سنايا عمان" الذي يضم برجين توأم بارتفاع 200 متر، بينما سيتضمن مشروعها "وسط المدينة جبل علي"، الجاري بناؤه حاليا، التبريد المركزي المقطعي ووسائل نقل صديقة للبيئة بدلا من السيارات، وذلك من بين مبادرات خضراء أخرى
© 2009 تقرير مينا(www.menareport.com)