ليبيا – إختيار أوكرانيا لزراعة القمح بدلا من مصر والسودان
أفادت مصادر أسواق القمح العالمية أن المشروع المشترك الذي تقيمه كل من ليبيا وأوكرانيا لزراعة القمح في اوكرانيا لن يغير شيئاً في حركة تجارة الحبوب في البلدين لكنه قد يقدم المساعدة للمزارعين الأوكرانيين.وذكر تقرير لموقع تريد أريبيا على الانترنت أن وفدا اوكرانيا رفيع المستوى زار طرابلس الغرب أخيراً لاجراء محادثات أولية تتعلق بصادرات اوكرانيا البالغة 300 الف طن سنوياً من الحبوب الغذائية، وبإنشاء مشروع مشترك لانتاج القمح لصالح ليبيا.
وقال وزير خارجية اوكرانيا أولكساندر زنكينوف بعد لقائه معمر القذافي الرئيس الليبي :" أن شركة جديدة سوف تتولى زراعة القمح الليبي في اوكرانيا على مساحة 250 ألف هكتار". وقال محللون اوروبيون :" ان الصفقة تعد نموذجاً لبرنامج طويل الأمد لتعزيز تجارة القمح وأنه يشمل شركات متعددة الجنسيات وليس دولاً فقط"، وأضافوا :" أن هذه الصفقة قد لا ترى النور لأسباب تتعلق بإجراءات تنفيذها على أرض الواقع". وقال جيمس دانسترفييل مدير شركة أجري نيوز في جنيف: “إن هذه الصفقة مؤشر جديد على التقارب الجغرافي بين مواقع الانتاج ومواقع الاستهلاك إلا أن الحكومات ستكون بحاجة لطرف ثالث وإلى أن تتم تسوية كل القضايا المعلقة بين الجانبين فلن توضع الاتفاقية موضع التنفيذ”.
وتعتبر اوكرانيا من الدول الرائدة عالمياً في زراعة وتصدير القمح حيث تزرع نحو 15 مليون هكتار لكن تقنياتها وآلاتها الزراعية متهالكة، كما أن مزارعيها في حاجة للرساميل لشراء الأسمدة والبذار الجيد.وتقول الحكومة الاوكرانية إن القطاع الزراعي بحاجة الى 3 مليارات دولار وأنها لا تستطيع تخصيص أكثر من مليار دولار. وتقول مارينا موسييفا من شركة برو آجرو للاستشارات الزراعية، “تعتبر الاستثمارات الليبية في غاية الاهمية للقطاع الزراعي الاوكراني لكنني لا اعتقد أن الاوكرانيين يسلمون الليبيين 250 الف هكتار من الاراضي الصالحة للزراعة”. واضافت، وكما ذكرت صحيفة الخليج الإماراتية،:" إذا كانت لدى طرابلس وكييف نوايا جدية لإنشاء شركة لزراعة القمح فإن البداية ستكون في حدود 20 الى 25 ألف هكتار.
وفي حال نجاح المشروع فإن مزارعي القطاع الخاص الاوكرانيين سيكونون جاهزين للحاق به وهكذا تزداد المساحات المزروعة”.وقال سيري فيوفيلوف من شركة اوكر آجرو كونسالت “لا اعتقد أن هذه الخطة قابلة للتطبيق. وقد تكون مجرد محاولة من أوكرانيا لاقتراح التعاون الزراعي مع ليبيا مقابل علاقات أمثل في مجال الطاقة”.
وتضطر اوكرانيا التي تعاني من نقص في موارد الطاقة لاستيراد ملايين الاطنان من النفط الخام معظمه من روسيا. وكثيراً ما أعلنت الحكومة عزمها البحث عن مصادر جديدة للسلع الرئيسية ومنها النفط. ويقول محللون إنه حتى إذا ما نجحت الخطة فإن الحد الأعلى للانتاج الذي يمكن إحرازه من 250 الف هكتار لن يحدث تغيراً جذرياً في الميزان التجاري بين ليبيا واوكرانيا.
وسوف تستمر ليبيا في طرح مناقصات استيراد القمح وتبقى اوكرانيا أحد أهم العارضين والموردين في السوق العالمية. وقد بلغت صادرات اوكرانيا من القمح لموسم عام 2004 2005 تسعة ملايين طن. كما أن ليبيا مستودر تقليدي للحبوب الاوكرانية ولمشتقات الحبوب وقد بلغت صادرات أوكرانيا لليبيا ما يزيد على 200 الف طن من الشعير و21 ألف طن من القمح و15 الف طن من الذرة لهذا الموسم”.يذكر أن هناك أفكاراً عدة طرحت سابقاً لاقامة مشروع مشترك لزراعة القمح بين مصر وليبيا والسودان ولكنها لم تر النور.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)