للمرة الأولى يتفوق أداء مشغلي شبكات الهواتف المتحركة في الشرق الأوسط على نظرائهم الغربيين

تاريخ النشر: 02 مارس 2010 - 09:54 GMT

أظهرت  دراسة جديدة من PRTM، إحدى المؤسسات الاستشارية الرائدة عالمياً، أنه وفقاً للتغيرات الكبيرة في أوساط مشغلي شبكات الهواتف المتحركة، فقد أصبحت شركة "أوراسكوم تليكوم" المصرية ثامن أكبر شبكة هواتف متحركة  في العالم من حيث عدد العملاء، متجاوزة بذلك بعضاً من مشغلي الشبكات العالمية الرائدة للهواتف المتحركة.

ويُظهر تقرير PRTM، بعنوان The Future of Mobile Telecommunications—New Operating Strategies for a New World، أن التغير الجذري للعمليات التشغيلية يعتبر أمراً محورياً للحفاظ على الريادة، إلى جانب كيفية تعديل الأسواق الناشئة للمشهد العام للاتصالات الهاتفية بشكل ملحوظ. وتبعاً للدراسة فإن مشغلي الشبكات  الدوليين السبعة في هذه المنطقة – و هم "اتصالات"، و"أوراسكوم"، و"كيوتل"، و"الاتصالات السعودية"، و"زين"  في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى شركة MTN و Millicom في أفريقيا-  لديهم أكثر من 300 مليون مشترك، وقد توسعو عبر أفريقيا وأجزاء من آسيا تعزيزاً لحركة نموهم.

وقال أنيل كورانا، الشريك بمؤسسة PRTM في منطقة الشرق الأوسط، والذي شارك في كتابة هذا التقرير: "لقد شهد العقد الماضي نجاحاً باهراً لمشغلي شبكات الهواتف المتحركة الرائدة في الشرق الأوسط وأفريقيا. كما تعزز تدفق رأس المال ونمو العائدات نتيجة دعم الأسواق المحلية الخصبة والمتنامية، إلى جانب التنافس الشريف. واستفاد مشغلو الشبكات الرائدة من هذا تدفق الأموال، المدعومة برأس المال الخاص المتوفر، في إقامة شركات عالمية على الصعيد الإقليمي". ويذكر أن الكاتب الرئيسي لهذا التقرير هو أميت شاه، وهو المشرف على عمليات PRTM لخدمات الهواتف المتحركة. 

ووفقاً لهذا التقرير الذي يعتبر الأول من نوعه، فقد تغيرت قائمة أكبر 30 مشغل لشبكات الهواتف المتحركة في العالم بشكل مذهل ما بين عامي 2003 و 2009، حيث أبرز التقرير 19 مشغلاً جديداً على القائمة بناءً على عدد المشتركين أو حجم العائدات. وكان الأمر المشترك بينهم هو التعديل والمواءمة المستمرة لعملياتهم التشغيلية  لتتماشى مع ظروف السوق الجديدة – وهي مسألة هامة جداً ضمن قطاع شبكات الهواتف المتحركة إذ يمكن حدوث تغيّرات سريعة ويمكن لشركات جديدة أن تتجاوز الرّواد السابقين.

ومن خلال وصفهم بالمشغلين الجدد  العالميين، أضاف كورانا: "إن ازدهار مشغلي شبكات الهواتف المتحركة في الأسواق الناشئة يعود إلى عاملين: الأول هو النمو السريع للأسواق المحلية، والثاني هو وجود الحافز للدخول و العمل في أسواق متعددة. ولكن عندما ستبدأ هذه الأسواق بالتشبع، فإنه ليس من المؤكد أن هذه الشركات ستكون قادرة على إعادة تنظيم عملياتها التشغيلية والحفاظ على النمو المتواصل بناء على الابتكار، وإدارة التكاليف، والتوريد الخارجي وما شابه ذلك".

ويظهر التحليل أن أفضل مشغلي شبكات الهواتف المتحركة، خلال السنوات الخمس الماضية، قد عدّلوا عمليات أعمالهم بطريقة قادتهم إلى نمو مثمر والحصول على الدعم من المساهمين والتي أدّت إلى عمليات الاستحواذ والتوسع العالمي. وتعتبر Telefónica و Telenor من أفضل الأمثلة على الشركات التي حققت ازدهاراً كبيراً في شبكات الهواتف المتحركة عبر الدول الناشئة، وذلك من خلال التغيرات الاستراتيجية لعملياتها التشغيلية. 

إن هذا النمط يتضح عبر ظهور مشغلي الشبكات العالمية من روسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية. وينعكس هذا التوجه أيضاً من خلال اندماج السوق داخل الولايات المتحدة وكذلك من خلال الأهمية المتزايدة لمشغلي الشبكات الرائدة في الصين والهند. أما مشغلو الشبكات الذين لم يغيروا عملياتهم التشغيلية، بما في ذلك بعض مشغلي الشبكات الأوروبية الكبرى، فقد شهدوا انخفاضاً نسبياً.

ويؤكد التقرير أن مشغلي الشبكات الذين يعتمدون نماذج التشغيل الصحيحة سيعززون أداءهم وسيحظون بدعم المستثمرين في عمليات الدمج والاستحواذ الدولية، والتي تعمل على دمج الكثير من مشغلي الشبكات المستقليين  إلى مجموعات عالمية.  إن عمليات الدمج التي ستتم خلال السنوات الخمس المقبلة، ستعني أن أي مشغل شبكة سيحتاج إلى 300 مليون مشترك أو عائدات تبلغ 50 مليار دولار ليكون من بين أفضل عشر مشغلين حول العالم في عام 2014.

© 2010 تقرير مينا(www.menareport.com)