هل يمكن تحقيق ذلك إذا كنت تحصل على راتب بمقدار 5,000 دولار؟ يقول “دان أريلي” – أستاذ في جامعة ديوك ومؤلف كتاب “دولرز أند سينس” (كيف نفكر في الأموال بطريقة خاطئة وكيف ننفقها بطريقة أذكى) والمؤيد للاستثمار القائم على الأهداف المحددة- إنه إذا لم نقم بتقسيم الأموال، فسنصرفها بأكملها. ونصيحته لنا هي: قم بتقسيم راتبك بنسبة 100% على أهدافك في اليوم الذي تتسلم فيه هذا الراتب.
وقد فتح “أريلي” مؤخرًا، الذي يناهز من العمر واحد وخمسون عامًا، حساب مصرفي وثلاثة حسابات إدخار ببنك “فينتيك” حيث يعمل كمدير للسلوك الاقتصادي.
وفي كل أسبوع ( في أيام الأثنين)، يقوم بإيداع مصروف أسبوعي بصورة تلقائية في حسابه المصرفي والذي يُنقل إلى بطاقة الإيداع الخاصة به لتمويل حسابات إدخاره: حساب من أجل سيارته الجديدة وحساب للسفر بالعام القادم وحساب لعيد ميلاده الخامس والخمسين. (وبشكل منفصل، يقوم بإرجاء الدفع إلى حساب تقاعدي بخطة 403(b).) لماذا يقوم بذلك اسبوعيًا؟ فقد اكتشف إن الناس يقومون بالشراء بشكل أكثر أعتدالأً من خلال الانتقال من هدف إنفاق شهري إلى هدف إنفاق أسبوعي. ولكن لماذا يقوم بذلك في أيام الأثنين على وجه الخصوص؟ وذلك لأن الناس ينفقون الأموال بشكل أكبر في عطلة نهاية الأسبوع،لذلك إذا بدأت بالإنفاق في يوم الجمعة فلن يبقى معك أي نقود قبل نهاية الأسبوع. ولكن إذا تبقى بعض من الأموال، فيمكنك حينها أن تقرر أي من الأهداف ستقوم بتعزيزها.
ويقول “أريلي”: ” إن العالم يحاول أن يحييد بك عن مسار تحقيق أهدافك، فيساعدك وضع الأهداف والإدخار التلقائي على جعل تدفق الأموال متسقًا مع خططتك في الوقت الراهن وفي المستقبل.
ويقوم أريلي بالاستثمار الأكبر في حساب عيد ميلاده، فيقول: “يمكنني العيش بكمية قليلة أوكبيرة من المال، ويمكنني دعوة الأصدقاء على العشاء بالمنزل أو الذهاب إلى ماتشو بيتشو.”
ما هي الفائدة من النهج القائم على الأهداف المحددة؟ يقول “أريلي” إن ذلك النهج يساعد على التخفيف من الإنفاق. فإذا رأيت جاكيت بسعر 1,000 دولار، ستعيد النظر في شرائه إذا وجدت إنك مضطر إلى سحب النقود من حساب السفر الخاص بك لتشتريه.
وعلى نقيض ذلك، إذا استمريت في وضع كامل مرتبك في حسابك المصرفي، فستشعر بإنك غني وستقوم بشراء هذا الجاكيت بدون التفكير مليًا في الأمر. إن عمليات المقايضة هذه لهي عالية الأهمية في كل مستويات الثراء، لأنه إذا فكر أحدهم في شراء يخت، فذلك سوف يؤثر على المبالغ التي يمكن أن يتبرع بها للجمعيات الخيرية أو يتركها لأبنائه.
ويقول “اريلي”: “إن وضع الأهداف الخاصة بك يتعلق بكونك صريح بشأن أولوياتك وبشأن انتهاكك لهذه الأولويات. فيرجع الأمر كله إلى تكلفة الفرصة البديلة.”
فعندما تفكر في الهدف الموضوع تجد إن الأمر لا يقتصر فقط على الأموال ولكن “يتعلق الأمر بإعادة توجيه جهودنا” وذلك حسبما يقول “أريلي”. وفي إحدى الدراسات، حيث تم فتح حسابات الإدخار الخاصة بمصاريف الجامعات لحديثي الولادة، نجد أن الأشخاص الذين فُتحت لهم هذه الحسابات حصلوا على درجات أفضل في المهارات الإداركية والاجتماعية. فمن الواضح أن الأباء قد تعاملوا مع هؤلاء الأطفال بشكل مختلف بكونهم ملتزمين بالجامعة.
والآن هل تحتاج للمساعدة في تحديد أهدافك؟ يقترح “أريلي” الاطلاع على ما انفقته باستعمالك لبطاقة الائتمان بالعام السابق، ثم اسأل نفسك: إلى أي درجة قد أنفقت راتبك بالطريقة التي أردتها.
إذا أنفقت مثلاً نقود أكثرمما كنت تتوقع على شراء الملابس ولم تذهب إلى الرحلة التي كنت تحلم بها، فعليك فتح حساب قائم على الأهداف وفي هذه الحالة يكون هدف الحساب هو القيام بالرحلات. إن هذه الطريقة سوف تساعدك على الالتزام بالطريقة التي ترغب في إنفاق أموالك بها.
المصدر: فوربس الشرق الأوسط
اقرأ أيضًا:
فيديو: كيف يكتشف المحللون التأثيرات المحتملة على الأوراق المالية
