إنطلاقا من أهداف ومبادىء ميثاق الأمم المتحدة، يشارك عدد من قادة الفكر في مجال تكنولوجيا المعلومات من مختلف أنحاء العالم في القمة العالمية لمجتمع المعلومات.
وستقوم الوفود المشاركة في القمة بتبادل ومناقشة رؤيتها المشتركة وأهداف التنمية المتفق عليها فيما يتعلق بنشر استخدام المنتجات والشبكات والخدمات والتطبيقات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات وضمان اتاحتها للجميع بهدف التغلب على الهوة الرقمية بين الشعوب.
وتعقد المرحلة الثانية من القمة في تونس بين 16 و 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2005. وخصصت هذه المرحلة لتكون منبرا لمساعدة كافة الشعوب في مواجهة أحد أهم التحديات العالمية في الألفية الجديدة ألا وهي بناء مجتمع معرفي شامل يسعى إلى التنمية ويستطيع فيه الجميع انتاج المعلومات والمعرفة والحصول عليها واستخدامها وتبادلها مع الآخرين.
والهدف من القمة هي التقاء الحكومات والمنظمات المهتمة من القطاع الخاص في مكان واحد لتبادل الخبرات والمعرفة من أجل تمكين الافراد والمجتمعات والشعوب من استخدام أقصى قدراتها وتحسين نوعية الحياة فيها من خلال التطبيق الفعال لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وبهذه الروح، سيتوجه الوفد القطري الرفيع المستوى الى تونس لتبادل الخبرات ومقارنة الاساليب والطرق المتبعة في تطبيق خطة عمل القمة العالمية لمجتمع المعلومات على خلفية النمو السريع لمجتمع المعلومات في العالم.
وتشتمل خطة عمل المجلس الاعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتي يتم تطبيقها حاليا، على مبادئ القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي أعلنت في المرحلة الأولى من القمة التي عقدت في جنيف في 2003. وبذلك يكون المجلس قد رسخ مكانة قطر المتقدمة في عالم الثورة الرقمية والتطور العالمي في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.
وقد أوضح سمو الشيخ عبد الله بن خليفة ال ثاني رئيس وزراء قطر ورئيس الوفد القطري للقمة، أن قطر تهدف من المشاركة في القمة إلى دعم مبادئ وخطة عمل القمة التي تم الاتفاق عليها في المرحلة الأولى التي عقدت في جنيف العام 2003 "لتأسيس مجتمع معرفي متقدم يحسّن حياة الجميع في قطر ويعزز التنمية الإجتماعية والإقتصادية في البلاد".
ومن بين إحدى الجوانب الرئيسية في تحقيق ذلك الهدف هو إدارة مخاطر أمن الفضاء الإلكتروني ومواجهة نقاط الضعف في أمن ذلك الفضاء من أجل حماية مصالح كافة مستخدمي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ولمواجهة هذه المخاطر فقد عقد المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطري شراكة مع مركز تنسيق فريق مواجهة حالات الطوارئ الكمبيوترية CERT في جامعة كارينجي ميلون بهدف إنشاء مركز لمواجهة حالات الطوارئ الكمبيوترية في قطر. وسيكون ذلك المركز بمثابة منظمة وطنية لإدارة وتنظيم مجموعة شاملة من الخطوات الضرورية لإدارة أمن الفضاء الإلكتروني بهدف حماية البنى التحتية الحساسة والمهمة في قطر بعد أن اصبحت منشآت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مهمة بالنسبة للحكومة والشركات وقطاع التعليم في قطر.
وبالتالي فإن هدف ذلك المركز سيكون التعاون مع الحكومة والقطاع الصناعي على تطوير وقيادة كافة طرق وسبل إدارة مخاطر أمن الفضاء الإلكتروني.
ومن شأن إنشاء ذلك المركز جعل قطر البلد الثالث في العالم بعد امريكا الشمالية وكوريا، الذي يتخذ مثل هذه الخطوة المستنيرة والاستباقية لحماية مواطنيها وشركاتها.
إن قطر بإنشائها قاعدة لمهارات وخبرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتقدمة وبعملها على وصل المجتمعات في كافة أنحاء البلاد والعالم ببعضها البعض، وبخلق أنظمة لحماية أمن الفضاء الإلكتروني، فإنها تحتل موقع الريادة في تطوير تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في العالم.
وبهذا الصدد تقول الدكتورة حصة الجابر الامين العام للمجلس الاعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطري "لقد أصبحت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات جزءا لا يتجزأ من الحياة العصرية وبالتالي فقد أصبح من الضروري وضع اجندة وطنية متينة لضمان أعلى درجات التقدم لتحقيق أهداف التنمية".
وتضيف أنه "بوضع وادارة مثل هذه الاجندة، فإن المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سيسهل تحقيق المكاسب الاقتصادية والاجتماعية عن طريق خلق بيئة تزدهر فيها خدمات الصحة الالكترونية والحكومة الالكترونية والمعاملات المالية الالكترونية والسياحة الالكترونية مع ضمان أمن الفضاء الإلكتروني طبقا لأفضل المستويات العالمية".
وقد أطلقت قطر عددا من المبادرات التي صيغت على ضوء خطة عمل القمة العالمية لمجتمع المعلومات وبهدف تحسين نوعية الحياة وتطوير مهارات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لمن هم أقل حظا.
وقد تمت الموافقة على "خطة الدوحة" في اجتماع "قمة مجموعة ال77 والصين" التي عقدت في الدوحة في الفترة من 12 وحتى 16 حزيران/يونيو 2005.
وتدعم هذه الوثيقة مبادئ القمة العالمية لمجتمع المعلومات بالتاكيد على الحاجة في البلدان النامية على بناء قدرات علمية وسد الهوة التكنولوجية بينها وبين الدول الصناعية. ودعما ل"خطة الدوحة" فقد تبرع صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر بمبلغ 20 مليون دولار لإنشاء صندوق الجنوب للتنمية والمساعدات الانسانية الذي يستخدم لتمويل مشاريع التنمية في الدول الأقل نموا.
وبهذه الطريقة وكما تنص استراتيجية ورؤية المجلس الأعلى للاتصالات والمعلومات القطري، فقد احرزت دولة قطر وبكل وضوح تقدما باتجاه تحويل مبادئ القمة العالمية لمجتمع المعلومات إلى حقيقة واقعة.
كما ستعزز قطر موقعها القيادي في تضييق الهوة الرقمية باستضافتها المؤتمر العالمي لتطوير الاتصالات في مارس من العام 2006 في العاصمة الدوحة.
ويتوقع ان يشارك في المؤتمر 1200 من كبار الشخصيات من الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الدولية والإقليمية لبحث مشاريع وبرامج دعم تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وسيتيح المؤتمر الفرصة للمشاركين لدراسة السبل العملية لتحقيق أهداف القمة العالمية لمجتمع المعلومات لتحقيق الاتصال بين مختلف دول العالم بحلول عام 2015.
ويهدف المؤتمر إلى الاتفاق على أولويات التنمية والتطوير في ظل الإعتراف على أعلى المستويات بالهوة الرقمية بين الدول النامية والمتقدمة والناجمة عن التوسع السريع وغير المتساوي لتكنولوجيات المعلومات والاتصالات.
كما يهدف المؤتمر إلى نشر التعاون والشراكات الدولية التي من شأنها إدامة وتعزيز البنية التحتية ومؤسسات الاتصالات في الدول النامية.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)