شكوك أميركية بوقوف إيران وراء فيروس "شمعون"

تاريخ النشر: 14 أكتوبر 2012 - 12:43 GMT
خلص مسؤولون حكوميون اميركيون الى ان ايران قد شنت الهجوم على الأرجح ردا على العقوبات
خلص مسؤولون حكوميون اميركيون الى ان ايران قد شنت الهجوم على الأرجح ردا على العقوبات

الولايات المتحدة تعتقد أن إيران تقف وراء هجمات إلكترونية أدت إلى شل عشرات الآلاف من أجهزة الكمبيوتر في شركة النفط الحكومية السعودية أرامكو.

قال مسؤول أميركي سابق عمل في قضايا تتعلق بأمن المعلوماتية الجمعة إن الولايات المتحدة تعتقد أن إيران تقف وراء هجوم الكتروني كبير على شركة النفط الحكومية السعودية وشركة قطرية للغاز. وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا وجه في خطاب ألقاه الخميس حول أمن المعلوماتية تحذيرا مبطنا إلى طهران بان واشنطن مستعدة للقيام بتحركات وقائية لحماية شبكات الكمبيوتر الأميركية. وقال إن الجيش الأميركي يضع اللمسات الأخيرة لقواعد الاشتباك للتصدي لهجمات معلوماتية يمكن أن تسبب أضرارا كبيرة، بما في ذلك عبر وسائل هجومية. وأضاف: "القواعد الجديدة ستؤكد أن وزارة الدفاع لا تتحمل مسؤولية الدفاع عن شبكاتها فحسب، بل أن تكون مستعدة أيضا للدفاع عن البلاد ومصالحنا القومية في أي هجوم".

وقال المسؤول جيمس لويس إن الوكالات الحكومية الأميركية خلصت إلى أن ايران هي من دبر الفيروس "شمعون" الذي أدى إلى شل عشرات الآلاف من أجهزة الكمبيوتر في الشركة السعودية أرامكو وشركة راس غاز القطرية للغاز الطبيعي. ولويس عمل لحساب وزارة الخارجية الأميركية ووكالات حكومية أخرى في مجال الأمن القومي وقضايا الإنترنت. وأضاف لويس، الذي يعمل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن المسؤولين الأميركيين لديهم "أكثر من شكوك" بان إيران تقف أيضا وراء هجمات آب/اغسطس التي استهدفت مصارف أميركية. وقال لوكالة فرانس برس: "هناك قناعة بشكل عام بأنها إيران". واضاف انه من غير الممكن ألا تكون الحكومة الإيرانية على علم بعملية كبرى على الإنترنت تأتي من مصادر داخل البلاد. وتساءل: "كيف يمكن القيام بعملية واسعة النطاق مثل هذه في إيران بدون علم الحكومة، في حين أنها تراقب الإنترنت لغايات سياسية".

وخلص مسؤولون حكوميون اميركيون الى ان ايران قد شنت الهجوم على الأرجح ردا على العقوبات بسبب برنامجها النووي وحملة تخريب على الإنترنت أشارت معلومات إلى أنها حظيت بدعم واشنطن كما قال.

من جهته قال مسؤول كبير في الإدارة رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس أن الهجوم المعلوماتي على عملاقي النفط في الخليج يعتقد انه تم من "جانب دولة" واقر بان ايران قد تكون مشبوها اساسيا.

وكان بانيتا تحدث في خطابه عن فيروس الكتروني ضرب مؤخرا شبكات شركة النفط السعودية ارامكو ما ادى إلى توقف 300 ألف جهاز كمبيوتر عن العمل. وقال إن هذا الفيروس المتطور يعد "الهجوم الأكثر تدميرا على القطاع الخاص حتى اليوم".

وأضاف بانيتا ان وزارة الدفاع "تعرف" ان "اطرافا اجنبية تختبر شبكات البنى التحتية الأساسية" للولايات المتحدة، وخصوصا أنظمة مراقبة محطات الكهرباء وشبكات توزيع المياه والنقل. وأكد بانيتا أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" "طورت قدرات على القيام بعمليات فعالة لتطويق مثل هذه الهجمات ضد مصالحنا القومية في مجال الانترنت"، بدون ان يستخدم على الاطلاق عبارة "القدرة الهجومية". وعبر بانيتا في الخطاب نفسه امام اجتماع لرجال اعمال في نيويورك عن القلق الاميركي ازاء التهديدات بالهجمات المعلوماتية المرتبطة بالصين وروسيا، قائلا ان ايران تبني قدراتها الرقمية. وتحدث بانيتا عن سيناريوهات عدة لمهاجمة اهداف اميركية من قبل دول او مجموعات قد تسيطر على شبكات حيوية. وقال ان النتيجة يمكن ان تكون "بيرل هاربور الكترونية"، اي "هجوم يؤدي الى دمار مادي او فقدان ارواح او شلل او صدمة للشعب ويولد مجددا احساسا بغياب الامان".

واعتبر لويس الذي كان مستشارا ايضا للحكومة الاميركية حول امن المعلوماتية ان بانيتا "اقترب من الاشارة الى ايران بالنسبة لبعض الخلل الذي شهدناه الشهر الماضي لكن بدون تسميتها". واضاف "نامل ان يعتبر الايرانيون ذلك بمثابة تحذير". وقال لويس ان ايران طورت قدراتها الرقمية في المجال العسكري اسرع مما كان يتوقع مسؤولون اميركيون رغم ان الهجوم المعلوماتي على شركة ارامكو السعودية كان غير متطور نسبيا. واضاف "نحن معتادون على الصين او روسيا، لكن دخول ايران على الخط امر جديد ومختلف. والكثير من الناس لم يكونوا يعتقدون انها ستتطور بمثل هذه السرعة".

وكانت معلومات اشارت الى ان بانيتا الذي كان مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه" ساعد في شن حملة تخريب معلوماتية لا سابق لها استهدفت البرنامج النووي الايراني. وقال مسؤولون اميركيون ان المعلومات حول الهجمات المعلوماتية الاخيرة رفعت السرية عنها لافساح المجال امام بانيتا لكي يشير اليها في خطابه. واتلف الفيروس "شمعون" ملفات حساسة واستبدلها بصور عن احراق اعلام اميركية.

وبعد اسبوعين على الهجوم المعلوماتي على ارامكو في 15 اب/اغسطس، اعلنت الشركة انها اعادت تشغيل جميع خدماتها الالكترونية التي تعطلت جراء فيروس "تخريبي" اثر على حوالى ثلاثين الف جهاز كمبيوتر تابع للشركة لكنه لم يؤثر على العمليات الحيوية المتعلقة بالنفط.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن