أعلنت نقابة الصيادين في محافظة الوسطى بقطاع غزة ، أن الخسائر التي لحقت بالصيادين في قطاع غزة، بلغت حوالي 7 ملايين دولار. وفي هذا السياق قال نزار عياش، رئيس النقابة :" أن الخسائر تنقسم إلى خسائر مباشرة وغير مباشرة، حيث بلغت الخسائر المباشرة حوالي ستة ملايين دولار، تمثلت في سرقة مراكب الصيادين وتعطيلها وإتلافها وسرقة معداتها وتقطيع شباك الصيد من قبل الطراد الإسرائيلي، مضيفاً أن الخسائر غير المباشرة تمثلت في تخريب المنشآت وإغراق العديد من مراكب الصيد علاوة على منع الصيادين من الصيد".
وذكر عياش، أن الصيادين يتعرضون في محافظة الوسطى إلى مضايقات استفزازية كثيرة، وإلى إطلاق النار العشوائي، موضحاً أن الزوارق الإسرائيلية تعترض مراكب الصيادين وتحتجز بعضها لفترات طويلة، مبيناً أن عشرين مركباً أتلفت جراء إصابتها بطلقات نارية كثيفة.
هذا ويواجه قطاع الصيد البحري في فلسطين العديد من المشكلات والعوائق التي تحدد من حجم الإنتاج وقد تتسبب بارتفاع التكلفة أو بمشكلات صحية وبيئية عديدة. وتتضمن هذه المشاكل في المقام الأول بإجراءات ومعوقات متعلقة بقوات الاحتلال، حيث يعاني هذا القطاع وعلى مدى سنوات الاحتلال عامة وسنوات الانتفاضة خاصة من معوقات ومشاكل كبيرة فلا تتوفر مساحة صيد لمزاولة هذه المهنة حيث أن مساحة الصيد المسموح بها لا تزيد عن 300 كم2 وبعمق لا يزيد عن 10 ميل بحري، هذا ناهيك عن إغلاق منطقة الصيد لمدة طويلة خاصة في فترات مواسم الصيد تحت حجج أمنية كما حدث في الأشهر الأولى من انتفاضة الأقصى.
ويتحدث طارق صقر مدير عام الثروة السمكية في وزارة الزراعة عن تعرض الصيادين للاعتقال والتوقيف عن العمل وسحب اللنشات الى داخل الخط الأخضر بحجج المخالفات الأمنية والتي تؤدي إلى حجز مراكبهم لمدة طويلة قد تزيد عن عام في بعض الأحيان. وقال:" في بعض الأحيان تقوم قوات الاحتلال بإغراق مراكب الصيد بشكل متعمد مشيراً إلى أن حدة الإجراءات العقابية قد ازدادت بشكل كبير منذ اندلاع الانتفاضة".
ويجمع الصيادون على خطورة مهنة الصيد في هذه الظروف والتي أصبحت لا تطاق كما يقول الصياد محمود العاصي 60 عاماً الذي يعمل في هذه المهنه منذ أكثر من 45 عاماً و تعرض خلالها لكثير من المضايقات والاستفزازات من قبل قوات الاحتلال وبخاصة إطلاق النار بحجة تجاوز الحدود المسموحة إضافة إلى مصادرة تصريحه. وقال:" الإجراءات ازدادت صعوبة منذ بداية انتفاضة الأقصى حيث أصبحت مهنة الصيد تكلف الصياد حياته .وتحدث العاصي وهو يحضر الأسماك التي اصطادها في فروش تمهيداً لنقلها إلى سوق الحسبة ليبيعها. عن تجربتة عندما اقتاد زورق إسرائيلي قاربه إلى ميناء اسدود وجردوه من الماتور والشبك وأعادوه إليه فارغاً، مشيراً إلى أن الماتور وحده يكلف 3000 دينار". واضاف في مرارة وألم:" انظر إلى الأسماك التي قمت باصطيادها هذا اليوم، إنها لا تتجاوز بضعة كيلوجرامات، وتساءل ماذا ستكفي عندما أبيعها؟. ( البوابة)