يعتبر المركز الإسرائيل للتصدير أن الصراع العربي الإسرائيلي لا يؤثر على صادرات إسرائيل باتجاه الأسواق العربية حيث أن الأردن ومصر ملتزمتان باتفاقيات السلام الموقعة مع إسرائيل بالإضافة إلى الاتفاقيات الاقتصادية التي هي مجرد تحصيل حاصل في حالة البلدين المذكورين• هذه الاتفاقيات التجارية تمت بطريقة تسمح للدول المتعاقدة من الاستفادة من امتيازات في دخول السوق الأمريكية••
فالصادرات نحو مصر مثلا زادت بنسبة 72 في المائة في السداسي الأول من عام 2006، لتبلغ رقما قياسيا قدر بـ62 مليون دولار•
ولكن ما يثير الدهشة هو توقيع عقود تجارية بين إسرائيل ودول عربية لا تربطها بالدولة العبرية معاهدات سلام مثل الجزائر. فقد كشفت تقارير إسرائيلية، حسب ما أوردته صحيفة الخبر الجزائرية، أن 'الطرفين يتعاونان بشكل وطيد ومستمر إلى درجة أنهما يفضلان الإبقاء على العلاقة بينهما قائمة في سرية تامة، ولا يدخران جهدا لتجاهلها كلما تعرض أي طرف للمساءلة؛ حيث تقوم الشركات الفرنسية بإزالة البيانات الخاصة ببلد المنشأ • ويرى اقتصاديون جزائريون بأن هذا التعامل يجد له ما يشجعه في اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي الذي مر على تطبيقه أكثر من عام.
وقد أبرمت عقود هامة بين تجار جزائريين مع نظرائهم الإسرائيليين خلال الصالون الدولي للمنتجات الغذائية• وحسب مصادر فرنسية، فإن الفرصة ستكون سانحة مرة أخرى لإبرام مزيد من العقود خلال هذا الشهر بمناسبة تنظيم الدورة الجديدة للصالون في العاصمة الفرنسية باريس•
وأكد مصدر مسؤول لدى وزارة التجارة الجزائرية أن المسؤولية تقع على عاتق إدارة الجمارك التي تختص بمراقبة حركة دخول السلع والبضائع• مشيرا في نفس الوقت إلى أن غالبية المواد الغذائية التي تحمل العلامات و''كودات'' تجارية إسرائيلية، تدخل الجزائر بواسطة عصابات التهريب بواسطة الشنطة وبكميات معتبرة•
من جانبه، كشف مسؤول الإعلام باتحاد التجار والحرفيين الجزائريين السيد مراد بونوار أمس في تصريح لـ''الخبر'' بأن الاتحاد سيقوم بـ''شطب'' كل تاجر يثبت تسويقهم المتعمد للسلع والمنتجات الإسرائيلية سواء كانت تحمل عبارة ''صنع في إسرائيل'' أو مُعاد تغليفها للتمويه من طرف شركات أوروبية تتعامل معها• وعلمت ''الخبر'' من تجار جملة وتجزئة جزائريين أن شركات استيراد جزائرية تقيم علاقات تجارية مع شركات إسرائيلية عبر وساطة شركات أوروبية تقوم بإعادة تغليف وتعبئة المنتجات الإسرائيلية التي تبيعها بأسعار زهيدة وبجودة عالية•
ويقدر حجم الصفقات المبرمة بين الطرفين بنحو 100 ألف أورو سنويا، أي ما يعادل مليار سنتيم، حسب التقارير نفسها•
© 2006 تقرير مينا(www.menareport.com)
