هبوط أسعار العقارات في البحرين

تاريخ النشر: 26 مارس 2013 - 09:14 GMT
ان هبوط الأسعار بسبب الأوضاع جعل الزبائن أقل عددا ولم يغرهم هبوطها في الإٌقبال أكثر على الشراء
ان هبوط الأسعار بسبب الأوضاع جعل الزبائن أقل عددا ولم يغرهم هبوطها في الإٌقبال أكثر على الشراء

أفاد عدد من سماسرة الأراضي والمنازل والشقق بأن أسعار العقارات في العديد من مدن وقرى البحرين تشهد هبوطا في أسعارها تأثرا بالوضع الراهن الذي مر بالبلاد منذ فبراير 2011 من جهة، فيما يرى المستأجر والمشتري من جهة أخرى ان الأسعار مازالت عالية. جاء ذلك في لقاء أجرته «أخبار الخليج» مع ثلاثة من المتعاملين في بيع وشراء الشقق والمنازل، سواء لهم أو يقومون بدور الوسيط في الترتيب بين البائع والمشتري لقاء عمولة معينة لا تتجاوز واحدا في الألف من قيمة العقار، وكشفوا ان أسعار القدم المربع في المنامة وصل إلى 30 دينارا ووصل إلى 40 دينارا ووصل إلى 50 دينارا في أحيان اخرى كلما زادت أهمية الموقع، وخاصة إذا كان على شارع يرتفع سعر العقار بينما يصل سعر القدم المربع من الأراضي في سترة بين 15 إلى 20 دينارا مشيرا إلى ان هذه العروض الحالية أٌقل من اسعار ما قبل سنتين.

وقال محمد الجزيري (وسيط عقارات) ان المشكلة هي في مساحات البيع، لم تعد متوافرة كما كانت زمان، وفي المنامة لا توجد أراضٍ للبيع مقارنة مع عروض لبيوت أو عمارات قديمة، كما أن هبوط الأسعار بسبب الأوضاع جعل الزبائن أقل عددا ولم يغرهم هبوطها في الإٌقبال أكثر على الشراء. وكشف ان الإيجار الشهري للشقة بالمنامة على سبيل المثال بين 200 دينار إلى 450 دينارا، وهذه الأسعار تهرب المستأجر لأنها عالية الثمن ولربما فوق طاقة المستأجر، وعليه نرى عروضا كثيرة متوافرة في المنامة لسببين. أولهما: الأوضاع السياسية، وثانيهما: بقاء الأسعار لعدد من الشقق عاليا مقارنة مع أسعار هذه الشقق قبل 4 إلى 5 سنوات حيث كانت أسعارها مابين 150 إلى 200 دينار، أما الآن فهي متضاعفة السعر. وتابع في الكشف عن مزيد من صعود وهبوط الأسعار، فقال: ارتفعت إيجارات الشقق المتوافرة في القرى قبل 4 و5 سنوات ووصلت ما بين 150 إلى 200 دينار، وها هي في الوقت الراهن تشهد تراجعا، وهبطت مابين 120 إلى 150 دينارا، ورغم ذلك لم يعد مرغوب السكن فيها، ويوجد عدد كبير من الشقق والبيوت في القرى خاوية، وتنتظر من يستأجرها ولو بسعر زهيد مشيرا إلى أن الراغبين في السكن في الشقق في القرى غالبيتهم من ابناء البلاد ومن الطبقة المتوسطة. كما أفاد بأن إيجار الشقق في منطقة السلمانية تراجع أيضا، فقد وصل في فترة قصيرة ماضية إلى 600 دينار في الشهر، أما الآن فقد هبط إلى 400 دينار في الشهر، وكذلك في جبلة حبشي، سعر القدم المربع من الأرض بلغ 25 دينارا، وقد هبط حاليا إلى 15 دينارا للقدم المربع وذلك بسبب الأزمة التي عرجت على البلاد. كما التقينا السيد جابر (يتعامل في العقارات) بالمنامة، وأوضح ان الإقبال على شراء العقارات سواء بيوت أو شقق او أراض ضعيف في الوقت الحالي مقارنة مع وضع العقارات قبل أكثرمن 3 إلى 5 سنوات مشيرا إلى أنه لم تعرض عقارات المنامة للاستثمار، فبقيت أسعارها جامدة منذ مدة طويلة، وهكذا الحال بالنسبة إلى المحرق حيث صعب البيع والشراء في عقاراتها، وبالتالي، توقف التداول فيها، وعليه جمدت أسعارها. وكشف ان سعر القدم المربع للأراضي في مدينة حمد على سبيل المثال: بلغ ما بين 15 إلى 20 دينارا للقدم المربع، وانخفض حاليا إلى ما بين 10 إلى 12 دينارا للقدم المربع، والعروض موجودة ومتوافرة لكن الزبائن ليسوا بما يتناسب مع حجم العروض من البيوت والأراضي والشقق. كما أماط اللثام في سرد للأسعار والإيجارات أن سعر القدم المربع من الأراضي في منطقة الحد الجديدة بلغ 20 و23 و25 دينارا وانخفض الآن إلى 10 و12 دينارا للقدم المربع وهكذا الحال بالنسبة لمنطقة القضيبية، وتابع وهكذا نلمح حصول موجة من الانخفاضات في أسعار العقارات بعد ارتفاعها وذلك بحكم الظروف السياسية التي طرأت على البلاد من جانب، ومن جانب آخر الإجراءات والقوانين التي لازمت عمليات التغيير في كل مرحلة زمنية، وإلى أي مدى تجير هذه الإجراءات لصالح الوطن أم لصالح صاحب العقار أم لصالح المواطن مشيرا إلى أنها في صالح اصحاب العقارات وملاكها. واختتمنا اللقاء مع السيد جابر، بالقول: «إن هناك تخوفا يسود المشترين والمتعاملين في العقارات في الوقت الراهن، حيث نشأ عبر العشرين سنة الماضية انخفاض في أسعار الفائدة في البنوك مرادفا إلى نزول أسهم شركات في البورصة»، وبالتالي، فإن المواطنين لاحظوا رؤوس أموالهم تتآكل، فزاد خوفهم من التعاملات العقارية وخاصة إذا طلب منه أو حتم عليه من قبل جهة رسمية ان يبيع قطعة الأرض أو البيت الذي اشتراه بأقل من سعر الشراء أو التكلفة حيث البيع في مثل هذه الحالة يشكل خسارة واضحة. وكان لقاؤنا الثالث مع رجل العقارات والوسيط (إبراهيم سلمان) الذي تجاوز من العمر 83 سنة قضى معظمها في بيع وشراء العقارات، وروى عن العقارات في الخمسينات والستينات أن البيت المعروض للبيع بالمنامة، يباع بمبلغ مابين 250 إلى 300 روبية ثم تصاعدت الأرقام ووصلت البيوت إلى 1000 و1500 روبية أي ما بين 100 إلى 150 دينارا فقط، وفي سترة، يباع القدم المربع بـ 25 فلسا في نهاية الستينيات من القرن الماضي. وواصل حديثه عن العقارات في تلك المرحلة من الزمن، مثيرا للتأوهات، قائلا: كم تمنيت لو تعاد تلك اللحظات، سواء التي كنت ابيع فيها أراضي أو تلك اللحظات التي كنت أجلب فيها جنيهات من الذهب من المملكة العربية السعودية، وأبيعها هنا في البحرين (الجنيه ابيعه بـ 70 روبية) لكنت أكثر ذكاء، ولا أدري كنت أتعامل في بيع وشراء البيوت والأراضي، لكني لم اشتر ما أريد واصفا نفسه في تلك المرحلة بأنه أقرب إلى عديم الجدوى وقليل التفكير. ولم ينس وهو يختتم حديثه عن العقارات في الوقت الماضي أي قبل اكثر من 50 عاما مقارنة مع الوقت الراهن، فقال: لا ننسى الرهان وما يؤول اليه حال الناس حيث ترهن البيوت والمزارع والأراضي لقاء حفنة من الروبيات، وما لم يعيدها في وقت محدد، تؤخذ من المديون بيته، أو مزرعته بسعر بخس ولاسيما إذا اقترن (شرط) إعادة المبلغ بالفي (ظل الشمس) أو حلول المغرب أو هبوط الليل أو الغبشة صباح اليوم التالي، فهذه التوقيتات (شروط) اشبه بالسيوف المسلطة على رقاب المديونين.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن