منحت شركة أبل شريان الحياة لشركة شازام للمرة الأولى، قبل نحو عقد من الزمن.
كانت خدمة شازام التعرف على الموسيقى التي تأسست في عام 1999، على شفا الإغلاق قبل ظهور كل من هاتف آيفون، ومتجر تطبيقاته.
شركة تصنيع هاتف آيفون جاءت هذا الأسبوع مرة أخرى لتقدم طوق الإنقاذ للخدمة، بشرائها الشركة التي مقرها لندن، في واحدة من أكبر الصفقات التي تبرمها منذ 20 عاما.
لم يتم الكشف عن شروط عملية الاستحواذ، إلا أن عدة أشخاص مطلعين على الصفقة قالوا إن شركة أبل دفعت نحو 400 مليون دولار نقدا.
كانت شركة شازام حدثا مثيرا حين أطلقت للمرة الأولى في عام 2002، بسبب قدرتها التي تبدو سحرية في معرفة الموسيقى، من خلال تقريب جهاز الهاتف إلى المذياع أو السماعة.
وقد كانت واحدة من أولى التقنيات التي تسخر قدرات الهاتف المحمول وميزاته، لتتجاوز وظائف الصوت والنص الأساسية.
بحلول عام 2007، عمل مزيج من تراجع عامل الجدة وارتفاع الأسعار بحدود 50 بنسا للرسالة النصية الواحدة، إلى إبطاء الاستخدام.
بعد تسريح العمال وخفض النفقات، كان التنفيذيون يدرسون ما إذا كانوا يريدون التركيز على الشبكات الاجتماعية - الاتجاه الجديد الرائج آنذاك - أو إغلاق الشركة وإعادة الأموال المتبقية فيها إلى المساهمين.
ومن ثم جاء الـ"آيفون". في عام 2008، تحولت شركة شازام من موقع الشركة المغمورة، لتصبح نجمة الحملة الإعلامية التلفزيونية لشركة أبل، لأجل متجر التطبيقات الذي أطلق حديثا.
مثل استخدام محرك جوجل أو موقع سكايب للتراسل، أصبحت العلامة التجارية للشركة منتشرة في كل مكان، إلى درجة أنها دخلت اللغة الإنجليزية، لتصبح كلمة شازام جذراً تشتق منه الأفعال.
بعد مرور عقد من الزمان وأكثر من مليار تنزيلا في وقت لاحق، لا تزال شركة شازام واحدة من أكثر التطبيقات شعبية في العالم، إذ تستخدم من قبل مئات الملايين من الأشخاص للتعرف على الأغاني أو مشاهدتها، من خلال تطبيق بيت شازام، وهو برنامج تلفزيوني أمريكي بعنوان:
"هل تعرف ذلك اللحن"، الذي يستضيفه الممثل جيمي فوكس.
مع ذلك، وعلى الرغم من الحديث عن إجراء اكتتاب عام أولي منذ سنوات، بحلول عام 2016، بقيت إيراداتها متواضعة، نسبة إلى هذا الحجم الكبير من المستخدمين، بما يعادل 40.3 مليون جنيه استرليني.
مثل الرسالة النصية التي كان سعرها 50 بنسا قبل ذلك، عمل دخل شركة شازام المربح سابقا من عمولاتها التي تتقاضاها من تنزيلات آي تيونز، على إفساح المجال أمام تنزيلات موسيقية مجانية غير محدودة من خلال سبوتيفاي أو باندورا، وكانت الشركة لا تزال تتطلع إلى العثور على مصدر إيرادات مستدام وقابل للزيادة.
تعاني شركة شازام منذ فترة طويلة مشكلة كونها "تقنية لطيفة لا تعتمد على نموذج تجاري"، بحسب ما يقول مارك موليجان، المحلل لدى وكالة ميديا للبحوث.
ويضيف: "كانت قناة توصيل ضخمة بين متاجر تنزيل الموسيقى واكتشاف المستهلكين، لكن عندما جاء البث المباشر للموسيقى، بدأ الناس يكتشفون كامل الأعمال بأنفسهم في هذا المجال. وحاولوا مبادلة ذلك بنموذج إعلاني، لكن معظم الناس لا يختارون في الواقع التفاعل مع الإعلانات".
الآن، ستعمل عملية شراء شركة أبل للشركة في النهاية، على تخفيف الضغط على شركة شازام للعثور على نموذج تجاري دائم.
وقالت الشركة الأمريكية إن الشركة البريطانية وموظفيها البالغ عددهم 250 شخصاً، سيساعدون مبدئيا على تعزيز خدماتها المتعلقة ببث الموسيقى. وأضافت شركة أبل: "إن التطابق ما بين موسيقى شركتي أبل وشازام طبيعي، بحيث يتشاركان حبهما لاكتشاف الموسيقى، وتقديم الخبرات الموسيقية الرائعة لمستخدمينا".
نيناد ماروفاك، مؤسس شركة دي إن كابيتال، شركة رأس المال المغامر ومن أوائل المستثمرين في شركة شازام، يقول إن عملية البيع هي: "خاتمة منطقية لارتباط وثيق طال أمده بين الشركتين".
توسعت شازام منذ ذلك الحين لتصبح واحدة من أكثر شركات التكنولوجيا نجاحا في المملكة المتحدة فيما يتعلق بالوصول العالمي. ليس هنالك الكثير من التطبيقات البريطانية التي تحظى بمثل هذا المستوى من التغطية، ولا الاعتراف العالمي بالعلامة التجارية الذي حظيت به شازام.
بالنسبة لشركة أبل، قد تكون شركة شازام مصدرا مفيدا للبيانات التاريخية المتعلقة بعادات الإصغاء - الوصفة السرية لصناعة البث الموسيقي المباشر.
وفي الوقت الذي تزداد فيه المنافسة، سارعت المنصات المنافسة لتحسين المعلومات المتوافرة لديها، حول الأذواق الموسيقية والفهم الأفضل لما يمكن أن يرغب المستهلك في سماعه.
في عام 2014، اشترت شركة سبوتيفاي لخدمات البث المباشر السويدية، شركة إيكو نست، أو ما يسمى بـ"شركة الذكاء الموسيقي" تحقيقا لهذا الغرض.
إضافة إلى التعرف على الأغاني، فإن النطاق الضخم لشركة شازام يعني أنه يمكن استخدامها أيضا من قبل صناعة الموسيقى، للتعرف على الفنانين المبتدئين في وقت مبكر من حياتهم المهنية، وحتى التنبؤ بعدد الزيارات إلى الموقع. يمكن إدراج نفس التقنيات في الموسيقى الموجودة على أجهزة أبل.
يقول موليجان: "حاولت شركة شازام أن تضع نفسها في موقع من يصنع الأذواق، من خلال مخططاتها التي أصبحت "مؤشرات رائجة" بالنسبة لمحطات الإذاعة وشركات البث. شراء شركة شازام هي جواب شركة أبل على مشروع إيكو نست من سبوتيفاي".
قد يتبين أيضا أن الجهود المبكرة التي بذلتها شركة شازام لسد الفجوة بين التكنولوجيا وصناعات الإنتاج الفني مفيدة بالنسبة لشركة أبل، في الوقت الذي تتقدم فيه بشكل أعمق داخل هوليوود، على سبيل المثال، من خلال التعاقد على إنتاج برامج التلفزيونية أصلية.
تم تأسيس شركة شازام في لندن من قبل مجموعة من أصحاب المشاريع من كل أنحاء أوروبا، والولايات المتحدة وآسيا، الذين اجتمعوا بعد الدراسة في وادي السيليكون.
وقد اختاروا المملكة المتحدة لتكون قاعدة الأعمال في عام 2000 بسبب المزج بين ما كان يعتبر آنذاك صناعة الهاتف الجوال الرائدة في العالم، وقربها من شركات الإنتاج الفني الرائدة والفنانين.
اقرأ أيضًا:
آبل تستعد للاستحواذ على تطبيق شازام مقابل 400 مليون دولار
تعرف على نظام التشغيل الجديد "IOS 11" القادم من آبل
آبل تتلقى ضربة بسبب آيفون 8... ماهي؟