سيف المدفع: نسعى لتحقيق نمو في قطاع المعارض 20%

تاريخ النشر: 02 مارس 2015 - 01:01 GMT
البوابة
البوابة

يعد “مركز إكسبو الشارقة” من أقدم مراكز المعارض في دولة الإمارات، ويعزز دوره كواجهة للشارقة خاصة ودولة الإمارات عامة، لتنظيم المعارض والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية بما لديه من إمكانات تقنية وساحات عرض وإدارات وأقسام متخصصة في التنظيم والتسويق والترويج على مستوى عال.

وينظم المركز معارض نوعية لها دور بارز في خدمة الاقتصاد الوطني وجلب أحدث الصناعات وأدوات الإنتاج في العالم في كافة القطاعات إلى الدولة، ما يوفر الفرص للتجار والشركات والمصانع والهيئات للإطلاع على ما يدور في العالم عن طريق تجمع واجتماع المصنعين والمنتجين والوكلاء والموردين تحت سقف واحد.

ومن إستراتيجية المركز، لفت نظر المستثمرين وتعريفهم بالمناخ الاستثماري في دولة الإمارات عامة والشارقة خاصة، والقوانين والتشريعات القائمة والمحفزة للاستثمارات والتي تتوافق مع المعايير العالمية في أرقى بلدان العالم.

وكان لـ”الاقتصادي الإمارات” حديث مع الرئيس التنفيذي لمركز “إكسبو الشارقة” سيف محمد المدفع، حول الدور الذي يلعبه المركز في جذب الاستثمارات للإمارة،وإليكم نص الحديث:

ما هي ميزة مركز “إكسبو الشارقة” عن غيره من مراكز المعارض والمؤتمرات في الإمارات؟ وما هي المكانة التي يتبوأها في منطقة الخليج؟

تمتاز الشارقة بموقعها الاستراتيجي الهام بين قارات ثلاث، وهي الإمارة الوحيدة التي تمتلك موانئ على الخليج العربي والساحل الشرقي للدولة، وعليه، يُعد مركز “إكسبو الشارقة” ملتقى رجال الأعمال والعلاقات التجارية الرابحة، وحلقة الوصل بين كافة دول الشرق الأوسط ودول شرق ووسط آسيا، ويَسعى من خلال استضافة المعارض إلى إنعاش القطاعات الاقتصادية والاجتماعية للإمارة، إضافةً إلى الخدمات الثقافية والترفيهية والمجتمعية التي تخدم البيئة والمجتمع.

هل تركّزون على المعارض المحلية أم العالمية، ولماذا؟

يُحقق تعدّد المعارض وتنوعها الهدف الذي وجّه به عضو “المجلس الأعلى” حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، المتمثل بالعمل على إنعاش القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما يعود بالفائدة على الجميع.

وفي الآونة الحالية، ينصب جلّ تركيزنا على قطاع المعارض العالمية، ثم تأتي نظيرتها المحلية في المرتبة الثانية، وذلك لأنّ الشارقة باتت قُبلة المؤسسات والشركات العالمية التي تتجه أنظارها إلى الإمارة لإقامة مراكز انطلاق لها نحو الأسواق المجاورة.

ما هي القطاعات التي يهتم “إكسبو الشارقة” باستقدامها؟ وما نوع الاستثمارات التي تتطلعون لدخولها الإمارة؟

تتميّز إمارة الشارقة بمكانتها الصناعية، لذا يرمي “إكسبو الشارقة” إلى استقطاب القطاعات الصناعية والتجارية، هذا وتسعى إدارة المركز إلى توفير كلّ التيسيرات والتسهيلات للمستثمرين وتشجيع أصحابها على ضخّ استثماراتهم في الإمارة سواءً من داخل الدولة أم خارجها، وتحديداً في قطاعات الأغذية، الحديد والصلب، المجوهرات والذهب، البلاستيك والصناعات التحويلية.

المؤتمرات عاملُ جذبٍ مهم كذلك، هل تسعون لجذب منظميّ المؤتمرات إلى الشارقة؟ وما الميزات التي يمنحها المركز للمستثمرين؟

بالطبع يسعى المركز دائماً إلى تنظيم المؤتمرات كونها أكثر جدوى اقتصادياً من المعارض، خاصةً وإنّ المؤتمرات التخصصية تلعب دوراً كبيراً في تنمية الاقتصاد والسياحة، لذا تنصب في أولى اهتماماتنا ضمن المركز.

وخلال العام الماضي (2014) استضاف “إكسبو الشارقة” مؤتمرات كبيرة من الخارج بالتعاون مع  شركات أخرى، ومن أبرزها “مؤتمر بلاستكون” المُختص في قطاع البلاستيك والكيماويات وأيضاً “مؤتمر حلال الشرق الأوسط”.

هذا وتُعد الشارقة عامل جذب هام للمستثمرين، كون الإمارة تتمتّع ببيئة اقتصادية مزدهرة، بفضل الحوافز الإيجابية التّي توفرها الحكومة لدعم المشاريع الحيوية وتشجيع رجال الأعمال على الاستثمار، إذ تعتمد الجهات المسؤولة في الإمارة سياسة تحفيّز القطاع الخاص من خلال الترحيب بالاستثمارات الأجنبية في مجالات الصناعة والتجارة وقطاع الخدمات، بينما تسهم البنى التحتية المتطورة في توفير البيئة الملائمة للأعمال التجارية المختلفة.

تلعب المعارض دوراً هاماً في تعزيز القطاع السياحي، فإلى أيّ مدى أسهم “مركز إكسبو الشارقة” في تعزيز نمو نسب إشغال فنادق الإمارة؟

إنّ التعاون والتنسيق المتواصل بين الفنادق و”هيئة الإنماء السياحي والتجاري” في الشارقة، والمشاركة المكثفة في النشاطات السياحية والمعارض المُقامة داخل الإمارات وخارجها، أسهم بشكلٍ فعّال في الزيادة اللافتة بإعداد السياح ونزلاء فنادق الإمارة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإنّ “معرض الشارقة الدولي للكتاب” يساهم كلّ عام في زيادة نسب الإشغال بالفنادق.

إلى أيّ مدى أسهم “المعرض الوطني للتوظيف” في تحقيق أهداف التوطين التي تتبعها الإمارات؟

حظي المعرض خلال دورته الأخيرة باهتمام جهات العمل الحكومية والخاصة المختلفة، باعتباره حدث التوظيف الأهم في مجال تأهيل القوى البشرية المواطنة في الإمارات بشكل عام، وعليه، شهدت الدورة السادسة عشرة من “المعرض الوطني للتوظيف” مشاركة أكثر من 100 مصرف ومؤسسة وجهة، مثّلت المصارف والبنوك والوزارات والدوائر الحكومية والشركات الاستثمارية والمؤسسات الخاصة إضافةً إلى القوات المسلحة، كما طرح المشاركون أكثر من 3 آلاف فرصة عمل عرضتها جهات حكومية ومؤسسات، كون معرض التوظيف اكتسب المصداقية على مدار 16 عاماً كاملة.

اعتمدت “إيسيسكو” مؤخراً الشارقة عاصمةً للثقافة الإسلامية، هل هناك اتجاه لتنظيم معارض ومؤتمرات تنسجم مع هذا الانجاز باستثناء معرض الكتاب؟

نعم، ومن المقرر أن يستضيف مركز “إكسبو الشارقة” عدداً من المعارض والفعاليات المهمة التي تحظى بمشاركة محلية وإقليمية وعالمية واسعة خلال العام الجاري.

هل لديكم الكوادر اللازمة للنمو؟ وما هي الإجراءات التي تقومون بها لتعزيز العنصر المواطن في المركز؟

نعم، يتمتّع “مركز إكسبو الشارقة” بكوادرٍ محترفة في مجال تنظيم المعارض والمؤتمرات على الصعيد المحلي والعالمي، إذ يوجد لدينا أكثر من مائة موظف عالمياً يعملون جنباً إلى جنب في رفعة معارض الشارقة وتطوّرها.

ونعمل حالياً على اجتذاب المواطنين والمواطنات من مختلف التخصّصات وفق حاجة المركز، وقمنا في الآونة الأخيرة بتوظيف عدد من المواطنين في أقسام مختلفة وعلى مستوى مديري الأقسام، وتم أيضاً توظيف بعض المواطنين في مركز الاتصال وفي قسم المبيعات، ونقوم كذلك بالاستفادة من المواطنين الذين يتمتعون بخبرات جيدة ضمن تخصّصات محددة.

أصبح تنظيم المعارض والمؤتمرات صناعة بحدّ ذاتها، فما هي حصة ” إكسبو الشارقة” من المعارض التي تُقام على مستوى المنطقة؟ وهل من تأثير لانخفاض أسعار النفط؟

يؤكد “إكسبو الشارقة” مكانته على خارطة المعارض الإقليمية والعالمية، وشهد العام الماضي نمواً في عدد المعارض المُقامة في المركز بشكلٍ كبير وزادت معها المساحات المحجوزة والمخصّصة للعرض بنسبة 45%، ما ينعكس بشكلٍ واضح على القطاع السياحي ونتج عنه ارتفاع نسبة الإشغال في الفنادق والشقق المفروشة نتيجة توافد العارضين المشاركين والزوار في المعارض، وسنحرص خلال هذا العام على الإبقاء على معدل النمو ضمن حدود 20%، مع التركيز على تطوير خدماتنا التي نقدّمها للعملاء والعارضين.

وبالنسبة لانخفاض أسعار النفط، فسيكون مؤقتاً وكذلك أسعار الأسهم، وأنا استبعد أن يكون هناك تأثراً كبيراً لانخفاض أسعار النفط على قطاع المعارض، في ضوء استمرار الإنفاق الحكومي، بدعم من الفائض من الإيرادات النفطية طيلة الأعوام الماضية.

ما الذي أضافه فوز الإمارات عن طريق دبي في استضافة المعرض الدولي “إكسبو 2020″؟

إنّ فوز الإمارات بتنظيم “إكسبو 2020″ يُعد شهادة على قدرة قطاع المعارض والمؤتمرات في الدولة وتميزه، والذي أهله عبر إمارة دبي في تنظيم هذا الحدث، الذي يفرض علينا جميعاً الاستعداد له من الآن، ونحن متأكدون من أنّ دورته في دبي ستكون شهادة جديدة للإمارات على تميز التنظيم والإبداع.

كيف تقيّمون الأداء في 2014 ؟ وما أهم الإنجازات المحققة؟

حقق “مركز إكسبو” وبدعم وتوجيهات عضو “المجلس الأعلى” حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، نمواً كبيراً في المعارض خلال 2014، إذ شهد العام الماضي تطوّراً نوعياً كبيراً في أداء المعارض واستقطابها لعدد أكبر من الزوار والتجار مقارنة مع الأعوام الماضية، كما حقق زيادة ملحوظة في المساحات المحجوزة في أغلب المعارض، وكذلك زيادة في عدد المشاركين فيها، ومن أهم الإنجازات المحققة، أن يأتي “معرض الشارقة الدولي للكتاب” رابع أكبر معرض في العالم.

كم عدد المعارض التي يزمع تنظيمها العام الجاري؟ وما أهم المعارض الجديدة التي تقام للمرة الأولى هذا العام؟

بالنسبة لخطة معارضنا لهذا العام، فإننا نسعى أيضاً لجعل معارضنا منافسة عالمياً وليس محلياً، مثل معرض المجوهرات والحديد والبلاستيك والتي سنركّز عليها بشكلٍ مباشر خلال 2015، ومن المقرر أن يستضيف “إكسبو الشارقة” أكثر من 20 معرضا محلياً و إقليمياً وعالمياً متخصصاً في مختلف القطاعات.

ومن أبرز المعارض التي يستضيفها المركز، معارض “الشارقة الدولي للكتاب”، “الساعات والمجوهرات” الذي يُقام مرتين في العام خلال مارس وأكتوبر ويصل عدد العارضين فيه إلى 450 عارضا في كل دورة، إضافة إلى “معرض الحديد و الصلب” الذي يشهد مشاركة أكثر من 250 جهة نصفهم من خارج الدولة.

ومن المعارض المحلية التي ينظمها “إكسبو الشارقة معرض التوظيف الذي يُقام بالتعاون مع “معهد التدريب المصرفي” والذي يستقطب الكثير من أبنائنا المواطنين الباحثين عن وظائف خاصة في المؤسسات المالية.

كشفتم مؤخراً عن زيادة عدد المباني المحيطة بـ”إكسبو الشارقة”، ما أبرز الإجراءات المتخذة؟

سيتمّ تطوير عدد من المباني المحيطة بالمركز، إذ سيجري إضافة عدد كبير من مواقف السيارات لاستيعاب الزيادة الكبيرة في عدد الزائرين والعارضين، وإنشاء مسجد في المساحة الخارجية بجوار “المركز التجاري الهندي” يستوعب 300 مصلّ، وعددٍ من المخازن الجديدة وتطوير وتحديث “منطقة الممشى الوسطى” في المعرض، من خلال تشييد سوق دائم للمنتجات يكون مفتوحاً لمدة 24 ساعة، إلى جانب إنشاء فندق جديد يتكوّن من 215 غرفة سيتمّ افتتاحه خلال 2017، وسيكون موقعه بجانب “المركز التجاري الأميركي”.

ما أهم النشاطات التي يتمّ تنظيمها في “إكسبو الشارقة” لمواكبةُ أحدث التطورات التكنولوجية؟

يجرى العمل حالياً على متابعة تنفيذ الحملات الإعلامية والترويجية التي انطلقت داخل الدولة وخارجها للتعرّيف بخدمات وأنشطة المركز، وإصدار سلسلة من المطبوعات والنشرات بعدّة لغات أجنبية، وإجراء محادثات مع الوفود الزائرة بغرض تعزيز التعاون في مجالات تنظيم وإقامة المعارض والملتقيات.

وفي وقتٍ سابق، أصدر “إكسبو الشارقة” تطبيقات جديدة للمركز تُنفذ على نظامي “أندرويد” و”آبل” من أجل الوصول الأسرع والأسهل إلى أيّ معلومات حول المركز من خلال الأجهزة الذكية ومعرفة كلّ ما يستجد في المعارض التي تُقام في المركز، إضافةً إلى إصدار مجلة تصدّر أربعة أعداد سنوياً لعرض انجازات مركز “إكسبو” وأهم النشاطات التي يتمّ تنظيمها.