وقعت سلطنة عُمان بوزارة النفط والغاز على اتفاقية امتياز نفطية جديدة مع شركة (سينوبك) الصينية وذلك للتنقيب عن النفط والغاز وانتاجهما في المنطقتين 36 و38 الواقعتان في جنوب البلاد. وقع الاتفاقية نيابة عن حكومة السلطنة الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز فيما وقعها نيابة عن الشركة موشيلنج نائب رئيس شركة سينوبك. وتنص الاتفاقية على التزام شركة (سينوبك) خلال الفترة الاستكشافية الاولى والتي مدتها 3 سنوات بعمل دراسات جيولوجية وجيوفيزيائية بالاضافة الى اجراء مسح زلزالي وحفر بئر استكشافية واحدة.
وتبلغ الالتزامات المالية للشركة لتنفيذ البرنامج الاستكشافي حوالي 22 مليون دولار اضافة الى أنه يمكن للشركة ان تمدد فترة الاستكشاف لفترة اضافية اخرى للقيام باجراء مسح زلزالي ثلاثي الابعاد وحفر 3 ابار استكشافية حيث من المتوقع في هذه الحالة ان يتم انفاق اكثر من 29 مليون دولار. الجدير بالذكر ان حكومة السلطنة لا تتحمل أية مجازفة استثمارية خلال فترات الاستكشاف. وفي هذا السياق قال ناصر بن خميس الجشمي وكيل وزارة النفط والغاز خلال تصريحه للصحفيين :" ان الاتفاقية مهمة جدا بالنسبة للسلطنة، مشيرا الى المنطقة 36 و38 مساحتها كبيرة تتجاوز 35 الف كيلومتر مربع وان شركة (سينوبك) شركة صينية كبيرة ومملوكة للحكومة الصينية بالكامل ولها عمليات تنقيب عن النفط والغاز في مناطق كثيرة من العالم والدول المجاورة ولها الكثير من قصص النجاح التي نتمنى ان تتكرر في السلطنة".
وأضاف ، وكما ذكرت صحيفة عُمان ديلي:" نأمل ان تكلل دراساتهم وعملياتهم في السلطنة بالنجاح وتسفر عن اكتشاف كميات كبيرة من المصادر الهيدروكربونية"، مشيرا الى انه في السابق قامت بعض الشركات بالتنقيب في هاتين المنطقتين وتم حفر نحو ستة آبار من عام 1959 حتى الان لكن هناك دائما تطور تقنيات الاستكشاف والانتاج والتجربة الصينية تنتج عن نتائج ايجابية في هذه المجالات". واشار وكيل وزارة النفط والغاز الى أن هناك خطة لدى الوزارة نحو اعادة انتاج السلطنة من النفط الى سابق عهده.. مؤكدا أن الخطة تمضي وفق المخطط له.
من جانبه اعرب الشيخ عبدالله بن زاهر الحوسني سفير السلطنة المعتمد لدى الصين عن سعادته لتوقيع هذه الاتفاقية مؤكدا ان الشركات الصينية دخلت في السنوات الاخيرة الى اسواق السلطنة وبقوة. وقال في تصريح للصحفيين :" ان دخول شركات عالمية الى السلطنة ومنها الشركات الصينية هو دليل قاطع على ان السلطنة هى منطقة استقرار وبلد ينعم بالرخاء والازدهار لهذا فان الشركات العالمية اصبحت تتسابق في الدخول الى اسواق السلطنة، موضحا أن النجاح الذي حققته شركة (سي أن بي سي) هو الذي دفع شركة (سينوبك) بان تتخذ هذه الخطوة الكبيرة".
واضاف :" ان الارقام تتضاعف يوما بعد يوم بالنسبة لدخول المستثمرين الصينيين الى السلطنة وكل هذا دليل على الثقة في السوق العماني، مبينا انه خلال فترة قصيرة تم تحقيق استثمارات تقدر بنحو 800 مليون دولار من الجانب الصيني". واشار السفير الى ان السلطنة اصبحت الان تحتل المرتبة الاولى في استقطاب الاستثمار الصيني حيث هناك شركات في مجال الطاقة والخدمات مثل رصف الطرق وهناك شركات صينية تصل الى 31 شركة تستثمر في السلطنة.وذكر ان هناك ثلاث شركات صينية اخرى في مجال النفط والغاز والبتروكيماويات في طريقها للاستثمار في السلطنة، معربا عن أمله في ان تصل استثماراتها الى نحو 600 مليون دولار.
ومن ناحيته قال موشيلنج نائب رئيس سينوبك الصينية :" نحن سعداء بالتوقيع على هذا الاتفاقية مع حكومة السلطنة والذي يعتبر اول عقد لسينوبك مع سلطنة عمان الصديقة"، مشيرا الى ان بعد الدراسة بين الطرفين الشركة تثق في مستقبل صناعة النفط في السلطنة. واضاف موشلينج :" نتوقع للمنطقتين 36 و 38 اللتين سيتم التنقيب بهما بعد الجهود المشركة ما بين سينوبك والخبراء من السلطنة بان تأتي بنتيجة جيدة في المستقبل ونحن كشركة سينوبك نركز ونسخر كل الموارد البشرية والتكنولوجية للشركة في هذا المجال من اجل الوصول وتحقيق نتيجة جيدة مشيرا الى ان هناك تاريخا طويلا للتعاون ما بين السلطنة وشركة سينوبك في مجال النفط والغاز ويعتبر هذا العقد اول خطة للتعاون ما بين الجانبين في المستقبل لتعزيزه ونحن على ثقة بان الانتاج وصناعة النفط العمانية ستتقدم تقدما كبيرا في المستقبل ونحن نسعى بجهودنا للمساهمة في هذا الانتاج مستقبلا". وتوقع موشيلنج ان تصل استثمارات الشركة خلال السنوات القادمة الى نحو 500 مليون دولار اميركي. ( البوابة)