أعلنت شركة "أوكتال القابضة" التي تتخذ من سلطنة عمان مقراً لها، أنها تخطط إلى الاستحواذ على حصة قدرها 20% من السوق العالمية لمادة التغليف البلاستيكية "البوليثيلين تيريفتالات غير المتبلور" (APET)، التي تشهد رواجاً متنامياً، الأمر الذي سيوفر مئات فرص العمل الداعمة للاقتصاد الوطني. يأتي ذلك في الوقت الذي وصلت فيه المبيعات العالمية من هذه المادة إلى نحو 2.25 مليار دولار أمريكي في عام 2006، وكان معظمها في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
وكانت "أوكتال" قد باشرت عملياتها في "المنطقة الحرة بصلالة" في ديسمبر 2006، واستثمرت ما يزيد على 300 مليون دولار في أحدث تقنيات وخطوط الإنتاج المتطورة. وتخطط الشركة إلى أن تصبح أكبر منتج في العالم لألواح التغليف المصنوعة من مادة (APET)، وأكبر منتج في الشرق الأوسط لمواد البوليثيلين تيريفتالات الراتنجية (PET resins).
وبهذه المناسبة، قال نيكولاس بركات، العضو المنتدب لـ "أوكتال القابضة"، وهي شركة مساهمة مغلقة: "تتطلع ’أوكتال‘ إلى رفع مبيعاتها السنوية لتصل إلى 500 مليون دولار بحلول منتصف عام 2008. وتتمتع الشركة بكافة المقومات التي تمّكنها من التوسع عند الضرورة، بفضل قاعدتها القوية من المساهمين".
ويذكر أن الشركة الأم لـ "أوكتال" هما "كيملينك كابيتال المحدودة" و"باوند كابيتال المحدودة" اللتان تتخذان من الولايات المتحدة مقرا لهما، والمتخصصتان في المنتجات البتروكيماوية، قد قدمتا التمويل الأولي للمشروع، إلى جانب مستثمرين في قطاعي المؤسسات والأفراد في سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، والكويت، في الوقت الذي يتولى "بنك مسقط" تقديم الاستشارات المالية للمشروع.
وأضاف بركات: "أهم ما في هذا المشروع الطموح هو أنه ينطلق من سلطنة عمان، فنحن شركة محلية يشكل المواطنون العمانيون فيها أكثر من ثلث فريق العمل الذي يتكون من 75 موظفاً. لقد أسسنا شركة تصدير عالمية من شأنها أن تنافس أقوى الشركات في هذا القطاع، وتلعب دوراً حيوياً في دعم عجلة النمو الاقتصادي العماني".
ويأتي تطوير شركة لإنتاج مواد التغليف في السلطنة التي تسعى لأن تكون واحدة من أسرع الشركات نمواً في هذا القطاع على مستوى العالم، بهدف تلبية الطلب العالمي المتزايد على مواد تغليف الأغذية، والبلاستيك الشفاف الصلب الخاص بالمنتجات الاستهلاكية والتجارية. وتمتلك المنتجات المصنوعة من مادة (APET) العديد من المواصفات الضرورية مثل الصفاء، واللمعان، والصلابة، وقابلية التدوير، الأمر الذي يجعلها مثالية للاستخدام في تغليف المنتجات التي تحتاج إلى الحماية على رفوف المتاجر، مع منحها مظهراً يولد انطباعاً إيجابياً لدى المستهلك.
وكانت "أوكتال" قد دخلت السوق بطاقة إنتاجية قدرها 20 ألف طن متري، وتم رفعها بمقدار 10 آلاف طن متري سنوياً ابتداءً من الشهر الحالي. وسيتم إنشاء مجمع مماثل لإنتاج مواد بوليثيلين تيريفتالات الراتنجية (PET resins) وألواح (APET)، مما سيدعم الطاقة الإنتاجية من هذه الألواح بـ 300 ألف طن متري اعتباراً من أبريل 2008.
ومع إتمام تلك المرحلة، ستكون "أوكتال" أكبر من أقرب منافسيها في إنتاج ألواح (APET) بواقع خمسة أضعاف وأكبر منتج لمواد البوليثيلين تيريفتالات الراتنجية في منطقة الشرق الأوسط، بواقع 20% من إجمالي الإنتاج العالمي.
وتبلغ المساحة المبنية لمنشأة "أوكتال"، وهي أول مصنع يتم تشييده في "المنطقة الحرة بصلالة"، 4 آلاف متر مربع. وستزداد هذه المساحة لتصبح 135 ألف متر مربع مع اكتمال بناء المجمع المتكامل لإنتاج مواد بوليثيلين تيريفتالات الراتنجية وألواح (APET) في العام المقبل. وتبلغ المساحة الإجمالية لمنشأة "أوكتال" في المنطقة الحرة 500 ألف متر مربع في موقع استراتيجي على مسافة لا تتجاوز كيلومتراً واحداً عن ميناء صلالة.
من جهته، قال محمد حسن الذيب، نائب الرئيس التنفيذي لمنطقة صلالة الحرة: "تعد أوكتال القابضة أول مستثمر يقيم منشأة تصنيع في منطقة صلالة الحرة، فضلاً عن أنها تعتزم استثمار رأسمال كبير في تطوير مرافق الإنتاج التابعة لها. وتتجلى إحدى الجوانب المهمة لهذه الخطوة في أنها ستعزز حجم الصادرات غير النفطية من سلطنة عمان بشكل كبير، ناهيك عن تنشيط الحركة في ميناء صلالة".
وأضاف الذيب: "من المتوقع أن يوفر هذا المشروع الكثير من فرص العمل المباشرة أو غير المباشرة، علاوة على أن العديد من الشركات العمانية ستستفيد من العطاءات التي سيطرحها المشروع، وكذلك الأمر بالنسبة لمزودي الخدمات الداعمة وشركات إنتاج المواد ذات الصلة".
ولدى أوكتال حالياً 40 عميلاً، معظمهم في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا الغربية، وتسعى إلى توسيع قاعدة عملائها لتشمل آسيا والشرق الأقصى. ولا شك في أن الموقع المتميز التي تحتله "أوكتال" بالقرب ميناء صلالة، يتسم بأهمية كبيرة في السوق، حيث يتيح لها توصيل منتجاتها إلى معظم موانئ العالم في غضون 12 - 18 يوماً.
وتشير التقارير الحكومية، إلى أن قيمة صادرات سلطنة عمان غير النفطية إلى الولايات المتحدة بلغت 15.6 مليون ريال عماني عام 2006. وبعد أن تم توقيع اتفاقية التجارة الحرة مؤخراً، تخطط أوكتال إلى زيادة حجم هذه الصادرات بمعدل خمسة أضعاف بنهاية عام 2008، وستكون حصة الولايات المتحدة مما تنتجه الشركة، النصف تقريباً.
وتمكنت "أوكتال" من الوصول إلى هذا المستوى من الإنتاج من خلال نجاحها في تطبيق أفضل الممارسات في مجال إنتاج المواد البتروكيماوية، والاستفادة من تجارب قطاع الورق والصناعات التحويلية، والخبرة العملية الطويلة التي يتمتع بها نيكولاس بركات، العضو المنتدب لشركة أوكتال، في هذا المجال.
وأضاف بركات: "باستطاعة ’أوكتال‘ تقديم منتجات وفق أحدث المعايير التي تلبي احتياجات عملائها على اختلافها، الأمر الذي سيوفر عليهم الكثير من التكاليف. فعندما تكون نسبة التباين في السماكة أقل من 1%، يستطيع المصنعون احتساب بدقة كبيرة، حجم المواد التي يمكن تغليفها بكل طن متري من مادة APET، وهذا بدوره سيعزز سهولة التخزين وحجم الشحنات".
وتابع بركات قائلاً: "تم تصميم مجمع التصنيع بحيث يسهم في معالجة مسألة التكلفة والارتقاء بمستوى الجودة في القطاع، وبالتالي تعزيز نمو سوق منتجات APET. وتعد أوكتال أول منشأة تصنيع تمتلك خط إنتاج متكامل يشمل جميع المراحل ابتداء من مرحلة تطوير المواد الراتنجية وانتهاء بإنتاج الصفائح، وهي أيضاً أول شركة تبني قاعدة لها في سلطنة عمان، لتنافس بها على المستوى العالمي".
وتتولى شركة "فلور كوربوريشن"، أكبر شركة مساهمة عامة في العالم لخدمات الهندسة والتوريد والإنشاءات والصيانة، مهمة المستشار التقني ومدير المشروع لشركة "أوكتال".
وقال ماغ فؤاد، نائب رئيس قسم تقنيات المعالجة في شركة فلور: "نعمل مع شركة أوكتال منذ إنطلاقها، وسوف لن ندخر جهداً في توفير الاستشارات التقنية لها وإدارة المشروع حتى انطلاق أعمال كافة المنشآت التابعة له".
© 2007 تقرير مينا(www.menareport.com)