رجال الأعمال العرب يفضلون مرشح اليمين الإسرائيلي نتانياهو

تاريخ النشر: 25 أغسطس 2008 - 09:12 GMT

ازداد الحديث مؤخرا داخل الكيان الصهيوني عن إمكانية عقد انتخابات مبكرة عقب ظهور أزمات سياسية داخلية متكررة. وتشير التكهنات إلى انحصار الصراع على منصب رئاسة الحكومة بين مرشح اليمين، زعيم حزب الليكود، ورئيس الحكومة السابق بنيامين نتانياهو وبين وزيرة الخارجية الحالية ومرشحة حزب الوسط "كاديما" السيدة تسيبي ليفني.

والمفاجئ في الأمر، أن استطلاع للرأي شمل شخصيات اقتصادية وسياسية ورجال أعمال في المنطقة العربية كان قد كشف أن العرب يفضلون المرشح اليميني نتانياهو. ويرجع رجال الأعمال العرب اختيارهم هذا إلى أن نتانياهو قد يجلب الاستقرار وفرصة للسلام في حين أن ليفني الغير مجربة سياسيا قد تجلب عدم الاستقرار والأزمات.

وفي إشارة إلى الفروق بين المرشحين، قال خبير اقتصادي مصري" يعتبر نتانياهو سياسي مخضرم قادر على تشكيل حكومة مستقرة في إسرائيل، واستقرار في إسرائيل يعني استقرار في المنطقة بأكملها وهذا الأمر في غاية الأهمية في الوقت الراهن. وأضاف الخبير "أن السنوات القليلة القادمة حاسمة جدا للعديد من الدول العربية التي تسعى إلى تطوير اقتصادياتها وعدم استقرار الدولة العبرية قد يحول دون ذلك. فالنمو الاقتصادي يتربع على قمة أجندة نتانياهو، لذلك فهو بحاجة ماسة للهدوء والاستقرار على الأقل مثل أي زعيم آخر.

وبعكس نتانياهو، فإن مرشحة حزب الوسط "كاديما" السيدة ليفني لا تملك أجندة واضحة في هذه المرحلة. فبالرغم من أن مواقف السيدة ليفني تبدو أقل صقرية من مواقف نتانياهو، إلا أنه هناك شعور سائد بأنها ستزيد من حدة الصراع العربي الإسرائيلي. ومن المستبعد أن تحظى وزيرة الخارجية بقاعدة شعبية قوية داخل إسرائيل، إضافة إلى عدم خبرتها في الشؤون الأمنية والخارجية، فأن كل هذا يعني أن طريقة معالجتها للأمور ستكون بمثابة صب الزيت على النار. وبالإضافة إلى ما تقدم، فأن زعيم ضعيف يعني منح فرصة لجماعات مثل حزب الله وحماس لتجاهله مما سيزيد الأزمات تعقيدا.

والعجيب في الأمر أيضا، أن رغبة العرب المعتدلين في نجاح نتانياهو تعتمد على حلول فرص أكبر للسلام. فصرح المثقف المصري أنه "عندما ننظر إلى تسلسل الأحداث في الماضي، فان الزعماء الإسرائيليين الوحيدين الذين توصلوا لتسويات مع العرب على الأرض كانوا من اليمين فعلا سبيل المثال مناحم بيغن أخلى سيناء واريئيل شارون انسحب من قطاع غزة. وفي كلتا الحالتين استخدم رئيسا الحكومة المذكورين جيشهم الخاص لإخلاء المستوطنين بالقوة. قد يكون رؤساء الحكومة من اليمين عنيدين ومتشددين لكنهم واقعيين وقادرين على فرض اتفاقيات سلام على شعبهم. وعودة إلى السيدة ليفني، فأنه ليس باستطاعة أي زعيم ضعيف سياسيا تمرير أي فكرة تسوية سواء مع الفلسطينيين أو سوريا.

وقد أعرب سكان بيروت، الجارة الشمالية لإسرائيل، أيضا عن مرشحهم المفضل لزعامة الحكومة الإسرائيلية. فأغلبية جالية الأعمال في لبنان تفضل مرشح المعارضة نتانياهو. وفسر احد الوسطاء العاملين في بورصة بيروت ذلك بالقول:" عندما تشتم الذئاب حالة ضعف فإنها تهاجم، وقد شاهدنا هذه الهجمات وبغض النظر عن مدى نجاحها فإنها تكون مصحوبة بدمار إسرائيلي. وللأسف، في كل مرة يحدث ذلك، فان الاقتصاد اللبناني يدفع ثمن المغامرة غاليا. وأضاف الخبير المالي اللبناني قائلا "نحن نشق طريقنا مرة أخرى نحو النجاح بعد أن دمرتنا حرب صيف 2006، نحن الآن بحاجة لعدة سنوات من الهدوء وليس لتجدد القتال. وقال أن ليفني ضعيفة وغير مجربة وهذا يغري ذئابنا للمغامرة من جديد. أما نتانياهو فهو ليس ظريف ولكنه قوي ولذلك فهو يعطينا فرصة اكبر للهدوء. وقال صاحب حانوت في وسط بيروت تعج بالسياح السعوديين أن نتانياهو ليس فريسة سهلة مثل ليفني وهو معني بسلامة واستقرار لبنان.

أما شباب منطقة الضاحية المحسوبة على حزب الله فقالوا أن انتخاب ليفني سيمنحنا فرصة جديدة لتحقيق المزيد من الانتصارات مقابل الكيان الصهيوني على غرار نصر 2006 الجبار. من الجدير بالذكر، أن ليس جميع سكان الضاحية يؤيدون اتخاذ زمام المبادرة. فعلى سبيل المثال، قال احد السكان حتى لو لم تحرك المقاومة ساكنا فان انتخاب ليفني بحد ذاته سيضعف إسرائيل تلقائيا ويعجل من زوالها ولذلك علينا التحرك فقط عندما ترى قيادتنا أن ذلك مناسبا.

© 2008 تقرير مينا(www.menareport.com)