من المتوقع أن تحقق استراتيجيات التسويق المباشر في دولة الإمارات العربية المتحدة مبيعات متزايدة تصل ما نحوه 13 مليار دولار بنمو يزيد معدله عن ستة بالمائة سنوياً، وذلك وفقاً لتشارلز بريسكوت، نائب رئيس هيئة التسويق المباشر لتطوير الأعمال العالمية وللشؤون الحكومية. جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية التي ألقاها أمام مؤتمر التسويق المباشر 2006، الحدث الوحيد من نوعه في المنطقة والمتخصص بقطاع التسويق المباشر، التي افتتحت اليوم الأحد 25 يونيو في فندق دوست دبي وتستمر حتى الثلاثاء 27 من الشهر الجاري.
وقال بريسكوت في كلمته: "تبلغ قيمة السوق في الولايات المتحدة 1.85 تريليون دولار، وهو ما يزيد عن 10 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة. وتتسم الأسواق الكبيرة الأخرى في أوروبا واليابان بنسب مماثلة، وبالتالي لا يوجد سبب يجعل الإمارات بل المنطقة بأسرها تتخلف عن الكرب العالمي في هذا المجال."
وتأتي أرقام المبيعات الهائلة هذه رغم القدر الكبير من تشريعات "المنع" التي تهدف إلى حماية المستهلك. فعلى سبيل المثال، من غير القانوني في الولايات المتحدة إرسال رسائل نصية قصيرة تسويقية إلى الهواتف المتحركة، وفي معظم الأسواق الأوروبية ينبغي على شركات التسويق الحصول على إذن اختياري من المستهلك قبل أن ترسل إليه رسائل بالبريد الإلكتروني. إلا أن الوضع في الشرق الأوسط مختلف، فهناك افتقار إلى التشريعات الخاصة بالتسويق وهو ما يمكن أن يكون سيفاً ذا حدين. أما في البرازيل، فما يزال يُنظر إلى الرسائل النصية القصيرة التسويقية كابتكار يستحق التقدير، إلا أن الناس بدأوا يشعرون بالضجر نتيجة التدفق الكبير لتلك الرسائل، ما قد يؤدي إلى ردة فعل عكسية من قبل المستهلكين، وهو السيناريو الذي يمكن أن يحدث هنا في الشرق الأوسط."
"وفي غياب تشريعات تحمي المستهلك، فإن على شركات التسويق تكريم المستهلك؛ عليهم اتباع معايير أخلاقية مثل معايير الممارسات الأخلاقية الخاصة بغرفة التجارة الدولية، فمن الأفضل بكثير تنظيم القطاع من تلقاء نفسه بدل فرض التشريعات والقوانين الإلزامية عليه."
لكن التسويق المباشر سينمو مواكباً لنمو قطاع التسويق في المنطقة وسيتغلب على عدد من المشكلات التي تعيق نموه. ويعتبر الشرق الأوسط سوقاً صغيرة ما يزال الوصول إلى الإنترنت فيها أقل بكثير من المعدل العالمي، كما أن هناك فروقاً واسعة في توزيع الأجور وفي الديمغرافيات الفريدة ولا سيما بين الشباب. وتعتبر الإنترنت إحدى مناطق النمو الواعد التي يغيب عنها المسوقون في المنطقة حالياً.
وانتهى بريسكوت إلى القول: "في الولايات المتحدة وفرنسا تتم 65 من مبيعات الشركات للمستهلكين عبر الإنترنت، وفي الولايات المتحدة يتم ثلث مبيعات المنتجات الجديدة عبر الإنترنت. لذلك فإن على المنطقة أن تتبع النمط العالمي بطريقة أو بأخرى، والإمكانات قائمة لحدوث هذا الأمر."
وصرحت جيني بيشوب، مديرة مؤتمر التسويق المباشر 2006 قائلة: "يعلم العديد من المختصين في مجال التسويق أن نسبة إعلاناتهم التي تعمل بفاعلية هي 50 بالمائة فقط، لكن المشكلة أنهم لا يعلمون أية 50 بالمائة هي تلك التي تعمل. أما التسويق المباشر فهو قابل للقياس، لذا فإن تعقب عائدات الاستثمار أسهل إذا ما قورن بوسائل التسويق الأخرى. وأحب أن أشير هنا إلى أن العائد عن كل دولار يتمّ إنفاقه في هذا القطاع يصل إلى نحو 11 دولاراً."
واستقطب مؤتمر التسويق المباشر 2006 عدداً من أشهر الأسماء في هذا القطاع، مثل زيروكس العالمية Xerox، وICLP، ووندرمان Wunderman، وبروموسفن Promoseven، ونستله Nestle، وأوجلفي ون OgilvyOne.
وتنظم مؤتمر التسويق المباشر 2006 المؤسسة العالمية للأبحاث، ويدعمه كا من هيئة التسويق المباشر Direct Marketing Association، وتشارترد إنستتيوت أوف ماركتينغ Chartered Institute of Marketing، والاتحاد الأوروبي للتسويق المباشر والتفاعلي Federation of European Direct and Interactive Marketing.
© 2006 تقرير مينا(www.menareport.com)