أشار عدد من الخبراء اليوم إلى أن الطلب القوي من الصين والهند والاقتصادات الأسيوية الناشئة، ومن ضمنها الشرق الأوسط، يعد من العوامل الرئيسة التي ستشكل أسواق وأسعار النفط في العام 2010.
وجاءت هذه التأكيدات على لسان الخبراء المشاركين في حلقة حول سوق النفط والبتروكيماويات قام مركز دبي للسلع المتعددة بتنظيمها اليوم (17 مايو) بالاشتراك مع "بلاتس" وتومسون رويترز في "برج الماس" في منطقة "أبراج بحيرات جميرا" الحرة.
وقال مالكوم وول موريس، الرئيس التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة: "لقد عززت الثقة المتزايدة بالانتعاش الاقتصادي العالمي الآمال بارتفاع الطلب على النفط في مطلع العام 2010، لكن أزمة منطقة اليورو والدولار القوي تسببا باستمرار التقلبات في أسعار النفط. ولكننا نتوقع أن يكون نمو الطلب طويل الأمد في الصين والهند والاقتصادات الآسيوية الناشئة ومنطقة الشرق الأوسط من العوامل الرئيسية التي تحدد شكل أسواق النفط وأسعاره خلال هذا العام".
وشدد وول موريس في كلمة له بهذه المناسبة، على وجود عدة عناصر أثرت على أسعار النفط بما في ذلك المخزون الحالي الكبير للمنتجات النفطية والشحن الزائد وطاقة التكرير التي خلفها تراجع الطلب على النفط خلال عامي 2008و2009 ، وكذلك الأهمية المتزايدة للصين والهند كدول مصدرة للمنتجات النفطية.
وخلال كلمته، سلط السيد وول موريس الضوء على أهمية دبي كمركز تجاري رئيسي في دول مجلس التعاون الخليجي النفطية. وأضاف إن النمو السريع في المشاريع التحويلية لمصافي النفط وخلط وتحسين المنتجات سيستمر في تعزيز دور منطقة جبل علي وإمارة الفجيرة كمراكز رئيسية في مجال تجارة وتخزين النفط.
واستعرض وول موريس أمام المشاركين الأهمية المتزايدة لـ"برج الماس" الواقع ضمن مجتمع منطقة "أبراج بحيرات جميرا " الحرة حيث أقيم الحدث.
وقال في هذا الإطار: "لقد بدأت جهود مركز دبي للسلع المتعددة في تأسيس منطقة "ابراج بحيرات جميرا" الحرة كمركز أساسي لتجارة السلع بما فيها شركات الطاقة، تؤتي ثمارها، إذ انها تضم حاليا أكثر من 200 شركة عاملة في مجال الطاقة من إجمالي 2250 شركة وما يزيد على 10,000 قاطن".
وأشار الرئيس التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة إلى أن المركز قام هذا العام بتسجيل 60 شركة جديدة كمعدل وسطي شهري في منطقة "ابراج بحيرات جميرا" بنسبة زيادة فاقت 40 % خلال النصف الأول من العام مقارنة بالفترة نفسها من العام 2009.
ومن ضمن الشركات الرئيسية المسجلة في منطقة "أبراج بحيرات جميرا"، شركة "لوكويل"، واحدة من أكبر شركات النفط الروسية، إضافة إلى "سوكار" شركة النفط الوطنية الأذربيجانية، و "بي تي تي" شركة النفط الوطنية التايلاندية، و"ريلاينس" احدى اكبر مصافي النفط الهندية المستقلة، إضافة إلى شركة" توباز".
وإلى جانب توفير البنية التحتية المادية التي تدعم أنشطة شركات الطاقة، لقد كان مركز دبي للسلع المتعددة القوة الدافعة وراء إنشاء بورصة دبي للذهب والسلع التي تعد اكبر سوق لمشتقات السلع والعملات في المنطقة. وقد قامت بورصة دبي للذهب والسلع في العام 2008 بإطلاق عقدي نفط خام غرب تكساس الخفيفWTI ونفط خام برنت الآجلة، متيحة لأكبر منطقة منتجة للنفط في العالم التداول فيهما مباشرة للمرة الأولى.
ومن جانبها تطرقت كيت دوريان، محررة شؤون الشرق الأوسط في "بلاتس" إلى الآفاق المستقبلية لأسواق النفط الآسيوية مشيرة إلى احتمال وضع قيود على الانتاج في المستقبل. ولكنها لفتت إلى إمكانية وجود طلب قوي نتيجة النمو المتجدد في الصين والمناطق الأخرى في آسيا. وناقشت دوريان في كلمتها آثار ارتفاع حدة التوترات الجغرافية-السياسية، وتوقعات العرض والطلب، والدور الذي يلعبه العراق في المساعدة على تلبية الطلب المستقبلي.
وفي حديثها عن قطاع البتروكيماويات في آسيا، تناولت كوينتيلا كوه مدير التحرير الإداري لشؤون البتروكيماويات في آسيا في "بلاتس"، التوقعات الخاصة بسوق الاثيلين والبروبيلين والبوليمرات في العام 2011، مع التركيز بشكل خاص على الأسواق الآسيوية مثل الصين والهند وتايلاند وسنغافورة وفيتنام. كما أشارت خلال العرض الذي قدمته على هامش الفعالية إلى الارتفاع الحاصل في العقود الآجلة والمقايضات في أسواق البوليمرات في القارة الأسيوية والسوق الآسيوية للروائح العطرية.
أما ياو يان تشونغ ، المراسل الأول للطاقة في "تومسون رويترز" فقد تحدث عن التوقعات لسوق الوقود في آسيا مع التركيز على أنماط العرض التي تستهدف الغرب والشرق الأوسط. كما استعرض الاتجاهات الخاصة بالطلب مع التركيز على كل من سنغافورة والصين وفيتنام ومنطقة الشرق الأوسط.
بلاتس، وهي فرع من شركات ماكجراو-هيل (رمزها في بورصة نيويورك : MHP) ، وهي مزود عالمي مستقل ورائد لبيانات الطاقة والسلع. وتقدم خدماتها لقطاع الشحن والبتروكيماويات والفحم والانبعاثات والطاقة النووية والكهرباء النفط والغاز الطبيعي والنقل البحري وأسواق المعادن من خلال 17 مكتب تنتشر حول العالم.
تومسون رويترز هو المصدر الرائد عالمياً للمعلومات الذكية للشركات والمهنيين. ورويترز تجمع بين الخبرة في القطاع مع التكنولوجيا المبتكرة لتقديم معلومات حيوية لصناع القرار في مختلف الأسواق الرأسية في أكثر من 100 دولة.
© 2010 تقرير مينا(www.menareport.com)