أعلنت كل من جنرال إليكتريك "جي إي" وشركة المبادلة للتنمية "مبادلة" في أبوظبي اليوم عن توصلهما إلى إتفاقية مبادئ حول شراكة عالمية تغطي مدىً واسعاً من المبادرات كالاستثمار في مجال تمويل الأصول التجارية وخدماتها والبحث والتطوير في مجال الطاقة النظيفة والطيران والصناعة والمعرفة المؤسسية. وانطلاقاً من العلاقة الراسخة بين الطرفين وإلى الرؤية المشتركة لفرص النمو الكبيرة في الشرق الأوسط وفي أنحاء مختلفة من العالم، تنص الإتفاقية أيضاً على التزامات مالية مشتركة في صناديق استثمارية ومشاريع مشتركة جديدة.
وكجزء من هذه الشراكة، تنوي مبادلة أيضاً أن تصبح مع مرور الوقت مساهماً طويل الأمد في "جي أي" حيث من المتوقع أن تصبح شركة مبادلة أحد أكبر عشرة مؤسسات استثمارية مساهمة في "جي إي" من خلال عمليات شراء للأسهم في السوق المفتوحة، حسبما تسمح به الظروف.
ستتضمن الشراكة متعددة الجوانب المبادرات التالية:
• الاستثمار في مجال تمويل الأصول التجارية وخدماتها: ستعمل الشركتان، على مدى السنة القادمة، على تأسيس شركة في أبو ظبي للاستثمار عالمياً في مجال تمويل الأصول التجارية والخدمات المتعلقة بها. وستخصص كل من الشركتان على مدى الثلاث سنوات الأولى من عمر الشركة مبلغ وقدره 4 مليار دولار كرأسمال للشركة، وتطمح الشركتان أن تبلغ أصول الشركة 40 مليار دولار خلال المدة نفسها. وستركز الشركة في بادئ الأمر حصرياً على الاستثمار في الفرص التي توفرها شركة جي إي كابيتال. وسيؤدي هذا المشروع المشترك إلى زيادة الفرص الاستثمارية المتاحة لـ "جي إي" عالمياً بشكل عام وفي الشرق الأوسط وأفريقيا بشكلٍ خاص، وسيتيح لشركة مبادلة في الوقت ذاته إمكانية الإطلاع على أفضل القدرات التي تمتلكها "جي إي" في مجال الاستثمار في مجال تمويل الأصول التجارية.
• البحث والتطوير في مجال المياه والطاقة النظيفة : ستقوم "جي إي" ومبادلة بإنشاء مركز لتقنيات الطاقة النظيفة في "مدينة مصدر" الخالية من الكربون والنفايات في أبوظبي. وتُعد "مصدر" إحدى مبادرات شركة مبادلة الرائدة عالمياً في مجال الطاقة البديلة. وسيكون هذا المركز امتداداً لشبكة البحث العالمي لشركة جي أي ويضم ما يقارب الـ 100 خبير تقني لتطوير مصادر جديدة للطاقة المستدامة والمياه وتقنيات بيئية أخرى. وبهذا سيكون لشركة "جي إي" خمسة مراكز للبحث العلمي حول العالم. كما ستقوم جي إي بإنشاء "مركز تصور وبناء الحلول الابتكارية" "Ecomagination Center" لتسويق وعرض منتجاتها في مجال تصور وبناء الحلول الابتكارية حيث يعد هذا المجال أحد المبادرات التجارية الناجحة لشركة جي أي لتطوير منتجات وخدمات صديقة للبيئة وأكثر فعالية من ناحية الطاقة.
• الصناديق الإستثمارية: تعتزم "جي إي" أيضاً استثمار ما يقارب 50 مليون دولار في صندوق مصدر الثاني للتقنية النظيفة والذي يركز على الاستثمار حول العالم في قطاع التكنولوجيا النظيفة والشركات التي تقلل من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية والأعباء البيئية التي تنجم عن إنتاجها. من جانبها، تعتزم مبادلة استثمار ما يقارب 200 مليون دولار في صندوق الشركاء الصناعيين لـ "جي إي" وهي شراكة جديدة بين نخبة من المستثمرين العالميين تهدف إلى توفير رأس المال اللازم للشركات في مجالات الرعاية الصحية والطاقة والنقل.
• الطيران والنفط والغاز: ستقوم "جي إي" وشركة أبوظبي لتقنيات الطائرات ADAT، وهي شركة مملوكة من قبل شركة مبادلة ومتخصصة في تصليح وصيانة وإدامة الطائرات في الشرق الأوسط، ببحث وتوسيع قدراتها ومهاراتها المشتركة من خلال تقديم الدعم والإسناد للعدد الكبير المتنامي من محركات طائرات "جي أي" الموجودة في الخدمة في المنطقة. وستوسع "جي إي" من نطاق شراكتها مع ADAT والمعروفة باسم "جلف تورباين سيرفيسز" لتشمل خدمات حقول البترول وخدمات الصيانة في مجال النفط والغاز في الإمارات العربية المتحدة.
• المعرفة المؤسسية: ستكون منشآت "مدينة مصدر" أيضاً مقراً لبرنامج جديد للمعرفة المؤسسية، حيث ستتولى "جي إي" إدارة مناهج ومقررات البرنامج وشؤون المحاضرين الذين سيتم استقدامهم من برنامج“Crotonville” المعروف عالمياً لتثقيف المدراء التنفيذيين، وسيستضيف هذا المركز أبرز رؤساء الشركات والمؤسسات التجارية في المنطقة والرؤساء التنفيذيين لـ "جي إي" للتدريب. ومن المتوقع أن ينطلق البرنامج بحلول الربع الأول من العام 2009.
وفي هذا الصدد، يقول جيف إيملت، رئيس مجلس إدارة "جي إي" ورئيسها التنفيذي: "ستجمع هذه الشراكة بين مؤسستين عالميتين وذات موارد متوازنة مكمّلة لبعضها البعض والإلتزام بالتفوق المشترك. تمتلك مبادلة خبرة طويلة ومجموعة متنوعة من المشاريع ورؤية متميزة للتطور، وإنه لمن دواعي سرورنا أن نعقد معهم هذه الشراكة للإستفادة من ما نعتقد انها فرص متميزة في الأسواق المالية العالمية في الوقت الحاضر."
ويتابع قائلاً: "هذه هي البيئة المناسبة لـ "جي إي" حيث ستتيح لنا البناء على علاقاتنا طويلة الأمد في منطقة تشهد تطوراً كبيراً مثل الشرق الأوسط والتي ستؤثر بشكل إيجابي على أعمالنا. وستعمل شركاتنا سوياً على تطوير تقنيات بيئية كجزء من مشروع مبادلة المثير وغير المسبوق
والمتمثل في "مدينة مصدر"، فضلاً عن العمل في مؤسسة بحوث جديدة لـ "جي إي" في أبوظبي"
ومن جانبه، فقد أكد معالي خلدون المبارك الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة مبادلة قائلاً: "يتمثل نهج مبادلة في العمل مع أفضل الشركاء العالميين لتطوير وتشغيل مؤسسات تحقق عوائد مالية متميزة. وترتكز شراكتنا طويلة الأمد مع "جي إي" على الالتزام المشترك وتوافر الخبرة الضرورية في مجالات تشهد تطوراً كبيراً مثل خدمات تمويل الأصول التجارية والطاقة النظيفة والطيران. والأهم من ذلك هو أن كلتا الشركتين تعتبران الخبرة وتطوير المواهب العلمية والتنفيذية ميزة تنافسية."
ويتابع معاليه قائلاً: "تعد "جي إي" نموذجاً عالمياً مما يسمح لها بتحقيق النجاح المتواصل. وعندما نكوّن مبادراتنا، فاننا نسعى لتحقيق قيمة مضافة لكلا الطرفين بعدة سبل مختلفة، وهذا بالفعل ما تحققه هذه الشراكة بالفعل."
وتجدر الإشارة الى أن العمل المشترك بين "جي إي" ومبادلة كان قد بدء منذ أكثر من أربعة سنوات. وتتولى مبادلة و"جي إي" حالياً إدارة صندوق للبنى التحتية "مبادلة انفراستراكتشر بارتنرز" بشكل مشترك حيث يأخذ هذا الصندوق على عاتقه الاستثمار في مشاريع ضخمة في المنطقة. وتُعد "جي إي" شريكاً ثابتاً في مبادرة "مصدر"، حيث تساهم في إيجاد حلول في مجال الطاقة النظيفة. كما استضافت "جي أي" المدراء التنفيذيين في مبادلة في مركزها الرئيسي Crotonville في نيويورك حيث أسفر ذلك عن برنامج "مبادلة وجي إي للإدارة" الذي انطلق في أبوظبي عام 2006، وهو برنامج متخصص في الإدارة القيادية في أبوظبي ومنطقة الخليج العربي.
لقد حققت جي إي تطوراً سريعاً في منطقة الشرق الأوسط، ومن ضمنها أبوظبي، وقد حققت الشركة في المنطقة إيرادات وصلت خلال عام 2007 إلى أكثر من 5 مليار دولار، أي بزيادة قدرها 50% عن عام 2006. وتعد أبوظبي أحد أبرز عملاء شركة جي إي في مجال محركات الطائرات والرعاية الصحية وخدمات ومنتجات الطاقة. لقد تمكنت "جي إي" من جعل أبوظبي مركزاً مهماً لها من أجل تقديم الخدمات في المنطقة بما تمتلكه من منشآت متخصصة في مجال الطاقة.
© 2008 تقرير مينا(www.menareport.com)