واصل السوق الكويتي سباقه التصاعدي خلال شهر سبتمبر في ظل مواصلة ارتفاع ثقة المستثمرين. حيث ارتفع مؤشر جلوبل العام بنسبة 5.49 في المائة، لينهي الشهر مغلقا عند مستوى 286.72 نقطة، مستكملا سلسلة الأداء الإيجابي للشهر الرابع على التوالي. فخلال الأشهر الأربع الماضية، سجل مؤشر جلوبل العام أرباحا جيدة بلغت نسبتها 23.33 في المائة. وعلى مستوى أعم، بلغت أرباح المؤشر منذ بداية العام حتى نهاية سبتمبر 2005، ما نسبته 50.04 في المائة. بينما بلغت القيمة السوقية لدى سوق الكويت للأوراق المالية، بنهاية شهر سبتمبر من العام 2005، ما قيمته 36.15 مليار دينار، أي بارتفاع بلغت نسبته 5.98 في المائة عن الشهر السابق. وكما كان متوقعا، كسر المؤشر السعري لسوق الكويت للأوراق المالية حاجز الـ 10,000نقطة خلال شهر سبتمبر، بالغا أعلى مستوياته على الإطلاق منذ إطلاقه، عند مستوى 10,255.9 نقطة في 20 سبتمبر من العام 2005. وقد أنهى المؤشر السعري تداولات الشهر عند مستوى 10,233.3 نقطة، محققا ارتفاعا بلغت نسبته 6.10 في المائة عن مستويات الشهر السابق.
ويمكن ملاحظة حالة التفاؤل لدى المستثمرين من خلال ارتفاع كل من كمية وقيمة أنشطة التداول خلال شهر سبتمبر. حيث شهدت كمية الأسهم المتداولة نشاطا كبيرا، لتبلغ 5.86 مليار سهم، محققة ارتفاعا بلغت نسبته 14.76 في المائة عن الشهر السابق. في الوقت الذي انعكس فيه ذلك على قيمة الأسهم المتداولة، والتي ارتفعت بدورها وصولا إلى 2.83 مليار دينار كويتي، أي بارتفاع بلغت نسبته 12.54 في المائة عن الشهر السابق. وقد شهد سهم الشركة الخليجية الدولية للاستثمار ارتفاعا في أنشطة التداول، وذلك على أثر إعلان الشركة عن حصولها على حصة بلغت نسبتها 49 في المائة من الشركة الأهلية للمشروعات الصناعية بسعر 550 فلسا للسهم الواحد.
على صعيد أخبار النفط، جاء تأثير إعصار ريتا أقل ضررا مما كان متوقعا، إلا أنه تم إيقاف إنتاج النفط الخام تماما في خليج المكسيك، كما تم إغلاق 16 مصفاة على الأقل في ولاية تكساس، وذلك عقب اشتداد العاصفة على طول ساحل الخليج. ووفقا لأحدث التقارير، تواصل شركات النفط محاولة تقدير حجم الأضرار الواقعة على مصافيها في منطقة هيوستن، قلب إنتاج النفط الأمريكي. ومن ثم، يسود الاعتقاد بأن أسعار البترول ستظل حول مستوى سعر 50 دولار أمريكي للبرميل في الأجل القصير.
أما على مستوى قطاعات السوق، حقق مؤشر قطاع البنوك أعلى المكاسب، بارتفاعه بنسبة 9.85 في المائة عن الشهر السابق، تبعه مؤشر قطاعي الصناعة والاستثمار بارتفاع بلغت نسبته 9.69 و8.26 في المائة على التوالي. حيث شهدت جميع أسهم قطاع البنوك المدرجة أرباح شهرية خلال شهر سبتمبر. ووفقا لتقارير بنك الكويت المركزي، بلغت أصول البنوك الكويتية في أغسطس من العام 2005 قرابة 20.1 مليار دينار كويتي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق حينما بلغت قيمتها 18.9 مليار دينار كويتي، الأمر الذي يشير إلى ارتفاع بلغت نسبته 6.35 في المائة. ويعزى هذا الارتفاع إلى نمو الطلب على القطاع الخاص والأصول الأجنبية المرتفعة في البنوك المحلية.
أعلن بنك الكويت الوطني عن توقيعه اتفاقية مع شركة التمدين العقارية، يقوم بموجبها البنك بإدارة وتسويق إصدار سندات للشركة بقيمة 20 مليون دينار كويتي. كما يقوم البنك الوطني أيضا بإدارة عملية إصدار الأسهم بحق الأولوية لمساهمي شركة الاتصالات المتنقلة (MTC) وشركة المخازن العموميةPWC) )، وكذلك الاكتتاب الأولي في أسهم الشركة الجديدة التي أسستها حديثا شركة الصالحية العقارية. وكنتيجة لهذه الأحداث الإيجابية، شهد السهم إقبالا قويا من قبل المستثمرين، مما دفع بسعر السهم إلى مستوى جديد وصولا إلى 2 دينار كويتي، أي محققا ارتفاعا بلغت نسبته 15.1 في المائة، لينهي الشهر عند مستوى 1.980 دينار كويتي. وخلال الشهر، تم إغلاق الاكتتاب في أسهم شركة المخازن العمومية، والذي شهد إقبالا كبيرا، حيث فاق حجم الطلبات الأسهم المطروحة بنسبة 156 في المائة، الأمر الذي يشير إلى توافر السيولة في السوق.
استحوذت الشركة الأهلية للاستثمار على الأضواء خلال الشهر، حيث قادت السوق من حيث كمية وقيمة الأسهم المتداولة. وطبقا لما ورد بالتقارير، أعلنت الشركة الأهلية للاستثمار عن إطلاق شركة جديدة باسم شركة بوابة الأهلية العقارية، حيث طرقت الشركة أبواب الاكتتاب الخاص خلال الشهر لرفع رأسمال الشركة الجديدة بما نسبته 50 في المائة. بالإضافة إلى ذلك، وصلت الأهلية إلى المراحل النهائية لتأسيس بنك جديد بالبحرين، تمتلك فيه الشركة حصة تبلغ نسبتها 50 في المائة من رأسمال البنك، على أن يتم عرض النسبة الباقية للاكتتاب العام. وانعكست تلك الأخبار الإيجابية على سهم الشركة الذي ارتفع بنسبة 40.6 في المائة تأثرا بذلك، لينهى تداولات الشهر عند مستوى 450 فلسا.
جاء معامل انتشار السوق مائلا باتجاه الأسهم المرتفعة، حيث حققت 99 شركة ارتفاعا في أسعارها خلال الشهر، في حين انخفض سعر 40 سهما فقط، وحافظت 12 شركة على سعرها بدون تغيير. من بين الأسهم الرئيسية التي ارتفعت أسعارها خلال الشهر، سهم شركة المجموعة الدولية للاستثمار، والذي حقق ارتفاعا بلغت نسبته 44.4 في المائة، ثم شركة المزايا القابضة بارتفاعه بنسبة 42.9 في المائة، شركة الكويت والشرق الأوسط للاستثمار المالي، والتي حققت ارتفاعا بلغت نسبته 33.3 في المائة. من جانب آخر، تضمنت قائمة الأسهم المتراجعة، سهم مؤسسة التعليم الأهلي، والذي انخفض بنسبة 19.4 في المائة، تلاه سهم شركة التعليم المتميز للخدمات التعليمية، والذي انخفض بنسبة 13.8 في المائة، ثم شركة مركز سلطان للمواد الغذائية، والذي تراجع سهمه بنسبة 11.7 في المائة. بينما حازت أخبار شركة المزايا القابضة نصيبا كبيرا خلال الشهر، بتوقيع شركة تابعة لها، وهي شركة المزايا للتطوير العقاري عقد شراكة مع الشركة العربية لمواد البناء، تقوم بموجبه ببناء مشروع مبني تجاري بقيمة 13.89 مليون دينار كويتي، توزع قيمته بالتساوي على الشركتين.
كما تم إدراج شركتين جديدتين في السوق خلال لشهر سبتمبر، مما كان له أثرا جيدا على عمق السوق. حيث تم إدراج شركة التجارة والاستثمار العقاري تحت قطاع العقار، وشركة الخليج للتعمير البحرينية ضمن قطاع الشركات الغير كويتية. ليرتفع بذلك عدد الشركات المدرجة بسوق الكويت للأوراق المالية إلى 151 شركة. وحتى وقتنا هذا، تم إدراج 26 شركة جديدة خلال العام 2005. ونرى أنه مع وجود هذه الثقة العالية في الاقتصاد من قبل العملاء والمستثمرين، بالإضافة إلى إعلان مزيدا من أرباح الشركات الإيجابية، سيعمل ذلك على رفع روح المستثمرين والدفع بالسوق نحو المزيد من الانتعاش.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)