شهدت نهاية الاسبوع الماضي حدثا اتصاليا من الطراز الرفيع جسّد الاولية التي أصبح يحظى بها قطاع الاتصالات في تونس من أولوية وأهمية، وسيمكّن الانجاز الجديد من مضاعفة طاقة الربط التونسية مع الشبكات الدولية للاتصالات، الى 10 مرات ما هي عليه الآن.ويتمثل المشروع في ربط تونس بالمشروع الدولي للاتصالات «سيميوي 4» (SEAME WE4) والذي سيربط جنوب أوروبا ببلدان جنوب شرق آسيا مرورا بالجزائر وتونس ومصر والخليج العربي على مسافة طولها 18500 كلم.
وسيمكّن «الكابل الجديد» والذي ينطلق من مدينة مرسيليا الفرنسية الى سنغفورة من ربط الشبكات الاتصالية لاربعة عشرة دولة هي تونس والجزائر وفرنسا وايطاليا ومصر والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وباكستان والهند وسيريلنكا وبنغلاداش وماليزيا وأندونيسيا وسنغفورة.وباستثناء القسط الرابط بين المدينتين المصريتين الاسكندرية والقاهرة والممتد على نحو 400 كلم والذي يمر عبر اليابسة فإن الاقساط الثلاثة المتبقية من الكابل تمر تباعا تحت البحر الابيض المتوسط فالبحر الاحمر ثم المحيط الهادي، ويشترك في هذا المشروع الضخم والذي تبلغ كلفته الجملية 600 مليار دولار 16 مشغلا دوليا للاتصالات من ضمنها الشركة الوطنية للاتصالات التي تقدر مساهمتها التمويلية بـ 30 مليار دولار أمريكي، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة الشروق التونسية.
وللاشارة فإن هذا المشروع الذي من المتوقع أن يُشرع في استغلاله بداية من 31 أكتوبر القادم سيوفر لتونس بحسب مصادر رسمية سعة ربط اضافية تبلغ 1.28 تيرابيت في الثانية أي ما يوازي عشرة أضعاف الطاقة الحالية بما سيؤمن حسب المصادر ذاتها جودة الخدمات وسرعة التراسل بعد أن تتم اتصالات تونس بقية أشعة الربط مع الشبكة الوطنية عبر مركز الارسال بالرمال من معتمدية منزل جميل عبر المسلك بنزرت ـ جرزونة.
ويأتي انخراط تونس في هذا المشروع الدولي الضخم في إطار تنفيذ البرنامج الرئاسي للفترة الخماسية القادمة والذي وضع أهدافا كمية بالغة الاهمية أبرزها: عنوان إلكتروني لكل مواطن وبلوغ نسبة تغطية هاتفية لا تقل عن 80 من السكان وبلوغ المليون حاسوب وتوفير إمكانية الربط بالانترنات بسعة عالية عبر تقنية الـ ADSL لكامل جهات البلاد وإحداث 12 قطبا تكنولوجيا منها 3 مختصة في تكنولوجيا المعلومات ومركز عمومي بكل قرية ومركز جهوي للعمل عن بعد بكل ولاية مع مضاعفة الربط بالشبكات الدولية للاتصال ومضاعفة سعة الشبكة الوطنية للانترنات بما يخدم الاهداف والتوجهات الاقتصادية والتنموية المسايرة للنمط الاقتصادي الجديد المركز على الذكاء واقتصاديات المعرفة والمعلومات.
في جانب آخر أعلنت الشركة العالمية المختصة في المنتوجات الاعلامية وشبكات الاتصالات «ألكتال» (ALCATEL) أنها ستحدث مركزا لدعم ومساعدة الحرفاء بداية من شهر أكتوبر القادم سيغطي 22 بلدا افريقيا ناطقا باللغة الفرنسية منها تونس والكوت ديفوار والمغرب والجزائر والبنين والسينغال والكامرون وبوركينا فاسو وسيكون بمثابة قاعدة ستعتمد الكفاءات التونسية من خلال تشغيل 20 مهندسا تونسيا في مجال تكنولوجيات الاتصال الحديثة.وسيؤمّن المركز الذي سينتصب بالقطب التكنولوجي الغزالة بجهة أريانة خدمات الصيانة لفائدة حرفاء «ألكتال» من خلال التدخل عبر الهاتف وعبر شبكة الاعلاميين أو من خلال إرسال خبرائها على عين المكان لحل مختلف المشاكل الفنية والتقنية.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)