توقع خبراء ومحللون اقتصاديون ان تشهد البورصة المصرية نشاطا قويا خلال الفترة المقبلة مع عودة المستثمرين الاجانب الى السوق وسط حالة من التفاؤل مع قرب عودة الرئيس حسني مبارك من رحلته العلاجية في المانيا وقرب الإعلان عن التغيير الوزاري المنتظر.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن هؤلاء الخبراء ان المستثمرين ينتظرون سياسات اقتصادية جديدة مع بدء السنة المالية الجديدة من شأنها تحسين أداء الاقتصاد القومى، وأوضحوا ان السوق ينتظر عمليات شراء قوية من قبل المؤسسات والصناديق والمحافظ بعد ظهور العديد من الأنباء الإيجابية الجديدة التي ساهمت في زيادة التفاؤل، أهمها حصول شركة اوراسكوم للانشاء على قرض من عدة مؤسسات دولية لإنشاء خطها الثاني لإنتاج الإسمنت في الجزائر، فضلا عن التوزيعات المجانية لعدد من الاسهم في مقدمتها البنك الوطني المصري والمصري الأميركي.
ويقول جوزيف اسكندر رئيس قسم البحوث بإحدى شركات تداول الاوراق المالية، ان هناك حالة من التفاؤل بدأت تعود الى قاعات التداول خاصة مع تحسن حالة الرئيس وانتظار عودته الى مصر، موضحاً، ان التفاؤل انعكس على الأسعار لكنه لم ينعكس على أحجام التداول. وعزا ذلك الى استمرار الترقب والحذر في السوق.
وتوقع اسكندر ان تشهد الايام المقبلة نشاطا اكبر مع بداية السنة المالية الجديدة وعودة صناديق الاستثمار والمؤسسات، مشيراً الى ان بداية السنة المالية الجديدة عادة ما تشهد اعادة لتوزيع الاصول بين الاسهم من جانب تلك الجهات، خاصة ان الاسعار اصبحت رخيصة في الوقت الحالي مما قد يؤدي الى زيادة الاقبال على الشراء، الا انه رأى ان مسألة التغيير الوزارى لا تزال هي المؤثر الاكبر في حركة التداول.
ويقول الدكتور عصام خليفة العضو المنتدب بشركة الاهلى لإدارة صناديق الاستثمار ان الصناديق لم تتجه الى البيع خلال الفترة الأخيرة، بل كانت يغلب على تعاملاتها الشراء، خاصة ان الأسعار جذابة الآن لأية محفظة. مشيرا الى ان الصناديق كانت تلجأ الى عمليات البيع فقط عندما تواجه استردادات. وتوقع خليفة حدوث نشاط قوى للسوق في الأسبوع الحالي مع بداية السنة المالية الجديدة ودخول محافظ التأمينات التي انتهت تماما من عمليات التسوية والبيع لتعود مرة أخرى لتكوين محافظها مع بداية شهر يوليو (تموز).
من جانبه رأى خالد الطيب رئيس قسم البحوث بإحدى شركات تداول الأوراق المالية، ان عدم وجود احجام تداول قوية يعد مؤشرا غير ايجابي وربما يشكل خطورة، الا انه رأى ان ضعف احجام التداول قد لا يستمر مع التفاؤل الذي بدأ يعود الى السوق، وانه بمجرد انتهاء الترقب والحذر في السوق فإن احجام التداول قد تتضاعف خاصة مع بداية السنة المالية الجديدة ودخول محافظ التأمينات مرة اخرى بعد تردد أنباء عن اختيار مديرين جدد لها.
وقال محمد الزيات رئيس قسم التحليل الفني بإحدى شركات تداول الاوراق المالية، ان مؤشر هيرميس حقق صعودا خلال الأسبوع الماضي ليدخل مجددا في نطاق الحركة السابقة حيث يتجه الى مستوى 14800 نقطة، مشيرا الى ان تعدي ذلك المستوى سوف يعني بدء حركة صعود جيدة للسوق ويؤكد خروجه من مرحلة الحركة العرضية السابقة. وتوقع ان يزداد حجم التداول بمجرد ان يتمكن المؤشر من تخطي مستوى 14800 نقطة، خاصة ان هناك مؤشرات فنية تعمل الى جانب حركة السعر ترجح صعود السوق خلال الفترة المقبلة. (البوابة)