تشير المؤشرات الاقتصادية إلى استمرار نمو الطلب على االكيماويات في الأسواق العالمية بما سينعكس بدوره على أداء شركات البتروكيماويات والكيماويات في دول منطقة الشرق الأوسط عموما ومنطقة الخليج تحديدا . ومن المتوقع أن تنمو الطاقات الإنتاجية من الكيماويات عالميا في عام 2010 بمعدل 4.6 بالمائة عاكسة بذلك انكماشا بلغت نسبته 4.6 بالمائة في عام 2009 وفقا للمهندس محمد الماضي رئيس مجلس إدارة الاتحاد الخليجي للبتروكيمياوات والكيماويات ( جيبكا ) والعضو المنتدب لشركة سابك عقب إنتهاء أعمال الاجتماع السنوي العادي للجمعية العمومية التي عقدت في دبي في 18 مارس الجاري .
وأعرب المهندس الماضي عن ثقته بأن الأزمة المالية الأخيرة انتهت تداعياتها على قطاع البتروكيماويات وهذا ما عكسه تعافي أسعار البتروكيماويات وتماسكها منذ النصف الثاني من عام 2009 . ووفقا لمجلس الكيمياء الأمريكي من المتوقع أن تستمر الصناعات الكيماوية في الشرق الأوسط في إضافة طاقات إنتاجية جديدة بمعدلات نمو تقدر بنحو 3.7 بالمائة في عام 2010 وعلى مستوى الدول بنسب تصل إلى 6.3 بالمائة في المملكة العربية السعودية ، و 3.4 بالمائة في أبوظبي ، و 3.2 بالمائة في الكويت و 7.4 بالمائة في قطر .
شارك في الاجتماع 34 من الرؤساء التنفيذيين للشركات الأعضاء في للإتحاد والتي تمثل مجتمعة أكثر من 90 بالمائة من إجمالي الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات في منطقة الخليج . وقدم المهندس الماضي خلال الاجتماع عرضا مفصلا عن أبرز نشاطات الإتحاد والإنجازات التي تم تحقيقها خلال عام 2009 مع استعراض لملامح خطة عمل عام 2010 . يذكر أن عدد أعضاء الاتحاد بلغ بنهاية العام الماضي 135 شركة من بينها شركات عالمية في هذا القطاع . وبموازاة نمو الصناعة في دول الخليج يهدف الإتحاد إلى توسيع قاعدة العضوية فيه خلال عام 2010 .
جدير بالذكر أن جيبكا تبنت خلال العام الماضي عدد من المبادرات المهمة في مقدمتها تطبيق مبادرة : "الرعاية المسؤولة" في دول الخليج والتي تعد أحدى المبادرات التي أطلقها المجلس العالمي لهيئات الصناعات الكيماوية والتي تبناها الاتحاد الخليجي مؤخرا بعد دراسة مستفيضة للالتزامات المترتبة على تطبيقيها والفوائد المتوقع تحقيقها للصناعة وللمجتمعات الخليجية .
وأضاف المهندس الماضي بقوله : واصلنا النمو في أعمال الإتحاد على أكثر من صعيد ، فمواردنا المالية حققت قفزة تزيد عن 39 بالمائة عن مستوياتها لعام 2009 ، ولدينا ستة لجان عمل نشطة تغطي قطاعات : الموارد البشرية ، وسلاسل الإمداد ، والصناعات البلاستيكية ، والأسمدة الكيماوية ، والرعاية المسؤولة . وابتدءا من عام 2010 قرر مجلس الإدارة أن يتولى رئاسة هذه اللجان أعضاء مجلس الإدارة لخلق قنوات مباشرة بين اللجان والمجلس وتفعيل أعمالها مستقبلا .
وخلال العام الماضي نظمت هذه اللجان مجتمعة 16 ورشة عمل في مختلف المواضيع ذات الصلة بأنشطتها . وتوجت تلك الأنشطة بالمنتدى السنوي للإتحاد الذي تم تنظيمه مطلع ديسمبر الماضي في دبي وألقى كلمته الرئيسية معالي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي المهندس علي النعيمي وشارك فيه أكثر من 1,100 مشارك أكثر من نصفهم جاء من خارج منطقة الشرق الأوسط وهو مؤشر على تنامي دور المنطقة كمركز عالمي رئيسي لإنتاج البتروكيماويات .
وتضمنت خطة عمل الاتحاد لعام 2010 تنظيم منتديات ومؤتمرات متخصصة بعضها يعقد للمرة الأولى من ضمنها مؤتمر عن الصناعات البلاستيكية خلال النصف الأول من يونيو ( حزيران ) ، ومؤتمر عن صناعة الأسمدة الكيماوية في منطقة الخليج خلال سبتمبر القادم في دبي إضافة إلى مواصلة تنظيم منتدى سلاسل الإمداد في الصناعات البتروكيماوية الذي أطلقه الاتحاد وينظم سنويا في مملكة البحرين . إضافة إلى ذلك سينظم الاتحاد في دبي اجتماع عالمي للرعاية المسؤولة يشارك فيه ممثلين لأكثر من 55 دولة خلال الأسبوع الأخير من سبتمبر القادم .
وأضاف رئيس مجلس إدارة الإتحاد "نحن مستمرون في التزامنا بالعمل كمنصة لمناقشة ما يهم صناعة البتروكيماويات والكيماويات في منطقة الخليج من خلال منتديات وورش عمل متخصصة . وفي ضوء التوسع في أعمال سكرتارية الإتحاد تقرر التوسع في الموارد البشرية العاملة في السكرتارية ومقرها دبي إضافة إلى الاستثمار في مقر جديد للإتحاد .
وأختتم المهندس الماضي تصريحه بالقول أن صناعة البتروكيماويات في دول الخليج وهي تخرج من تداعيات الأزمة العالمية وتستمر في مسيرة النمو المستدام تستوجب تشهد في ذات الوقت تفعيلا لدور الإتحاد الخليجي للبتروكيماويات ( جيبكا ) كمنصة إقليمية للتعاون والتنسيق وتبادل الخبرات بين أعضاءه وشركاؤنا من مختلف دول العالم بما يحقق أهداف وتطلعات الإتحاد في خدمة أعضاءه والمساندة في تعظيم الفوائد الاقتصادية والاجتماعية لهذه الصناعة الإستراتيجية في اقتصادات دول الخليج .
© 2010 تقرير مينا(www.menareport.com)