تقرير عالمي: مبيعات منتجات الأطفال والرضع ما تزال ”تحبو”

تاريخ النشر: 29 يونيو 2006 - 10:49 GMT

وفقاً لما أورده تقرير مختص صدر حديثاً، يشهد مصنّعو منتجات الأطفال وبائعو هذه المنتجات في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، تحقيق ارتفاع ملحوظ في العائدات والأرباح في الوقت الذي تتفاوت فيه الاتجاهات الاجتماعية تفاوتاً ملحوظاً بين تلك المناطق. ويعتبر باعة منتجات الأطفال بالتجزئة في دبي وحدها أن مبيعات منتجات الأطفال والرضع عامل مهم بالنسبة لهم إذا ما أرادوا المحافظة على نسب النمو المتوقع في قطاع تجارة التجزئة بحلول العام 2009.

ففي أوروبا على سبيل المثال، نشطت مبيعات منتجات الأطفال والرضع نشاطاً كبيراً نظراً لاختيار الأمهات تأجيل إنجاب الأطفال إلى سن متأخرة في حياتهم. وبالعودة إلى عام 1975 نرى أن متوسط عمر الأم البريطانية كان 24 عاماً بينما أصبح 27 عاماً في العام 2003، وهو مهيأ لمزيد من الارتفاع، وهو ما يعني أن الأمهات يصبحن أكثر استقلالاً من الناحية المالية وبالتالي يصبح لديهن مزيد من النقود لإنفاقها على صغارهن. ويُقدر ما يتم إنفاقه على منتجات الصغار في العام 2005 بنحو 2700 دولار لكل مولود، وهو ما كان يصل إلى 385 دولاراً في عام 2000، وتضع التقديرات هذا الإنفاق عند حدود 3085 دولاراً في غضون ثلاثة أعوام.

وتقول شانون نوريس، مديرة معرض الأم والطفل 2006: "نتج الكثير عن كون الشعوب الأوروبية شعوباً متقدمة في السن، لكن وبرغم انخفاض أعداد المواليد، فإن الإنفاق على كل مولود يشهد ارتفاعاً، ما يعزز الأرباح لا سيما لدى باعة التجزئة."

أما في آسيا، ورغم أن الاتجاه يختلف قليلاً عن ذلك السائد في أوروبا، فإن التأثير النهائي هو نفسه لدى باعة التجزئة. ففي الصين يتباطأ معدل الولادات للمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً نتيجة لسياسة المولود الواحد التي بدأت الدولة بتطبيقها منذ أواخر الثمانينات. إلا أن الصين ستشهد نمواً جديداً في عدد السكان خلال السنوات الخمس القادمة، نظراً لأن الجيل الأول من أبناء سياسة الطفل الواحد على وشك دخول مرحلة الإنجاب في وقت تضم فيه الصين نحو 270 مليون طفل تقل أعمارهم عن 14 سنة. أضف إلى ذلك نمو طبقة متوسطة تتمتع بقوة شرائية حقيقية يصعب تفاديها، وهو ما يبرر سعي العديد من الشركات الكبرى في العالم إلى دخول الأسواق الناشئة المتوقع أن تحقق نمواً يزيد عن عشرة بالمائة سنوياً، كالسوق الصينية.

وتشبه حالة الصين الحالة الهندية بوجود نحو 390 مليون طفل تقل أعمارهم عن 14 سنة، وطبقة متوسطة تزداد اتساعاً. وفي مجتمع يحرص فيه الوالدان على الاهتمام بالأبناء اهتماماً متزايداً وفي ظل اقتصاد ينمو بنسبة سبعة بالمائة سنوياً، قامت شركة مذركير البريطانية الشهيرة في مجال منتجات الأطفال بافتتاح خمسة محلات لها في الهند، وتسعى لافتتاح المزيد من الفروع هناك ليفوق عددها 35 فرعاً.

على أن الشرق الأوسط سوق فريدة من نوعها تنمو نمواً مضطرداً بنسبة عشرة بالمائة سنوياً، وتضم واحداً من أعلى معدلات دخل الفرد في العالم، وتحتضن جاليات أجنبية كبيرة. ويخضع المواطنون في بلدان الشرق الأوسط، والذين يتمتعون بأوضاع مادية ميسورة، إلى الضغط الثقافي الذي يؤكد على أن العائلة أولى من الوظيفة، وأن الأمهات الصغيرات ذوات العائلات الكبيرة يشكلن الوضع العادي لا الاستثنائي.

وإضافة إلى ما سبق، تتمتع الأمهات الآسيويات المقيمات في الخليج بقوة إنفاق أكبر من نظيراتهم في بلدانهن، نظراً لطبيعة العمل كخادمات يعشن في بيوت مخدوميهن وخلو الرواتب من الضرائب. هذه العوامل مجتمعة تدفع النمو في قطاع منتجات الأطفال والرضع، وهو النمو الذي سيسهم في ضخ الثمانية مليارات دولار المطلوبة بحلول العام 2009 لدعم قطاع تجارة التجزئة في المنطقة والبالغة مساحة منافذه نحو مليوني متر مربع.

وعلقت نوريس بالقول: "يُعدّ النمو الطبيعي للسوق في هذه المنطقة التي تعتبر شعوبها الأسرع نمواً في العالم، والتي تقل أعمار نصف سكانها عن 16 سنة نمواً مضموناً. وأدى الأثر المفاجئ وغير المتوقع للتملك الحر للعقارات السكنية في دول الخليج، بالعديد من أبناء الجاليات إلى التطلع إلى إقامة طويلة الأمد في المنطقة والشروع في بناء عائلات جديدة أو توسعة العائلات القائمة. يمكن بطريقة أو بأخرى وصف الشرق الأوسط كاتجاه ديمغرافي جديد حيث تلتقي العديد من الاتجاهات العالمية في بيئة صغيرة الحجم."

تجدر الإشارة إلى أن معرض الأم والطفل، المزمع تنظيمه في الفترة من 14-16 ديسمبر 2006 في مركز دبي العالمي للمعارض، قد نما نمواً ملحوظاً منذ إطلاقه أول مرة في العام 2004.

ومن المتوقع أن تحقق دورة العام الحالي من المعرض نمواً في عدد العارضين عن العام السابق قدره 15 بالمائة ليصل عددهم إلى 160 عارضاً. كما أن من المتوقع أن يتجاوز عدد الزوار 25 ألفاً، ما يجعل من المعرض الحدث الأمثل للشركات التي تسعى للوصول إلى العائلات في المنطقة. كما يحظى المعرض بدعم قوي من قطاع منتجات الأطفال والرضع، يُظهره رعاة الحدث: مذركير وويث Wyeth وآفينت Avent وخطوط فيرجن الجوية Virgin Airways.

© 2006 تقرير مينا(www.menareport.com)