تركيا تسعى لتقاسم مخزونات الطاقة في شرقي المتوسط

تاريخ النشر: 07 ديسمبر 2014 - 10:46 GMT
يقدر احتياطي الغاز الطبيعي بما بين 102 و170 مليار متر مكعب في منطقة في شرقي المتوسط تعتبرها قبرص المدعومة من اليونان، منطقتها الاقتصادية الحصرية
يقدر احتياطي الغاز الطبيعي بما بين 102 و170 مليار متر مكعب في منطقة في شرقي المتوسط تعتبرها قبرص المدعومة من اليونان، منطقتها الاقتصادية الحصرية

قال أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي إن جميع الأطراف ستحقق فوائد من احتياطيات النفط والغاز في شرقي البحر المتوسط، مضيفاً أن بلاده تريد حصة من مخزونات الطاقة في عرض البحر في قبرص، التى أثارت توترا مع نيقوسيا واليونان.

وبحسب "الفرنسية"، فقد ذكر داود أوغلو خلال زيارة تستمر يومين إلى أثينا لبناء الثقة مع نظيره اليوناني أنطونيس ساماراس "فلنقم باستغلال هذه الثروة معا"، مضيفاً أنه يمكن ربط مخزون الغاز الطبيعي باليونان عبر تركيا.

ويقدر احتياطي الغاز الطبيعي بما بين 102 و170 مليار متر مكعب في منطقة في شرقي المتوسط تعتبرها قبرص المدعومة من اليونان، منطقتها الاقتصادية الحصرية.

ولا تعترف أنقرة بهذه المنطقة، وقد أرسلت أخيرا سفينة لرصد الزلازل لإجراء عمليات مسح في المنطقة للنفط والغاز حتى نهاية الشهر الجاري، مثيرة استياء أثينا ونيقوسيا، ووصفت اليونان تحركات تركيا "بالانتهاك" لسيادة قبرص.

وأكد داود أوغلو الذي يزور أثينا برفقه تسعة وزراء آخرين أنه يريد إرساء أسس صداقة وتعاون في العلاقات الإقليمية، ولا نريد توترا في إيجة أو في شرقي المتوسط.

ودعا أوغلو أمام منتدى الأعمال اليوناني-التركي في اليوم الأول من زيارة رسمية تستغرق يومين إلى أثينا، إلى حل مشكلة قبرص حتى نتمكن من استغلال موارد الطاقة معا وربط المصادر المحتملة للطاقة مع اليونان عبر تركيا.

وأبدى تفاؤلا بالتوصل إلى تسوية واستئناف محادثات توحيد الجزيرة، قائلا إننا لا نريد التوتر في بحر إيجة أو شرقي البحر المتوسط، ونريد أن نكون قادرين على مناقشة الخلافات عند ظهورها والبحث عن حل.

وأفادت صحيفة "كاثيميريني" اليونانية اليومية أن المحادثات التي أجريت بين داود أوغلو وأنتونيس ساماراس رئيس الوزراء اليوناني تناولت عددا من القضايا، ولكن الجانب اليوناني أوضح أن تسوية الخلافات بشأن قبرص أمر أساسي لجسر الفجوات بين البلدين.

من جانبه، أشار رئيس الوزراء اليوناني في منتدى الأعمال اليوناني التركي إلى أن تحسين العلاقات بين أثينا وأنقرة يمكن أن يساعد على زيادة التجارة الثنائية التي تبلغ حاليا 4.8 مليار يورو (5.8 مليار دولار)، مضيفاً أن هدفنا هو تعزيز العلاقات اليونانية التركية، وضمن هذا الإطار، زيادة العلاقات التجارية والاقتصادية.

وتأتي زيارة أوغلو وسط تصاعد حدة التوترات بين اليونان وتركيا في الأشهر الأخيرة بسبب إصرار تركيا على تنفيذ عمليات استكشاف نفط وغاز في المنطقة الاقتصادية الحصرية الخاصة بقبرص، ووصف أوغلو اليونان بأنها دولة جارة ومن أهم شركاء تركيا في المنطقة.

من جانبه، قال كارولوس بابولياس الرئيس اليوناني "نحن دولتان جارتان، وسنظل كذلك، ومن ثم يتعين علينا أن نكون جارتين تسعيان إلى الخير".

وكان مولود شاوش أوغلو وزير الخارجية التركي أعرب في مقابلة مع صحيفة "كاثيميريني" اليونانية أمس عن ثقته في التوصل مع أثينا إلى حل لانقطاع المفاوضات لإعادة توحيد قبرص، لكنه بقي على موقفه حول استكشاف الغاز في المنطقة.

واعتبر شاوش أوغلو أن الخلاف على استكشاف موارد الغاز القبرصية مسألة قابلة للنقاش وسنجد حلها معا، معبراً عن ثقته وتفائله بخصوص استئناف المحادثات، غير أنه كرر تأكيد موقفه من استكشاف بلاده لموارد الطاقة مقابل سواحل الجزيرة المتوسطية الذي أدى إلى تعليق مفاوضات إعادة توحيدها.

وقال وزير الخارجية التركي إنه عندما تتوقف المبادرات الآحادية الطرف بخصوص التنقيب، سنسحب سفينة "برباروس" التركية لسبر الأعماق التي أدى دخولها في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) إلى المنطقة الاقتصادية الحصرية القبرصية إلى الخلاف الأخير.

ومن جانبه ذكر إيفانجيلوس فينيتسيلوس وزير الخارجية اليوناني أن داود أوغلو بحث مع ساماراس ترسيم الحدود في إيجة وشرقي المتوسط.