أكد الدكتور عمر بن سليمان، مدير عام سلطة مركز دبي المالي العالمي، أن عائقاً كبيراً سيظل قائماً أمام تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى المنطقة العربية إلى أن يتم تعزيز معايير الشفافية والإفصاح في هذه المنطقة، في الوقت الذي تكتسب فيه هذه الاستثمارات أهمية كبرى بالنسبة لرواد الأعمال الشباب. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها أمام "منتدى القيادات العربية الشابة 2005".
وفي هذا الإطار، أعلن الدكتور عمر بن سليمان خلال ورشة عمل الخدمات المالية التي حملت عنوان "تمويل تنمية الأعمال الجديدة في العالم العربي"، عن تأسيس معهد إقليمي لحوكمة الشركات (Corporate Governance) بالتعاون مع "القيادات العربية الشابة".
وقال: "ندرك جميعاً أن الشفافية والإفصاح وحوكمة الشركات تشكل محوراً أساسياً لنقل المعرفة وتوفير رأس المال والمهارات التي تتيح للمنطقة تنويع اقتصاداتها بعيداً عن النفط والغاز، وتنمية ثروات شعوبها وصولاً إلى الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. وإذا ما نجحنا في اغتنام الفرصة لتعزيز مستويات الشفافية والإفصاح، فإننا نعزز بذلك الثقة بالقطاع المالي الإقليمي ونسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتشجيع المصارف المحلية والإقليمية على توفير التمويل اللازم للشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال الشباب الذين يقع على عاتقهم بناء اقتصاد قوي والمحافظة على معدلات مرتفعة للنمو".
وأضاف مدير عام سلطة مركز دبي المالي العالمي: "من وجهة نظر "القيادات العربية الشابة"، نحتاج إلى وجود أنظمة ومعايير أفضل في مجال الإفصاح والشفافية وحوكمة الشركات، وهي مقومات أساسية لا بد منها اليوم لأي شركة تسعى إلى ضمان النجاح والاستمرارية. ومن هذا المنبر، نود أن نعلن اليوم عن مبادرة جديدة لإطلاق معهد إقليمي لحوكمة الشركات".
ومن شأن المعهد الجديد أن يساعد الشركات والحكومات ومؤسسات القطاعين العام والخاص في اعتماد أفضل الممارسات العالمية المتعلقة بحوكمة الشركات أو ما يعرف بمبادئ الإفصاح والشفافية.
وتابع قائلاً: "بمجرد أن يتوفر إطار تنظيمي وقانوني في العالم العربي يضاهي أفضل المعايير العالمية، لن يضطر رواد الأعمال العرب إلى البحث عن مصادر التمويل في الخارج، بل سيجدون أرقى المؤسسات المالية العالمية حريصة على القدوم إليهم".
وحول الشركات العائلية التي تسود في المنطقة العربية، قال الدكتور عمر بن سليمان: " ندرك أن الشركات العائلية هي السمة الغالبة في المنطقة، مما يجعل "القيادات العربية الشابة" أمام استحقاق هام اليوم لإيجاد الآليات اللازمة لتسهيل نشر مفهوم "مكتب العائلة" في المنطقة. ومن شأن هذا المفهوم تلبية الاحتياجات المتجددة للعدد الكبير من الشركات العائلية في المنطقة ومساعدتها في معالجة قضايا هامة مثل الملكية، والحوكمة، وتخطيط الخلافة، وإدارة المخاطر، وتنويع الأنشطة".
واختتم بالقول إن المنطقة ستصبح مركزاً مالياً عالمياً يسهم في إيجاد مبادرات وفرص تضمن تنمية ثروات أفرادها. وبالتالي، فإنه يتعين على المنطقة الاستفادة بالشكل الأمثل من هذه الآفاق الواسعة عبر الارتقاء بالمعايير والأداء والقدرات لجميع أفراد المجتمعات المحلية والمنطقة بأكملها.
من جهته، قال عصام الجناحي، الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الخليجي في البحرين: "تشهد منطقة الشرق الأوسط بشكل عام مشاريع واستثمارات متميزة لرواد الأعمال الشباب تضاهي مثيلاتها في العالم. ومن الضروري أن يتبع رواد الأعمال أفضل المعايير العالمية في مجال وضع خطط العمليات التجارية وحوكمة الشركات لضمان استمرار نجاح هذه الاستثمارات على المدى الطويل".
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)