علمت "الاقتصادية" من مصادر مصرفية مطلعة في لندن أن الحكومة البريطانية تدرس مقترحا ببيع أسهم من "رويال بانك أوف اسكتلند" لمستثمرين عرب وتحديدا من دول الخليج، في حال اتخذت قرارا نهائيا ببيع حصتها من المصرف البريطاني العملاق.
وتملك الحكومة البريطانية حاليا حصة نسبتها 79 في المائة في مصرف اسكتلندا الملكي.
وتشير الأنباء إلى أن حكومة حزب المحافظين، وتحديدا وزير المالية جورج أوزبورن، قد تتخذ قرارا نهاية العام الجاري ببيع نصيب الحكومة من أسهم "رويال بانك أوف اسكتلند" ومجموعة لويدز المصرفية، حتى إن تم البيع بأسعار منخفضة للغاية ربما تسبب خسارة للحكومة.
وقامت الحكومة في الفترة بين 2008 و2009 بإنقاذ مجموعة لويدز المصرفية و"رويال بانك أوف اسكتلند" عبر شراء أسهم من المصرفيين بنحو 66 مليار جنيه إسترليني.
وباعت حكومة المحافظين نحو 41 في المائة من أسهمها في "لويدز"، وحققت من جراء ذلك أرباحا نتيجة تحسن الوضع المالي للمجموعة وتحقيقها أرباحا خلال الفترة الماضية.
وسبق أن كشفت "الاقتصادية" عن مناقشات أولية بين مستثمرين عرب والمصرف ومسؤولين بريطانيين لشراء حصة الحكومة البريطانية من "لويدز"، إلا أن المباحثات لم تتوج بنتيجة تذكر من جراء ارتفاع قيمة أسهم المصرف.
أما "رويال بانك أوف اسكتلند" الذي ضخت فيه الحكومة البريطانية نحو 45.2 مليار جنيه إسترليني، فإنه لا يزال يواجه أوضاعا مالية صعبة ويحقق خسائر سنوية.
ويتوقع أن تبلغ خسائر الحكومة البريطانية نتيجة الأوضاع المالية السيئة للمصرف وانخفاض قيمة أسهمه بقيمة 13.5 مليار جنيه إسترليني.
ورغم تحسن أسهم "رويال بانك أوف اسكتلند" أمس بنحو 0.65 في المائة لتصل إلى 352 جنيه، فإنها تظل أقل كثيرا من قيمته عندما انهار في عام 2008 وتدخلت الحكومة لإنقاذه.
وذكرت مصادر بريطانية مطلعة لتحدث لـ"الاقتصادية" أن اللجنة التي تم تشكيلها لدراسة بيع أسهم المصرف "عليها تقديم مغريات إذا أرادت بيع أسهمه، لأنه حاليا لا يقدم أي إغراء للمستثمرين محليا أو دوليا".
وكان مجلس إدارة "رويال بانك" قد أعلن خسائر خلال الربع الأول من هذا العام بلغت 446 مليون إسترليني.
وبلغت مصاريف التقاضي والغرامات المفروضة على المصرف نتيجة سلوكه المخالف للقواعد المصرفية البريطانية نحو 856 مليون إسترليني، إضافة إلى مصروفات إعادة الهيكلة التي بلغت 453 مليون إسترليني.
وترجح المصادر أن تتم عملية البيع في إطار صفقة أشمل تضم جوانب أخرى إلى جانب أسهم "رويال بانك أوف اسكتلند".
اقرأ أيضاً:
بنوك الخليج تسحب البساط من البنوك الغربية في سوق القروض بالمنطقة
