بيت الاستثمار العالمي "جلوبل" – تقييم أولي لقطاع الاتصالات المصري - خلال شهر مايو من عام 1998 أطلقت شركة موبينيل أولى عمليات خدمات التليفون المحمول في مصـر بينما تبعت خطاها فودافون لتقديم نفس الخدمة داخل السوق المصري عقب ستة أشهر. ومنذ ذلك الوقت تتنافس الشركتان بدرجة متكافئة لتحقيق السيادة في السوق، وتجدر الإشارة إلى أن موبينيل تستحوذ على حصة سوقية تبلغ 53 في المائة وهي أعلى قليلا عن الحصة السوقية لشركة فودافون البالغة 47 في المائة. وقد أفاد وجود هذا الاحتكار الثنائي للخدمة كل من الشركتين من حيث الربحية والحفاظ على هوامش جيدة من صافى الربح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك EBITDA أعلى من 50 في المائة لكلتا الشركتين. وخلال العام 2004، حققت كل من موبينيل وفودافون نموا في الإيرادات بلغ 29 و34 في المائة على التوالي.
خلال الأعوام الثلاثة الماضية نما عدد المشتركين في خدمات الهواتف المحمولة في مصر بمعدل نمو سنوي مركب بلغ 30.2 في المائة وصولا على 7.56 مليون مشترك في شهر ديسمبر من العام 2004. وقد فاق هذا النمو معدل النمو السنوي المركب لقطاع الخطوط السلكية الذي بلغ 12.4 في المائة خلال الثلاث سنوات موضوع المقارنة. هذا وقد دفع النمو القوي في إجمالي عدد المشتركين معدل الاختراق من 5.2 في المائة في العام 2001 إلى 10.8 في المائة في العام 2004. هذا وينقاد النمو في إجمالي عدد المشتركين بصفة أساسية بخدمات الدفع المسبق والتي تشكل قرابة 80 في المائة من إجمالي عدد المشتركين في السوق وأكثر من 90 في المائة من صافى عدد المشتركين المنضمين.
هذا وقد شهد الربع الأخير من العام 2004 قفزة كبيرة في صافى عدد المشتركين المنضمين إلى الخدمة بالغا 834,000 مشترك مقارنة بمتوسط عدد المشتركين على مستوى الأرباع السنوية خلال العـام 2004 والبالغ 339,000 مشترك. وقد استمرت هذه القوة الدافعة القوية خلال الربع الأول من العام 2005 الذي شهد أكثر عدد من المشتركين المنضمين خلال ربع سنوي واحد على الإطلاق حيث بلغ 981,000 مشترك. وهو ما يصل بإجمالي عدد المشتركين في السوق إلى 8.56 مليون مشترك، ممثلا بمعدل نمو ربع سنوي يبلغ 12.5 في المائة. ونجد أن المحرك الرئيسي لهذا النمو القوي يتمثل في الظروف الاقتصادية الجيدة والتي تقترن برغبة الشركات الموجودة في زيادة نمو السوق بدرجة أسرع لغلقه أمام الشركة الثالثة المتوقع دخولها إلى السوق.
إطلالة على سوق التليفون المحمول
خلال العامين 2005 و2006 نتوقع أن يضيف سوق الهواتف المحمولة 3.5 مليون مشترك في العـام الواحد. يتمثل السبب الرئيسي وراء هذا النمو السريع في الظروف الاقتصادية المتحسنة والإستراتيجية الصارمة للشركتين الموجودتين بالسوق في الاستحواذ على حصة أكبر من السوق قبيل بدء المنافسة من قبل الشركة الثالثة المتوقع دخولها إلى السوق لتقديم الخدمة. ونحن نتوقع أن يبدأ الظهور الأول للشركة الثالثة خلال الربع الأول من العام 2007 لتبدأ في الاستحواذ على حصة سوقية من الشركات القائمة بالسوق، بدأ من حصة سوقية تصل إلى 6.5 في المائة وارتفاعا إلى 10.8 في المائة في العام 2008. ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي اختراق السوق بقوة من 10.8 في المائة خلال العام 2004 إلى 30 في المائة في العام 2008 ليصل إجمالي عدد المشتركين إلى 22.7 مليون مشترك خلال العام 2008.
التحليل المقارن لشركات التليفون المحمول في مصر
بلغت الحصة السوقية لشركة موبينيل في نهاية العام 2004 مقدار 53 في المائة مقابل 47 في المائة لشركة فودافون. غير أن شركة فودافون بدأت خلال شهر مارس من العام 2005 في تضييق حجم الفجوة مضيفة 1.3 في المائة إلى حصتها السوقية لتصل إلى 48.3 في المائة مقابل 51.7 في المائة لشركة موبينيل. ولا يزال مزيج المشتركين في شركة فودافون يميل ناحية الاشتراك في الخطوط مسبقة الدفع والتي تشكل 83 في المائة من إجمالي قاعدة المشتركين لديها. علما بأن نسبة مشتركي الخطوط مسبقة الدفع أقل بقليل لدى شركة موبينيل محتلة قرابة 78 في المائة من حصة الشركة السوقية. ويعزى هذا بصفة أساسية إلى أن شركة موبينيل كانت السباقة في العام 1998 مما مكنها من الاستحواذ على نسبة مرتفعة من سوق الخدمة المدفوعة لاحقا والتي تعتبر الأكثر ربحية. فعلى مدار السنوات الثلاثة الماضية شهدت مبيعات شركة موبينيل معدل نمو سنوي مركب بلغ 32.5 في المائة مقارنة بمعدل 42 في المائة لشركة فودافون. وخلال العام 2004 نمت إيرادات شركة موبينيل بمعدل 29 في المائة لتصل إلى 4.5 مليار جنيه مصري، في الوقت الذي نمت فيه إيرادات شركة فودافون بمعدل 34 في المائة لتبلغ 4.4 مليار جنيه مصري متأثرة في النمو القوي لعدد المشتركين. وقد كانت فودافون أقل سعيا من موبينيل في الاستحواذ على الحصة السوقية، غير أن هذه الإستراتيجية باتت جاهزة للتغير وهو ما يمكن ملاحظته من خلال زيادة حصة الشركة من المشتركين المنضمين إلى الخدمة من 45 في المائة خلال الربع الرابع من العام 2004 إلى 57.8 في المائة خلال الربع الأول من العام 2005. فخلال العام 2004، سجلت كل من موبينيل وفودافون زيادة في صافى الربح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك EBITDA بمعدل 21 و36 في المائة لتصل إلى 2.3 مليار و2.4 مليار جنيه مصري للشركتين على التوالي.
وعلى مدار السنوات القليلة الماضية انخفضت نسبة التوسع الرأسمالي إلى المبيعات لكل من الشركتين بشكل ثابت حيث بلغت نسبة تغطية الشبكات قرابة 98 في المائة من جمهورية مصر العربية. وخلال العام 2004، استقرت نسبة التوسع الرأسمالي إلى المبيعات لتستقر عند 15.3 و10.7 في المائة لكل من فودافون وموبينيل على التوالي.
الخطط المستقبلية
نتوقع أن تنمو إيرادات كل من موبينيل وفودافون خلال العام 2005 بمعدل 36 و29 في المائة على التوالي. وسوف يحرك هذا النمو المرتفع النمو الهائل في أعداد المشتركين الجدد حيث يتوقع أن يضيف السوق قرابة 3.5 مليون مشترك خلال العام 2005. من ناحية أخرى من المنتظر أن يتباطأ نمو المبيعات لكل من الشركتين بدءا من العام 2007 نتيجة للتوقعات بدخول الشركة الثالثة إلى الخدمة واستحواذها على حصة من السوق.
ومع تزامن تطبيق كل من الشركتين لاستراتيجيات صارمة للاستحواذ على العملاء مع توقع دخول الشركة الثالثة إلى السوق في العام 2007، نتوقع أن تشهد هوامش صافى الربح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك EBITDA للشركتين انخفاضا من 51.7 و55.2 في المائة إلى 48.8 و52 في المائة في العام 2008 لكل من موبينيل و فودافون على التوالي. ومع ذلك نتوقع تحسن صافى الهوامش نتيجة لقانون الضرائب الجديد الذي يخفض الضرائب من 32 إلى 20 في المائة.
في العام 2005، ونتوقع لنسبة التوسع الرأسمالي أن ترتفع إلى قرابة 27 في المائة لكل من الشركتين. وتعزى الزيادة في التوسع الرأسمالي بصفة أساسية إلى الإستراتيجية الصارمة الساعية وراء الاستحواذ على أكبر حصة سوقية في سبيل غلق السوق أمام الشركة الجديدة التي من المتوقع أن تدخل إلى السوق في العام 2007 وكذلك التوسع الرأسمالي المرتبطة بصفقة "جي إس إم 1800 ميجا هيرتز الجديدة الموقعة مؤخرا مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات.
التقييمات
عند مستويات الأسعار الحالية، تتداول أسهم موبينيل وفودافون عند مضاعف سعر/ربحية للعام 2004 بلغ 19.5 و20.8 مرة على التوالي. واعتمادا على تقييماتنا من خلال طريقة التدفقات النقدية المخصومة والتحليل المقارن، توصلنا إلى قيمة عادلة للأسهم بلغت 275 جنيه مصري لسهم شركة موبينيل و87.5 جنيه مصري لسهم شركة فودافون. وتشير القيمة العادلة للسهم التي توصلنا إليها إلى إمكانية ارتفاع بنسبة 60 في المائة لسهم شركة موبينيل وتراجع بنسبة 3.9 في المائة لسهم شركة فودافون. لذلك نستهل تغطيتنا لسهم "موبينيل" بتوصية "للشراء" بينما نوصي "بالاحتفاظ" بسهم فودافون.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)