تشهد مصر اليوم وغدا تدفق أكثر من خمسين مليون ناخب الى 13 ألفا و99 لجنة اقتراع فرعية للمشاركة لاول مرة في تاريخهم في انتخابات رئاسية لا تعرف نتيجتها مسبقا، ويشارك في الإشراف عليها أكثر من 14 ألف قاض ينتمون إلى جميع الهيئات القضائية، من بينهم نحو 1200 قاضية، وتشير كل التوقعات إلى ان المؤشرات الاولية ستعلن على الارجح غدا بعد وقت من عمليات الفرز لليوم الثاني.
ويتنافس 12 مرشحا في السباق الرئاسي وهم: أبو العز الحريري ومحمد فوزي عيسى وحسام خير الله وعمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح وهشام البسطويسي ومحمود حسام ومحمد سليم العوا وأحمد شفيق وحمدين صباحي وعبد الله الأشعل وخالد علي ومحمد مرسي يخوضون الانتخابات. لكن المنافسة الحقيقية تدور بين خمسة مرشحين فقط، اثنان منهما عملا مع حسني مبارك هما وزير خارجيته طوال عقد التسعينيات الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى وآخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق، القائد الاسبق للقوات الجوية المصرية احمد شفيق.
وينتمي مرشحان آخران للتيار الاسلامي هما رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي والقيادي السابق في الجماعة الذي انشق عنها العام الماضي وبات يقدم نفسه ممثلا لـ «الاسلام الوسطي المعتدل» عبد المنعم ابو الفتوح. اما المرشح الخامس، الذي صعدت اسهمه اخيرا وجاء في المرتبة الثالثة في انتخابات المصريين في الخارج فيأتي من اليسار الناصري وهو حمدين صباحي. الحملات الانتخابية للمرشحين الخمسة حاولت مخاطبة الهموم المختلفة والمتغيرة للمصريين. عمرو موسى، ركز في دعايته على خبرته كرجل دولة سابق يستطيع ادارة البلاد بعد فترة انتقالية مضطربة وشدد على ان مصر «لا تحتمل ان تكون حقل تجارب» مشككا بذلك ضمنيا في قدرات «مرشحي الثورة» الذين لم يعمل اي منهم في الجهاز التنفيذي للدولة مسبقا.
احمد شفيق اعتمد بشكل اساسي في حملته على انه سيضمن استقرار البلاد وسيوقف الانفلات الامني. وهاجم شفيق التيار الاسلامي في محاولة لكسب اصوات الاقباط من جهة ولاستغلال بعض التراجع في شعبية جماعة الاخوان المسلمين خلال الاشهر الاربعة الاخيرة. مرشح جماعة الاخوان محمد مرسي يعتمد اساسا على ماكينة انتخابية كبيرة للجماعة، التي ما تزال اكبر القوى السياسية في مصر واكثرها تنظيما. ويخوض مرسي الانتخابات استنادا الى مشروع لتحقيق «النهضة» وضعه اساسا نائب المرشد العام للاخوان الرجل القوى في الجماعة خيرت الشاطر. اما عبد المنعم ابو الفتوح، الذي يحظى بدعم حزب النور (اكبر الاحزاب السلفية) وجزء من الليبراليين واليساريين، فيطرح نفسه مرشحا للتوافق او «الاصطفاف الوطني» ويؤكد انه قادر على انهاء حالة الاستقطاب السياسي ما بين القوى الاسلامية من جهة والقوى الليبرالية واليسارية التي شهدتها مصر بعد اطاحة مبارك..
واستهدفت حملة حمدين صباحي كسب اصوات الفقراء، الذين يشكلون الاغلبية في بلد يعيش 40% من سكانه حول خط الفقر. ومن المقرر ان تجرى جولة ثانية للانتخابات في 16 و17 يونيو المقبل اذا لم يحصل اي مرشح على الاغلبية المطلقة في الجولة الأولى وهو امر مرجح.