سجل الإنتاج الشهري للسعودية من حديد الصلب الخام أعلى مستوياته في كانون الثاني (يناير) الماضي عند 550 ألف طن مقابل 543 ألف طن للشهر نفسه من العام الماضي 2014 بارتفاع 1.3 في المائة، وارتفاع من 547 ألف طن في الشهر السابق كانون الأول (ديسمبر) لتسجل أعلى مستوياتها الشهرية، هذا في الوقت الذي واصلت فيه أسعار حديد التسليح العالمية ومن بينها الأوكراني والتركي انخفاضها في الأسواق العالمية، وهو ما يصعب مهمة الشركات السعودية على المنافسة في التصدير لأسواق المنطقة بعد فتح باب التصدير أخيرا.
وأوضح التقرير الشهري للاتحاد العالمي للصلب عن كانون الثاني (يناير) 2015، أن إنتاج السعودية من الصلب الخام سجل مستوى 6.29 مليون طن في عام 2014 مقابل 5.35 مليون طن في عام 2013 بارتفاع 18 في المائة، وذلك في إطار النمو المتواصل خلال السنوات العشر الأخيرة بارتفاعه من مستوى 4.1 مليون طن في عام 2005؛ أي بنمو 53.4 في المائة؛ أي بمتوسط نمو سنوي 5.3 في المائة، فيما سجل الإنتاج العالمي من الصلب الخام لعدد 65 دولة يرصدها التقرير تمثل 98 في المائة من الإنتاج العالمي، نحو 133.1 مليون طن انخفاضا من 133.71 مليون طن في كانون الأول (ديسمبر) 2014 بنسبة انخفاض 0.45 في المائة.
وفي ضوء نمو الإنتاج السعودي من الحديد، وبعد الانخفاض في أسعاره المحلية، اتخذت وزارة التجارة والصناعة السعودية قرارا بفتح أبواب تصدير منتجات حديد التسليح الوطني، وذلك شريطة التأكد من توافر كميات كافية من هذه السلعة في السوق المحلية، حيث عانت المصانع المحلية انخفاض الأسعار المتتالي، وكان آخرها في شباط (فبراير) الجاري عند 2300 ريال للطن كمتوسط، مقابل 2600 ريال للطن كمتوسط في كانون الثاني (يناير) 2015، وذلك وفقا لبيانات رصد الاتحاد العربي للحديد والصلب على موقعه الإلكتروني.
إلا أن شركات الحديد السعودية ستواجه منافسة قوية في أسواق المنطقة خاصة من حديد التسليح الأوكراني والتركي، حيث انخفضت أسعار الأول نحو 30 في المائة منذ بداية عام 2014 حتى الأسبوع الماضي، وانخفضت أسعار الثاني نحو 22 في المائة خلال الفترة نفسها. وتواجه السوق العالمية للحديد موجة من الانخفاضات في الأسعار، كان آخرها الأسبوع الماضي، حيث فقدت أسعار خام البيليت (المرحلة الأخيرة قبل الدرفة للتحويل لحديد تسليح) التركي نحو 27 دولارا للطن دفعة واحدة لتسجل 403 دولارات للطن فوب مقابل 430 دولارا للطن فوب قبل أسبوعين، لتفقد بذلك 57 دولارا للطن خلال أول 45 يوما من عام 2015؛ أي بنسبة انخفاض 6 في المائة تضاف إلى خسائرها خلال عام 2014، التي بلغت نحو 18 في المائة؛ أي بإجمالي خسائر منذ عام 2014 بلغت 24 في المائة.
وفقا لبيانات «تومسون رويترز إيكون» المختصصة في بورصات السلع، فإن أسعار حديد التسليح التركي الذي يتم تصديره إلى دول المنطقة منيت هي الأخرى بخسائر قوية خلال الفترة الأخيرة، فخلال الأسبوع الماضي فقط فقدت أسعاره 28 دولارا للطن لتسجل 455 دولارا للطن فوب انخفاضا من 483 دولارا للطن في الأسبوع قبل الماضي بانخفاض أيضا 6 في المائة تضاف إلى خسائره خلال الـ 40 يوما الأولى من العام الجاري لتبلغ إجمالي نحو 9 في المائة، تضاف هي الأخرى إلى خسائره خلال عام 2014 التي بلغت نحو 13 في المائة لتبلغ إجمالي الخسائر خلال عام 2014 والـ45 يوما من 2015 نحو 22 في المائة.
خام البيليت الأوكراني المنافس الأول للخام التركي في أسواق المنطقة سجل هو الآخر خسائر قوية خلال الفترة الأخيرة، حيث فقد الطن الأسبوع الماضي 10 دولارات ليسجل 373 دولارا مقابل 383 دولارا للطن فوب قبل أسبوعين بانخفاض نحو 3 في المائة تضاف لخسائره خلال الـ 45 يوما الأولى من العام الجاري والبالغة نحو 5 في المائة؛ أي بانخفاض 8 في المائة خلال العام الجاري، فيما كانت خسائره خلال عام 2014 نحو 22 في المائة؛ أي خلال العام الماضي والـ 45 يوما من العام الحالي فقدت أسعاره نحو 30 في المائة.
حديد التسليح الأوكراني مني هو الآخر بخسائر قوية خلال العام الجاري، فعلى الرغم من ثبات سعره الأسبوع الماضي عند 405 دولارات للطن فوب عند سعره نفسه الأسبوع قبل الماضي، إلا أنه فقد خلال العام الجاري نحو 18 دولارا بنسبة انخفاض 4 في المائة تضاف إلى خسائره خلال العام الماضي، التي بلغت نحو 26 في المائة لتصل خسائره هو الآخر إلى 30 في المائة خلال العام الماضي والـ 45 يوما من العام الحالي.
وفي ضوء أسعار تصدير حديد التسليح التركي والأوكراني، فإن الشركات السعودية في حاجة إلى تصدير بأسعار تقل عن السوق المحلية حتى تستطيع المنافسة والتصدير إلى دول المنطقة، فمتوسط طن الحديد في السوق المحلية هذا الشهر 2300 ريال (613.3 دولار) مقابل 405 دولارات فوب لسعر حديد التسليح الأوكراني، و455 دولارا للطن فوب سعر الحديد التركي.