يشكل المهاجرون المغاربة قوة ديموغرافية واقتصادية مهمة. وتشير إحصائيات وزارة الخارجية والتعاون إلى أن عدد المهاجرين المغاربة في كل بقاع العالم يفوق الخمسة ملايين نسمة. وتراهن الحكومة على هؤلاء المهاجرين من أجل تحويل المزيد من الأموال حين عودتهم إلى بلادهم في فصل الصيف خاصة، وضخ المزيد من العملة الصعبة، التي يحتاجها الاقتصاد المغربي.
وتشير أرقام الحكومة إلى أن تحويلات الجالية المغربية بالخارج تعد ثاني مصدر للعملة الصعبة، وثاني مصدر للدخل بالمملكة بعد الصادرات. واهتم أفراد الجالية المغربية في السبعينيات بالاستثمار في العقار خاصة، وظهرت بسبب ذلك أحياء سكنية ومدن جديدة في الفقيه بن صالح وبني ملال وخريبكة والدار البيضاء ومكناس وفاس والناضور والحسيمة وطنجة وغيرها.
كما كان لهذه الجالية مساهمة في ضمان استقرار الساكنة في الوسط القروي، بفضل مساعدة أسرهم، عن طريق استمرار التحويلات. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من ثمانية ملايين من المغاربة يعيشون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من هذه التحويلات، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة الشرق القطرية.
وتطورت خبرات الجالية المغربية، وتنوعت بالتالي استثماراتها في المملكة، حيث توجه الاهتمام إلى الصناعات التحويلية والسياحة والخدمات الزراعية وغيرها، كما انخرطوا في مشاريع للعمل الجمعوي، خاصة في مدن الجنوب، وتجلى ذلك أساسا في مساهماتهم في توفير البنيات التحتية من ماء وكهرباء وتهيئة طرقية، بما أسهم في فك العزلة عن كثير من القرى والمداشر النائية.
وتتوقع الحكومة المغربية أن يزيد حجم تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج بالقياس إلى العام الماضي، حيث من المنتظر أن تبلغ أزيد من 40 مليار درهم (أكثر من 4 مليارات دولار). وكانت السنة الماضية قد بلغت أكثر من 37 مليار درهم.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)