يعد بناء علاقات قوية ودائمة مع العملاء من أهم عوامل استمرارية الشركات والمؤسسات. و مع سرعة تغير عالم الأعمال وتحدياتها، يمكن أن يكون هذا تحديًا كبيرًا. ومن أجل التغلب على هذه التحديات والعمل على سد الفجوة بين المنتج والمستهلك، تلجأ العديد من الشركات إلى ما يسمى بالتفكير التصميمي.
التفكير التصميمي pic.twitter.com/b1OF2XMclp
— المدرب محمد العماري (@afkar2a) December 6, 2020
"التفكير التصميمي هو منهجية تقوم على إيجاد الحلول والابتكار مركزة على فهم احتياجات ورغبات العميل كإنسان أولا قبل تطوير المنتج. " - تيم براون، رائد التفكير التصميمي
السبب الرئيسي لنجاح التفكير التصميمي هو حقيقة أنه يتمحور على فهم الأشخاص واحتياجاتهم لإيجاد أفضل الحلول الملموسة. يتضمن هذا النهج خمس مراحل رئيسية:
-
الملاحظة:
ملاحظة احتياجات الأشخاص ورغباتهم هي جوهر التفكير التصميمي. هذا هو الجزء الذي يميزه عن عمليات التصميم الأخرى. باستخدام التفكير التصميمي، تضع الشركات نفسها مكان العميل من أجل تحديد ما يريده العملاء بدقة وعناية.
-
التحديد:
بعد ملاحظة احتياجات الأشخاص، تبدأ مرحلة تحليلها و تحديد المشاكل الرئيسية حتى يتم معالجتها والوصول إلى الحلول المثالية.
-
التصور:
تتضمن هذه المرحلة خلق أفكار مبتكرة. بينما تركز العديد من العمليات على الحلول المنطقية، يشجع التفكير التصميمي على التفكير المتشعب وخلق أفكار وخيارات جديدة. يعتبر الإبداع والابتكار من الأجزاء الرئيسية للتفكير التصميمي.
-
النمذجة:
يتم وضع نماذج أولية للأفكار في هذه المرحلة واختبارها من أجل إيجاد الحلول المثلى.
-
الاختبار:
يقوم المقيمون باختبار النماذج الأولية بدقة. على الرغم من أن هذه هي المرحلة الأخيرة، إلا أن التفكير التصميمي تكراري: غالبًا ما تستخدم النتائج لإعادة تعريف مشكلة أخرى أو أكثر. لذلك، يمكنك العودة إلى المراحل السابقة لإجراء المزيد من التكرارات والتعديلات والتحسينات - للعثور على حلول بديلة أو استبعادها.
على عكس عمليات التصميم التقليدية، يركز التفكير التصميمي على تجربة المستخدم. يقول توم براون، قد يكون للتصميم أكبر تأثير عندما يتم إخراجه من أيدي المصممين ووضعه في أيدي الجميع. من خلال قوة الملاحظة في التفكير التصميمي، يتم إنشاء منتجات وحلول مبتكرة وذات مغزى ومنتجة من خلال مشاركة كل من العميل والمنتج. يعمل التفكير التصميمي أيضًا كأداة ملهمة تتحدى طرق التفكير التقليدية من خلال تشجيع المنظمات على التركيز على طرق إبداعية لحل المشاكل.
يجمع التفكير التصميمي بين التصميم والابتكار بطريقة تجعل الأعمال أكثر نجاحًا وإنتاجية من خلال توفير المال والوقت والموارد. تشير بعض التقارير إلى أن التواصل بين الموظفين وكذلك التواصل مع العملاء قد زاد بنسبة 28٪ و 45٪ على التوالي للشركات التي اعتمدت التصميم والابتكار. كما أنه يساعد في تقليل التكاليف بنسبة 25٪ ويزيد الأرباح بنسبة 48٪.
من المهم للشركات أن تحول تركيزها إلى التفكير التصميمي، حيث أصبحت الطرق القديمة ضعيفة ونتائجها غير فعالة. ففي عصر السرعة، هناك حاجة ماسة للأفكار المبتكرة ليس فقط للاستمرار، ولكن للازدهار أيضًا في عالم تنافسي يتمحور حول المستهلك.