العقوبات الأمريكية تخنق إيران بقوة

تاريخ النشر: 27 مايو 2019 - 06:11 GMT
تواجه إيران أزمة اقتصادية حادة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي العام الماضي
تواجه إيران أزمة اقتصادية حادة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي العام الماضي
أبرز العناوين
حذرت غرفة التجارة والصناعة الألمانية من أن الإجراءات الصارمة للولايات المتحدة ضد إيران تحمّل الاقتصاد الألماني أعباء بشكل متزايد

تراجع التبادل التجاري بين ألمانيا وإيران، بشدة، مطلع هذا العام، وذكرت صحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية؛ استنادا إلى بيانات غرفة التجارة والصناعة الألمانية، أن صادرات برلين إلى طهران تقلصت إلى نحو 233 مليون يورو خلال كانون الثاني (يناير) حتى شباط (فبراير)، بتراجع قدره 52.6 في المائة مقارنة بنفس الشهرين عام 2018.

وحذرت غرفة التجارة والصناعة الألمانية من أن الإجراءات الصارمة للولايات المتحدة ضد إيران تحمّل الاقتصاد الألماني أعباء بشكل متزايد.

وبحسب "الألمانية"، قال فولكر تراير؛ رئيس قسم التجارة الخارجية في الغرفة، إنه ليس هناك في إيران حاليا سوى 60 شركة ألمانية فقط من إجمالي 120 شركة كانت لديها أنشطة في البلاد.

وأضاف أن التجارة الألمانية-الإيرانية تراجعت، موضحا أن الصادرات الألمانية إلى إيران انخفضت خلال الربع الأول من هذا العام بنسبة 50 في المائة مقارنة بالفترة الزمنية نفسها من العام الماضي.

في المقابل، تراجعت واردات ألمانيا من إيران بنسبة 42.2 في المائة لتصل إلى نحو 41 مليون يورو، وأفادت داجمار فون بونشتاين؛ المديرة التنفيذية لغرفة التجارة والصناعة الألمانية-الإيرانية، بأن السبب في هذا يعود إلى السياسة الصارمة التي تنتهجها الولايات المتحدة تجاه إيران، وأضافت: "السوق في إيران صارت صعبة للغاية بسبب العقوبات الأمريكية والظروف الاقتصادية في البلاد".

وتواجه إيران أزمة اقتصادية حادة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي العام الماضي، ولا سيما منذ فرض عقوبات أمريكية جديدة على القطاع المالي، وقطاع الطاقة بصفة خاصة، وزاد الأمريكيون الضغط على القيادة الإيرانية أخيرا من خلال تهديدات عسكرية أيضا.

وتوضح فون بونشتاين؛ أنه يوجد الآن في إيران تمثيل لنحو 60 شركة ألمانية، أي نصف ما كانت عليه الأمور عندما تم التوصل إلى الاتفاق النووي في 2015.

وتشير المديرة التنفيذية لغرفة التجارة والصناعة الألمانية-الإيرانية، إلى أن كل الشركات الألمانية تقريبا خفضت بشكل واضح من أعداد موظفيها في إيران.

وفي مقابلة سابقة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية، قالت فون بونشتاين؛ التي زارت إيران في نيسان (أبريل) 2018: "منذ وصولي إلى إيران، والتقارير اليومية عن العقوبات الأمريكية وتداعيتها، جزء من روتين حياتي".

ومن النفط إلى صناعة المعادن والتعدين، ضربت الولايات المتحدة، إيران، بعقوبات اقتصادية على مراحل متعددة بداية من أيار (مايو) 2018، بسبب برنامجها النووي وسعيها لاقتناء أسلحة نووية، فضلا عن دورها المثير للقلاقل في الشرق الأوسط.

وتابعت بونشتاين؛ "مع فرض العقوبات الأمريكية في 8 أيار (مايو) 2018، كان الأمل في تحسن الأمور لا يزال يغلف الأجواء في إيران، لكن مع سريان الحزمة الثانية من العقوبات في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، كل شيء تغير".

وأضافت: "هذه العقوبات ضربت إيران في مقتل"؛ موضحة "الحكومة الأمريكية تركع طهران على ركبتها، وتمنع حدوث تجارة حقيقية بين أوروبا، وخاصة ألمانيا، والإيرانيين".

وبعد تقييد قطاع النفط بشدة بسبب العقوبات الأمريكية، كان الصلب هو أحد قطاعات التصدير الأساسية للاقتصاد الإيراني، حيث صدرت طهران العام الماضي ثمانية ملايين طن من الصلب بقيمة ثلاثة مليارات يورو. لكن العقوبات ضربت أيضا هذا القطاع وأصابته الركود، حسب المسؤولة الألمانية.

وتابعت: "الأزمة كبيرة للغاية، أتلقى رسائل يومية من مواطنين ومسؤولين إيرانيين على حد سواء، ونناقش مناخ التجارة والأعمال، ويمكنني أن ألمس أجواء التوتر الكبير في البلاد".

ومضت قائلة: "الحرب تلوح في الأفق، والمواطنون يتخوفون منها؛ فذكرى الحرب مع العراق لا تزال ماثلة في الأذهان وتقلق المجتمع بشكل كبير".

ولفتت المسؤولة الألمانية لوجود سعي كبير بين الشباب لترك إيران، حيث قالت: "الشباب الذين يملكون قدرا جيدا من التعليم، يسعون لمغادرة البلاد والبحث عن مستقبل خارجها"، مضيفة "الطلب يتزايد بشكل كبير على دروس تعلم اللغات الأجنبية، وهناك قوائم انتظار طويلة في مراكز تدريس هذه اللغات بما فيها الألمانية، وعديد من الإيرانيين لديهم اتصالات مع الخارج في أوروبا والولايات المتحدة؛ للبحث عن أي فرصة لترك البلاد".

ولفتت إلى أن عديدا من الشركات الألمانية "تراجع عن اتفاقاته التجارية مع إيران تحت ضغط العقوبات الأمريكية".

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن